أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

رسالة من موجه لغة عربية لوزير التعليم

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 05:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ الصغر، أعشق أساتذتى فى كل المراحل التعليمية وصولًا إلى الجامعة، يقدروننى وأحترمهم، يختصوننى بمعاملة خاصة وحوارات جانبية عن باقى الزملاء.. لم أنس يومًا أسماءهم، دائمًا على البال وفى القلب، ومع كل بداية عام دراسى جديد تقفز صورهم أمامى، وأعود بذاكرتى سنوات للوراء.
فى المرحلة الابتدائية كان طارق عبدالواحد، وخالد رمضان، وفى الإعدادية كان الأستاذ رشدى حسن، عاشق التاريخ، وصاحب الأسلوب البديع فى إلقاء القصص والانتقال بها من حقبة زمنية لأخرى، وفى الثانوية كان السباعى، الأساتذة رمزى عابدين عطاالله، ومحمد بدير، وماجد عبدالفتاح، ورمضان عوض، ومنى عبدالغفار، ومفرح عطاالله، والأقرب إلى قلبى رحمه الله جمعة حمادة.. أحببت طريقة رمضان عوض فى تبسيط الكيمياء المعقدة، وعشقت أسلوب محمد بدير فى فك شفرات الحساب والمثلثات، وشربت من أدب رمزى عطاالله وعشقه لدواوين الشعر وعلوم البلاغة.
تلقيت العلم على يد أساتذتى جميعًا، غير أن واحدًا لم أتلق العلم على يديه، لكن أتشرف بأننى تلميذه، تعرفت عليه بعد أن انتهيت من تعليمى الجامعى، هو عبدالبر علوانى، موجه أول اللغة العربية بالتربية والتعليم.. شاعر بالأساس، يمتلك قلمًا رفيعًا يستطيع من خلاله أن يعبر بكل قوة عما يريد، يعشق مهنة التدريس، ومهموم دائمًا بقضية التعليم، وفى هذا الصدد كتب على صفحته بالـ«فيس بوك» رسالة لوزير التعليم مع بداية العام الدراسى، ما لى من موقعى إلا أن أساهم فى نشرها، أملًا أن تصل للمسؤول ويتحرك.
يقول الأستاذ: «هل سألنا أنفسنا لماذا بدأ سباق الدروس الخصوصية قبل أكثر من شهر من بدء الدراسة رسميًا؟، هل سألنا أنفسنا لماذا تزداد سلوكيات الشارع سوءًا رغم وجود ما يقرب من خمسين ألف مدرسة بها حوالى عشرين مليون تلميذ؟، هل سأل المسؤولون أنفسهم عن مدى صدقهم واقعيًا فى الاستفادة تربويًا وتعليميًا من إلغاء إجازة السبت؟، وماذا عمن لم يشملهم القرار فى السنوات السابقة، هل تأثر تحصيلهم التربوى والعلمى حقًا؟، هل سألوا أنفسهم عن مغزى شعار (مدرستى جميلة ونظيفة ومتطورة).
التعليم ليس كلمة نتشدق بها، والجودة ليست شعارًا نزين به جدرانًا آيلة للسقوط، هل تعلمون أن شهادة الثانوية العامة المصرية غير كافية للالتحاق بجامعات العالم الكبرى، مثل إكسفورد وكامبريدج، حيث يُشترط للقبول بها اجتياز ما يُعرف بالسنة التأسيسية، فمعنى ذلك ببساطة أن المدارس المصرية تقدم منتجًا تعليميًا غير مكتمل وتمارس تجارة الوهم».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة