بالصور.. "مقام إبراهيم" ياقوتة من الجنة.. وقف عليه أبو الأنبياء لبناء الكعبة.. اتُّخذ قرار بنقله للتوسعة فى عهد الملك فيصل وتدخل "الشعراوى" وحال دون نقله.. وبعث لخادم الحرمين ببرقية تؤصل موقفه الشرعى

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 08:56 م
بالصور.. "مقام إبراهيم" ياقوتة من الجنة.. وقف عليه أبو الأنبياء لبناء الكعبة.. اتُّخذ قرار بنقله للتوسعة فى عهد الملك فيصل وتدخل "الشعراوى" وحال دون نقله.. وبعث لخادم الحرمين ببرقية تؤصل موقفه الشرعى مقام سيدنا إبراهيم بجوار الكعبة الشريفة
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمرنا الله تعالى أن نتخذ من مقام إبراهيم مصلى، وهو كذلك ياقوتة من يواقيت الجنة، ومقام إبراهيم - عليه السلام - كما عرفه موقع الرئاسة العامة للحرمين الشريفين: "هو ذلك الحجر الأثرى الذى قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء".

قال ابن كثير فى تفسيره لقول الله تعالى: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، المراد بالمقام إنما هو الحَجَرُ الذى كان إبراهيم - عليه السلام - يقوم عليه لبناء الكعبة. لما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل عليه السلام به ؛ ليقومَ فوقه، ويناوله الحجارة، فيضعها بيده لرفع الجدار، كلَّما كَمَّل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى، يطوف حول الكعبة، وهو واقف عليه، كلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التى تليها هكذا، حتى تم جدارات الكعبة... وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه، ولم يزل هذا معروفًا تعرفه العرب فى جاهليتها؛ ولهذا قال أبو طالب فى قصيدته المعروفة اللامية: "ومَوطئُ إبراهيم فى الصخر رطبة على قدميــه حافيًا غــــير ناعل".

وقصة بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة المعظمة ووقوف إبراهيم عليه السلام على حجر المقام رواها البخارى فى صحيحه فى حديث طويل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: « ... ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرنى بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال : وتعيننى؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرنى أن أبنى ها هنا بيتًا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتى بالحجارة، وإبراهيم يبنى، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحَجَر فوضعه له، فقام عليه وهو يبنى، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم".
قال: "فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".

فضائل مقام إبراهيم عليه السلام

من فضائله: أن الله تعالى نوه بذكره من جملة آياته البينات، فقال عز وجل: "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا"، قال ابن جرير فى تفسير هذه الآية: "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركًا وهدى للعالمين"، للذى ببكة فيه علامات بينات من قدر الله وآثار خليله إبراهيم، منهن أثر قدم خليله إبراهيم - عليه السلام - فى الحَجَر الذى قام عليه.

ومن فضائله: أن الله تعالى أمر المسلمين باتخاذه مصلى فى الحج والعمرة، وذلك فى قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، ومن فضائله: أنه ياقوتة من يواقيت الجنة، فقد روى الإمام أحمد والترمذى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه قال: أنشد بالله ثلاثًا ووضع أصبعه فى أذنيه، لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".

ومن فضائله، أن إبراهيم عليه السلام وقف عليه كما أمره الله عز وجل وأذن فى الناس بالحج. فقد روى الفاكهى عن ابن عباس رضى الله عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت أمره الله عز وجل أن ينادى فى الحج، فقام على المقام، فقال: يا أيها الناس إن ربكم قد بنى بيتًا فحجوه، وأجيبوا الله عز وجل، فأجابوه فى أصلاب الرجال وأرحام النساء: أجبناك، أجبناك، أجبناك، اللهم لبيك، قال: فكل من حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم على قدر ما لبى"، وصحح إسناده ابن حجر .

صفة مقام إبراهيم عليه السلام وذرعه

قال المؤرخ باسلامة: "وأما صفة حَجَر المقام، فهو حجر رخْو من نوع حجر الماء، ولم يكن من الحجر الصوان، وهو مربع على وجه الإجمال، ومساحته ذراع يد فى ذراع يد طولاً وعرضًا وارتفاعًا، أو نحو خمسين سنتيمترا فى مثلها طولاً وعرضًا وارتفاعًا، وفى وسطه أثر قدمى إبراهيم الخليل - عليه السلام -، وهى حفرتان على شكل بيضوى مستطيل، وقد حفرهما الناس بمسح الأيدى ووضع ماء زمزم فيها مرات عديدة، فنتج من كثرة مرور الأيدى فى أثر القدمين واستبدال موضعهما حفرتان، كما دل على ذلك الروايات. وقد رأيت حَجَر المقام بعينى سنة (1332هـ) بصحبة صاحب الفضيلة رئيس السدنة فى تلك السنة محمد صالح بن أحمد بن محمد الشيبى، فوجدته مصفحًا بالفضة، وهو موضوع على قاعدة، وشكله مربع كما وصفته، ولونه بين البياض والسواد والصفرة، ورأيت أثر القدمين".

المسرد التاريخى للمقام وتحريكه عن مكانه

لقد كان مقام إبراهيم عليه السلام ملاصقًا لجدار الكعبة المشرفة، واستمر كذلك فى عهد الجاهلية وعهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعهد أبى بكر الصديق، وإنما أخره عن جدار الكعبة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه .

روى البيهقى بإسناد صحيح عن عائشة رضى الله عنها قالت: "إن المقام كان زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبى بكر رضى الله عنه ملتصقًا بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب رضى الله عنه".

قال ابن كثير: "وقد كان المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا، ومكانه معروف اليوم إلى جانب الباب مما يلى الحَجَر يمنة الداخل من الباب فى البقعة المستقلة هناك، وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة، أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك؛ ولهذا -والله أعلم-أمر بالصلاة هناك عند فراغ الطواف، وناسب أن يكون عند مقام إبراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه. وإنما أخره عن جدار الكعبة أمير المؤمنين عُمَرُ بن الخطاب رضى الله عنه وهو أحدُ الأئمة المهديين والخلفاء الراشدين، الذين أُمِرْنا باتباعهم، وهو أحد الرجلين اللذين قال فيهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "اقتدوا باللَّذَين من بعدى أبى بكر وعمر". وهو الذى نزل القرآن بوفاقه فى الصلاة عنده؛ ولهذا لم ينكر ذلك أحد من الصحابة، رضى الله عنهم أجمعين".

ويقول ابن حجر أيضًا: "وكان المقام من عهد إبراهيم لزق البيت إلى أن أخره عمر رضى الله عنه إلى المكان الذى هو فيه الآن، ولم ينكر الصحابة فعل عمر ولا من جاء بعدهم، فصار إجماعًا، وكان عمر رأى أن إبقاءه يلزم منه التضييق على الطائفين أو على المصلين، فوضعه فى مكان يرتفع به الحرج، وتهيأ له ذلك، لأنه الذى أشار باتخاذه مصلى، وأول من عمل عليه المقصورة الآن".

بيد أن السيول كانت تدخل المسجد الحرام، وكانت هذه السيول ربما دفعت المقام عن موضعه، وربما نحته إلى وجه الكعبة، ومن هذه السيول سيل يقال له "سيل أم نهشل"، كان سببًا فى تحرك المقام عن موضعه الذى وضعه فيه عمر رضى الله عنه. فجاء عمر وردَّه إلى مكانه الذى تحول عنه .

فقد روى ابن أبى حاتم فى تفسيره بإسناد صحيح عن سفيان بن عيينة وهو إمام المكيين فى زمانه قال: "كان المقام فى سقع البيت على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - فحوله عمر إلى مكانه بعد النبى - صلى الله عليه وسلم -، وبعد قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" قال: ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه، فرده عمر إليه".

مراحل تطوير المقام

كان مقام إبراهيم محاطًا بالاهتمام من قبل الخلفاء والملوك والحكام والأمراء، فكان أول من حلاه الخليفة المهدى سنة 160هـ، حيث بعث بألف دينار؛ لتضبيب المقام بالذهب .

وفى عهد أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله سنة 236هـ، جعل ذهبًا فوق الذهب بأحسن منه عملا وكذلك فى سنة 251هـ فى خلافة المتوكل. وفى سنة 256هـ من عامل مكة على بن الحسن العباسى.

وذكر الأزرقى أن المقام فى عصره كان فى حوض من ساج مربع حوله رصاص مُلَبَّن به، وعلى الحوض صفائح رصاص ملبس بها، ومن المقام فى الحوض أصبعان، وعلى المقام صندوق ساج مسقف، ومن وراء ملبن ساج فى الأرض فى طرفيه سلسلتان تدخلان فى أسفل الصندوق، ويقفل فيهما قفلان. ومثله وصف الفاكهى أيضًا .

ووصف الفاسى المقام على ما كان فى عهده (فى القرن التاسع)، قال: «أما صفة الموضع المشار إليه فإنه الآن قبة عالية من خشب ثابتة قائمة على أربعة أعمدة دقاق، حجارة منحوتة بينهما أربعة شبابيك من حديد من الجهات الأربعة، ومن الجهة التى يدخل إلى المقام، والقبة مما يلى المقام منقوشة مزخرفة بالذهب مما يلى السماء مبيضة بالنورة، وأما موضع المصلى الآن فإنه ساباط مزخرف على أربعة أعمدة، فهما عمودان عليهما القبة، وهو متصل بها، وهو مما يلى الأرض منقوش مزخرف بالذهب، ومما يلى السماء مبيض منور، وأحدث وقت صنع فيه ذلك شهر رجب سنة عشر وثمانمائة، واسم الملك الناصر فرج صاحب الديار المصرية والشامية مكتوب فيه بسبب هذه العمارة، واسم الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى صاحب مصر مكتوب فى الشباك الشرقى فى هذا الموضع لسبب عمارته له فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، والمقام بين الشبابيك الأربعة الحديد فى قبة من حديد ثابت فى الأرض برصاص مصبوب، بحيث لا يستطاع قلع القبة الحديد التى فوقه إلا بالمعاول وشبهها".

وجددت قبة المقام فى سنة (900هـ) وفى سنة (915هـ ) وفى سنة (1001هـ) وفى سنة (1049هـ) وفى سنة (1072هـ) وفى سنة (1099هـ) وفى سنة (1102هـ) وفى سنة (1133هـ).

وجرت العادة من زمن سلاطين آل عثمان من حيث قاموا بعمل كسوة الكعبة المعظمة أنهم كانوا يكسون مقام إبراهيم بكسوة سوداء مطرزة بأسلاك الفضة المموهة بالذهب على شكل ستارة باب الكعبة والحزام، وتوضع هذه الكسوة على التابوت الخشبى الذى هو داخل الشباك الحديد فوق حجر المقام .

وبقى المقام على هيئته الأخيرة إلى سنة (1387هـ) حيث تم إزالة المقصورة التى عليه وجعله فى غطاء بلورى.

فى عهد الملك فيصل رحمه الله كانت هناك آراء بنقل مقام إبراهيم عليه السلام إلى الخلف؛ ليحصل بذلك توسعة على الطائفين، وكانت هناك آراء مخالفة بعدم نقله من مكانه، فأحيلت المسألة إلى المجلس التأسيسى لرابطة العالم الإسلامى، الذى اتخذ فى جلسته الحادية عشرة المنعقدة بتاريخ 25/12/1384هـ قرارًا، والذى جاء فى مقدمة نصه: «تفاديًا لخطر الزحام أيام موسم الحج، وحرصًا على الأرواح البريئة التى تذهب فى كل سنة تحت أقدام الطائفين، الأمر الذى ينافى سماحة الشريعة الإسلامية ويسرها، وعدم تكليفها النفس البشرية أكثر مما فى وسعها، يقرر المجلس الموافقة على المشروع الآتى ورفعه إلى الجهات السعودية".

وتحقيقًا للقرار هدم البناء القائم على المقام، وجعل فى غطاء مقبب من البلور الشفاف الثمين (كريستال) ؛ ليسهل من خلاله رؤية حَجَر المقام وآثار قدمى إبراهيم عليه السلام. وقد غلف الغطاء البلورى بشبكة معدنية مذهبة تحمل قبة لطيفة صغيرة وهلالاً فى أعلاه. وقاعدة المقام على بناء بيضاوى من الخراسانة المسلحة مكسوة بالرخام الأسود فى مترين مربعًا .

وهو المشاهد اليوم، بحيث لم يتحول عن مكانه الذى كان فيه، منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه .

وفى عصر يوم السبت 18 رجب 1387هـ أزاح الستار عن المقام بغطائه البلورى جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله فى حفل بهيج بهذه المناسبة .

وفى عهد خـادم الحرمين الشريفين الملك فهـد بن عبد العزيز رحمه الله، وبناء على توجيهاته تم الشروع فى ترميم محـل مقام إبراهيم عليه السلام. وفى هذا الترميم تم استبدال الهيكل المعدنى الذى كان مركبًا على مقام إبراهيم عليه السلام بهيكل آخر جديد مصنوع من نحاس ذى جودة عالية، كما تم تركيب شبك داخلى مطلى بالذهب، وتم استبدال كساء القاعدة الخرسانية للمقام التى كانت مصنعة من الجرانيت الأسود ورخام من وادى فاطمة بقاعدة أخرى، مصنعة من رخام كرارة الأبيض الصافى، والمحلى بالجرانيت الأخضر؛ ليماثل فى الشكل رخام الحِجِر، وشكل الغطاء البلورى مثل القبة نصف الكرة، ووزنه (1.750) كجم، وارتفاعه (1.30) م، وقطره من الأسفل (40) سم، وسمكه (20) سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم، ومحيط دائرته من أسفله (2.51)م .

وقد أصبح محل المقام بعد هذه التحسينات انسيابيًا وقبل ذلك كان مضلعًا. وقد شملت التحسينات الهيكل والقبة والهلال إضافة إلى القاعدة الخرسانية، وقد تمت هذه الترميمات مع الحرص الشديد على عدم تحريك المقام من موقعه.

قصة مقام إبراهيم مع الشيخ الشعراوى

يروى الشيخ محمد متولى الشعراوى فى حواره مع سعيد أبو العينين الذى ضمن كتابه باسم (أنا من سلالة أهل البيت) يقول الشيخ الشعراوى: "أثناء عملى أستاذاً بكلية الشريعة فى مكة المكرمة، وفى عام 1954 كانت هناك فكرة لنقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر، أى أن يرجعوا به إلى الوراء ليفسحوا (المطاف) الذى وجدوه قد ضاق بالطائفين وأصبح الزحام مشكلة وكانت هذه الفكرة (فكرة نقل مقام إبراهيم) قد أخذت طريقها للتنفيذ، وتم بالفعل إقامة المبنى الجديد الذى من المقرر أن ينقل إليه المقام، وكان المبنى الجديد على غرار المبنى القديم، وتحدد اليوم الذى سيقوم فيه الملك سعود بنقل المقام الذى هو "الحجر" إلى المبنى الجديد فى الموقع الجديد، وكان هذا اليوم يوم الثلاثاء .

وأضاف الشعراوى: "قبل أن يأتى هذا اليوم بخمسة أيام، أى فى يوم الجمعة السابق على يوم الثلاثاء، بدأت الوقائع المثيرة، لقد اعترضتُ على نقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر"، كان يرى فى ذلك شيئاً مخالفاً للشريعة، وكان هذا الاعتراض أو حتى مجرد إبداء الرأى من شيخ مصرى يعمل موظفاً بالسعودية وإن كانت الوظيفة هى أستاذ بكلية الشريعة فى مكة المكرمة، كان هذا الاعتراض أو مجرد إبداء الرأى فى موضوع يعتبره الجميع شأناً داخلياً يعد خروجاً وتدخلاً فى مسائل لا ينبغى للآخرين من غير السعوديين أن يتدخلوا فيها.

وتابع: "عرفت بالصدفة بهذا الموضوع، كنت أصلى بالحرم الشريف وعند مقام سيدنا إبراهيم الخليل سمعت بما يقال عن نقل المقام إلى الوراء.. إلى منطقة الحصوة، وعرفت أن المبنى الجديد هو الذى سينقل إليه المقام قد أقيم فعلاً، وقد استندوا فى فكرة النقل إلى مشورة بعض العلماء الذين قالوا إن النبى صلى الله عليه وسلم قد نقل المقام من قبل، وكان المقام لصق الكعبة، ورأى النبى صلى الله عليه وسلم أن ينقله، ونقله بالفعل إلى مكانه الحالى" .

واستكمل: "لكننى كنت أرى أن نقل المقام هو شىء مخالف للشريعة، وأن السكوت على ذلك هو شىء غير مقبول، واتصلت ببعض العلماء المصريين من زملائى بالبعثة وقلت لهم يجب أن نقول كلمتنا.. أن نعلنها، فقالوا إن الموضوع أصبح منتهياً، وأن المبنى الجديد قد أقيم بالفعل، وأن السعوديين سيعتبرون كلمتنا تدخلاً فى شئونهم" .

ويستمر الشيخ الشعراوى فى روايته فيقول: قمت بإرسال برقية إلى الملك سعود من خمس صفحات وعرضت عليه مسألة نقل المقام من الناحية الفقهية والتاريخية، وقلت إن نقل المقام من مكانه إلى مكان آخر مخالف للشريعة، وأن الذين يحتجون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بنقل المقام واستندوا إلى ذلك فى تبرير عملية النقل.. هؤلاء قد جانبهم الصواب، لأن الرسول رسول ومشرع وليست هذه حجة لكى نستند إليها وننقل مقام إبراهيم من المكان الذى وضعه فيه النبى صلى الله عليه وسلم، وقلت فى برقيتى إن عمر بن الخطاب لم يفعلها، وقام الملك سعود بناء على تلك البرقية بجمع العلماء وطلب منهم أن يتدارسوا المسألة من جديد، وأخذوا برأى الشعراوى، وتم إزالة المبنى القديم وتم الإبقاء فقط على الموضع الذى فيه حجر المقام الموجود الآن، وهو لا يشغل سوى مساحة صغيرة لا تزيد على المساحة التى يشغلها شخصان من الطائفين.

واستدعى الملك فيصل الشيخ الشعراوى، وكرمه وأعطاه عباءة وساعة وقلم، ثم سكت الشيخ قليلا وراح ينشغل بنفسه وتضئ الفرحة وجهه وهو يقول: "بعد يومين اثنين من الأمر الذى أصدره الملك سعود بنقل المقام.. شرفنى الله.. وشرفت عينى برؤية سيدنا إبراهيم الخليل".

	مقام سيدنا إبراهيم بجوار الكعبة الشريفة
مقام سيدنا إبراهيم بجوار الكعبة الشريفة

	مقام سيدنا إبراهيم قديما
مقام سيدنا إبراهيم قديما

	صورة قديمة لمقام إبراهيم وبجوارها الكعبة
صورة قديمة لمقام إبراهيم وبجوارها الكعبة

	موضع قدم سيدنا إبراهيم
موضع قدم سيدنا إبراهيم









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة