"خلف طايع" أجاد رسم المكان وأعماله تنوعت بين الهندسى والعضوى

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 06:38 م
"خلف طايع" أجاد  رسم المكان وأعماله تنوعت بين الهندسى والعضوى صورة كاريكاتورية للفنان خلف طايع
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كنت أحب دائما أن أرسم منطقة كوم الدكة بمبانيها القديمة التى تهدمت جميعها وتحولت إلى مولات، والمراكب اليديوية الصنع فى العامرية والماكس"، هكذا كان يعبر الفنان خلف طايع عن حبه لمدينة الإسكندرية مسقط رأسه، والذى رحل عن عالمنا عصر اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر عن عمر يناهز الـ71 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

بدأ عمله فى مصر كرسام صحفى، كما كان يرسم البورتيرهات لعدد من الشخصيات الروائية المشهورة من بينهم الكاتب الراحل خيرى شلبى، ولكن لم يكن يعتبر أنها تعبر عنه حقا، ثم توالت الطلبات عليه لإقامة معرض لهذه البورتريهات التى نالت إعجاب الجمهور، حيث تمت إقامة معرض بنقابة الصحفيين تحت اسمه ولكن كرسام صحفى وليس كفنان.

عاد للرسم مجددا فى التسعينيات، ليذكر الناس أنه فى الأساس فنان تشكيلى، حيث كان فى بدايات حياته قبل العمل كرسام صحفى، قد شارك فى بينالى الإسكندرية عام 73، عندما تم ترشيحه من خلال معرض شارك فيه بلوحتين بيعت إحداهما، وكان حينها يعمل فى رعاية الشباب بجامعة الإسكندرية والتى كانت تضم مرسما كبيرا لحسن الحظ.

صورة كاريكاتورية  للفنان خلف طايع
صورة كاريكاتورية للفنان خلف طايع

حبه للإسكندرية القديمة والبحر طغى بشكل كبير على كافة أعماله فأجاد فن رسم المكان، وتنوعت أعماله ما بين الهندسى والعضوى، وأقام معرضين الأول عن المناظر الطبيعية وبه إحساس أكثر بالمكان، وعرض أعمال رسمها فى الأقصر وأسوان وأخرى عن القاهرة والإسكندرية، ومعرض آخر بالقلم الرصاص عن الطبيعة الصامتة، والرصاص خامة تبدو سهلة ولكنها تحمل غنى وتكنيكات تجعلها عالم بمفرده، يمكن أن يظهر كل شىء بدرجاته.

برع أيضا "طايع" فى الكتابات النقدية فقدم دراسة الماجستير عن "التطور التاريخى لعلاقة الصورة بالكلمة المكتوبة"، كما نشر مؤخرا كتاب عن دار "ميريت" باسم "الحروف الأولى فى تاريخ الكتابة"، وسجل خلالها رحلة الإنسان فى البحث عن وسيلة يسجل بها أشياء مهمة يريد تذكرها أو إطلاع الآخرين عليها على مر العصور، والتى بدأت بكتابة المعالم ثم الكلمات ثم المقاطع، حتى وصل للكتابة الأبجدية التى اختزلت كل الأصوات فى 28 حرفا يمكن قراءتها بصوت، ولكن وجد أن الكتابة لا تعبر وحدها عن المعنى وكثيرا ما تحتاج للصورة ومن هنا تطورت حركة التصوير.

رحل "طايع" فى صمت وسط زخم الحياة السياسية المليئة بالتعقيدات التى كان ينأى بنفسه عنها هائما فى عالمه، عالم البحر بسكونه ونواته، وعالم المكان القديم الذى سجل حضوره قبل هدمه وتبديل ملامحه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة