رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو: نحتاج لنشر "ثقافة السلام" بالعالم

يشارك الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر لدى منظمة اليونسكو، بصفته رئيس المجلس التنفيذى فى المؤتمر الدولى المنعقد حاليا بمدينة "ياموسوكرو" عاصمة ساحل العاج، بعنوان "بناء السلام فى عقول الرجال والنساء"، الذى ينظمه رئيس وزراء دولة ساحل العاج للاحتفال بمرور 25 عاما على إطلاق الحركة الدولية "الثقافة من أجل السلام".

وجاء فى الكلمة التى ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية أن فكرة "الثقافة من أجل السلام" تعتمد على ركيزة أساسية تتمثل فى دعوة الدول لوضع رؤية جديدة للاعتراف بالقيم الدولية لاحترام الحق فى الحياة والحرية والعدالة والتضامن والتسامح واحترام حقوق الإنسان وضمان المساواة بين الجنسين.

وأكد رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو أن "ثقافة السلام" لا يمكن أن تفرض على الشعوب، وإنما تنبع من كل مجتمع حيث يجب احترام الطبيعة والهوية الخاصة لكل شعب حسب تاريخه ومعتقداته وعاداته وتقاليده وثقافته.

وأضاف د. محمد سامح عمرو أن استمرار نجاح هذه الفكرة وتطويرها سوف يعتمد فى العقود القادمة على عدد من المحاور، يأتى فى مقدمتها ضرورة احترام حق الإنسان فى الحياة، واحترام ذاتيته وخصوصيته وثقافته، ونبذ ورفض العنف، وتعزيز سبل الحوار مع الآخر، وتوفير البيئة مناسبة للتحاور، وإيجاد أفضل صيغ التعاون لإدارة المصادر المشتركة بما يساهم فى تنمية الشعوب.

وتابع: "وعليه وفى ضوء التحديات المشتركة التى نواجهها فى ربوع العالم المختلفة أصبح من المحتم إن نعمل سويا لإيجاد إطار دولى يضمن تعريف المبادئ الأساسية التى تحكم تصرفات الشعوب بما يؤدى لنشر "ثقافة السلام" على أوسع نطاق".

واختتم رئيس المجلس التنفيذى كلمته بالتأكيد أن الخوف من الآخر لا يكفى لتوفير المناخ المناسب لبناء السلام فى عقول البشر، وإنما يبنى السلام ويؤسس فى عقولنا وأرواحنا كنتيجة لعمل وجهد متواصل يحتاج إلى صبر وثقة فى قدرة الإنسان على إزالة الحواجز الأيدلوجية والسياسية والاقتصادية التى حالت لسنوات طويلة دون تحقيقه بالشكل الذى نسعى إليه منذ منتصف القرن الماضى.

وأكد أن التنمية والديمقراطية كركيزتين لبناء صرح ثقافة السلام فى عقول البشر، يجب ان تسير بشكل متوازٍ وعلى خطى واحدة، حيث لا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر.