أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود السيد يكتب: الشاهد والشهيد!!

الثلاثاء، 02 سبتمبر 2014 08:02 م
محمود السيد يكتب: الشاهد والشهيد!! الشهيد محمد حسن عطوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حياة الشعوب والأمم قليلة هى الأماكن التى لها فى التاريخ ذكر وكذلك الزعماء الذين عملوا لصالح بلادهم بكل الصدق والعطاء من أجل إقامة حياة كريمة لمواطنيهم على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم.. من تلك الأماكن فى وطننا العربى الكبير وفى القلب منه كانت قناة السويس... ذلك المجرى الملاحى, لم يكن التفكير فيه وليد لحظة أو عام أو مئات السنين وإنما يرجع التفكير فيه إلى ما قبل الميلاد, لقد فكر المصريون القدماء فى ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وكان السبب الرئيسى لهذا التفكير هو موقع مصر المتوسط بين قارات العالم القديم. ولكن كان التنفيذ الأول يربط النيل بـالبحر الأحمر وقام به الملك سيتى الأول عام 1310 قبل الميلاد. وأعيد بناؤها من جديد فى عهد الفرعون سنوسرت الثالث وفى عهد الملكة حتشبسوت أقيمت:
قناة سيزوستريس 1850 ق.م
قناة سيتى الأول عام 1310 ق.م
قناة نخاو عام 610 ق.م
قناة دارا الأول عام 510 ق.م
قناة بطليموس عام 285 ق.م
وقناة الإسكندر الأكبر (335 ق.م)
قناة الرومان (راجان) عام 117 ق.م
قناة أمير المؤمنين (عمرو بن العاص) عام 640م.

إلى أن أمر الخليفة "أبو جعفر المنصور" بردم القناة وسدها من ناحية السويس، منعاً لأى إمدادات من مصر إلى أهالى مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسى، ومن ثم أغلق الطريق البحرى إلى الهند وبلاد الشرق وأغلقت القناة حتى عام 1820م .

لقد ظل مشروع القناة حلما يداعب خيال الحكام والمحكومين على السواء مواطنين وأجانب, وقد أجريت العديد من الدراسات حول إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط من عهد نابليون بونابرت ووجود الحملة الفرنسية فى مصر وبالتحديد فى 14 نوفمبر سنة 1799، كُلّف أحد المهندسين الفرنسيين بتشكيل لجنة لبيان جدوى حفر قناة اتصال بين البحرين واستمرت الأبحاث حتى حكم محمد على باشا وبعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر فى 14 يوليو 1854 تمكن ديليسبس من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بنداً كان من أهمها حفر قناة تصل بين البحرين، ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة، واعترضت إنجلترا بشدة على هذا المشروع خوفاً على مصالحها فى الهند.

فى أبريل 1859 بدأت أعمال الحفر فى قتاة السويس لمدة عشر سنوات متصلة وقد بلغ عدد العمال المشاركين فى حفر القناة مليون عامل استشهد منهم 125 ألف, وفى 16 نوفمبر دعا الخديوى إسماعيل لحفل افتتاح قناة السويس ومنذ ذلك التاريخ ظلت قناة السويس خاضعة للأجانب حتى جاء جمال عبد الناصر ليعيد قناة السويس للمصريين فى 26 يوليو 1956... وحتى يومنا هذا لم تهدأ أطماع الأجنبى فى ذلك الإقليم الذين حفرناه بسواعد الأجداد ورويناه بدماء الأحفاد الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن.

بالأمس وفى مشهد مهيب عثر العمال على رفات الجندى محمد حسن عطوة.. هيكل عظمى لم يتحلل بعد وبيادة ومشط وإثبات تحقيق شخصية.. والحقيقة ما تم العثور عليه لم يكن تحقيق شخصية محمد فقط بل كان إثبات لشخصية مصر عبر الأجيال, لقد اختلطت دماء الشهيد مع دماء أجداده ورفاقه فى الماضى والحاضر, لم تنقطع الصلة بين ماضى مصر وحاضره ومازالت سلسلة البطولات تتحقق وكما ذكرت فى البداية أن من الأماكن والزعماء من لهم فى الناريخ ذكر هكذا كانت قناة السويس وكان جمال عبد الناصر ولسوف يذكر التاريخ من أعطى إشارة البدء فى حفر قناة السويس الجديدة, سيذكر التاريخ كيف تجسدت الإرادة السياسية فى إنجاز هذا المشروع الحضارى, لن ينسى التاريخ القادة العظام ولن ينسى الشهداء وإن نسينا سيخرج علينا من بين الانقاض رفات محمد أو جرجس أو موسى شاهدا وشهيدا على عظمة هذا الشعب كما حدث بالأمس... تفنى الأسماء وتبقى القيمة..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة