قالت صحيفة "الإندبندنت" إن هناك دراسة سعودية تقترح نقل قبر الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المقترحات المثيرة للجدل هى جزء من وثيقة تشاور قدمها أكاديمى سعودى رائد.
وأضافت أنه تم تداولها بين المشرفين على المسجد النبوى فى المدينة المنورة، حيث يوجد قبر الرسول تحت القبة الخضراء وحذر الأكاديمى "عرفان العلوى" من أن أى محاولة لتنفيذ الخطة ستثير اضطرابا، نظرا لمدى أهمية المسجد النبوى للمسلمين السنة والشيعة. وقال العلوى إن وثيقة التشاور التى أعدها الأكاديمى السعودى البارز "على بن عبد العزيز الشبال" من جامعة محمد بن سعود الإسلامية فى الرياض، تم تداولها بين لجنة رئاسة الحرمين.
وردا على تلك الدراسة قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيما يتعلق بأجساد سادتنا الأنبياء والرسل عليهم السلام فإن أجسادهم طاهرة شريفة ومعلوم أنهم يدفنون حيث قبضوا والدليل على ذلك أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم لما توفى وبعد تغسيله وتكفينه قال أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه "إنى سمعت النبى صل الله عليه و سلم يقول إن الأنبياء يدفنون حيث ماتوا" لأجل ذلك دفن رسول الله فى حجرة السيدة عائشة رضى الله عنها وهى الحجرة التى كان يمرض فيها بعد استئذانه لأزواجه الأخريات فهذا نص واضح وأعلى درجات الإجماع من سادتنا الصحابة رضى الله عنهم وأى كلام بخلاف هذا مخالفة للنص وخروج عن الإجماع وإحداث فتنة بين المسلمين تذهب ما بقى لهم من كيان ويشم فى هذا مؤامرة خبيثة لتداعى المسلمين على المملكة العربية السعودية لأنه لن يرضى أحد من العرب والعجم بنقل حجر من المسجد النبوى فما بالنا بالجسد الشريف.
وقال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، إن ما يثار حول نقل جسد المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكانه الشريف إلى مكان آخر هذه الدعوة يجب أن لا يسمع لقائلها وأن لا تناقش فنحن علمنا من السنة المشرفة أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون وبهذا الحديث استدل الصحابة الكرام على دفن المصطفى صلى الله عليه وسلم فى هذه الحجرة الشريفة ونحن علمنا أيضا من قول النبى صل الله عليه وسلم "ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة"، والمقصود بالبيت الحجرة المكرمة التى دفن بها النبى وهى حجرة عائشة، وأقول كيف يفكر مؤمن كامل الإيمان أن يمس قبر النبى صل الله عليه وسلم وقبر صاحبيه لإخراجهم من أماكنهم الشريفة، ففى كتب الشمائل نصت على أن هذه البقعة التى دفن بها المصطفى هى خير البقاع وذلك لقول الشاعر "جزم الجميع بأن خير الأرض ما.....قد حاز ذات المصطفى وحواها ..ونعم لقد صدقوا بساكنها علت......كالنفس حين زكت زكا مأواها".
وأضاف: لكل ذلك ولغيره نقول للمسلمين حكاما ومحكومين إياكم أن تسمحوا لأى أحد كان أن يقترب من الحجرة الشريفة فيؤدى إلى مفسدة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
إلى ذلك قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن تلك الدعوة تريد أن تفتح باب الفتن على السعودية كلها والعالم الإسلامى وأقسم بالله أنه لو جرى ذلك لحل بالعالم الإسلامى من المصائب ما لا يعلمه إلا الله وهى دعوة قديمة وهابية تابعة لمحمد ناصر الدين الألبانى، والذى طرح ذلك الأمر فرده الملك وقتها وقال له لا أستطيع ذلك لأن ذلك سيفتح علينا فتنة لا تتحملها السعودية، كما ثبت فى السنة الصحيحة أن الأنبياء يدفنون فى المكان الذين يموتون فيه فمن هنا دفن فى حجرة عائشة حيث قبض، ولا يحل لكائن من كان أن ينقل النبى من مكانه، كما أن النبى صل الله عليه وسلم حياً فى قبره لأن النبى قال "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، كما أنه ثبت تاريخيا أن هناك ثلاثة من الغرب أرادوا أن يقتحموا قبر النبى ليصلوا إلى ما قال عنه ناصر الألبانى وليروا كما يزعمون رفات النبى فتحرك الحاكم المصرى وأنقذ قبر النبى من هؤلاء الثلاثة الذين أرادوا أن يتهجموا على قبره الشريف.
وأضاف والله لو نقل النبى من مكانه ما دخل المسجد أحدا من الناس، والشهداء أحياء فى قبورهم، كما مر النبى صل الله عليه وسلم ليلة الإسراء و المعراج على قبرى موسى وإبراهيم فوجدهما يصليان فى قبورهما فكيف نتهجم على قبرى النبى وهو حى فيه "فحياتى خيرا لكم ومماتى خيرا لكم"، إنها فتنة أرادها الغرب لشرق أوسط جديد والمساس بالدين الإسلامى وأول خراب سيحل بالعالم الإسلامى نقل ما يزعمون بجثمان النبى صل الله عليه وسلم، إنها فتنة ولن يستطيع حاكم أو محكوم أن يقترب من النبى فى قبره.
موضوعات متعلقة
الصحف البريطانية: دراسة سعودية تقترح نقل قبر الرسول من الحرم النبوى.. الشكوك القانونية عرقلت مقترحات أساسية لمكافحة الإرهاب فى بريطانيا.. مشروع تنمية القناة محور لبرنامج تشغيل ضخم
فتنة دراسة نقل قبر الرسول "ص" من المسجد النبوى..كريمة: مؤامرة خبيثة لتداعى المسلمين على المملكة.. عميد أصول الدين: مفسدة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله.. محمود مهنا: لن يستطيع أحد مس قبر النبى
الثلاثاء، 02 سبتمبر 2014 04:33 م
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة