سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 سبتمبر 1828.. مجلس المشورة يعقد أولى جلساته بعد قرار محمد على بتأسيسه ويجمع الشحاذين وألف غلام متشرد لتدريبهم فى مصانع الحكومة

الثلاثاء، 02 سبتمبر 2014 08:44 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 سبتمبر 1828.. مجلس المشورة يعقد أولى جلساته بعد قرار محمد على بتأسيسه ويجمع الشحاذين وألف غلام متشرد لتدريبهم فى مصانع الحكومة محمد على باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أوصى حضرة أفندينا (محمد على باشا)، إبراهيم باشا ولى النعم بأن يجمع مأمورى الأقاليم المصرية العظام ومشايخ البلاد الكرام لتكوين مجلس المشورة، وينعقد كل يوم، ويبدى كل منهم ما فى باله، ويقولون مرادهم من غير تعصب وعناد، ويجتمع فى ذلك المجلس أشراف العلماء المصريين لكى لا يبدو انحراف عن تلك الأصول المستحسنة".

جاءت هذه الكلمات فى بيان نشرته مجلة "الوقائع المصرية" بتاريخ 14 سبتمبر 1828 عن كيفية ترتيب وإنشاء "مجلس المشورة" والذى قرره محمد على كشكل برلمانى برئاسة ابنه "إبراهيم"، وضم 156 عضوا منهم 99 من أعيان البلاد، و33 من كبار الموظفين والعلماء، و24 من مأمورى الأقاليم.

وحسب كتاب "تاريخ الفكر المصرى الحديث من عصر إسماعيل إلى ثورة 1919" للدكتور لويس عوض: "كان المجلس استشاريا غير ملزم للسلطة التنفيذية، ومشورته لا تتعرض لسياسة الدولة، وتقتصر على مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية والقضاء والعمالة، وينظر فيما يقدم إليه من شكاوى، ويجتمع مرة واحدة فى السنة لعدة جلسات، وانعقد لأول مرة فى مثل هذا اليوم "2 سبتمبر 1828" فى قصر إبراهيم باشا "القصر العالى" ومكانه شارع كورنيش النيل من جهة السفارة البريطانية.

وحسب "عوض"، فإن ممثلى السلطة التنفيذية كانوا يدخلون المجلس سنويا بمشروعاتهم لدراستها قبل إقرارها، ويذكر "عوض" نقلا عن "لينان دى بلفون باشا" كبير مهندسى محمد على فى كتابه عن المشروعات العامة فى عهد "الباشا"، أنه عرض على المجلس مشروعه ببناء القناطر الخيرية، فطالبه المجلس بتقديم ميزانية المشروع فقدم له ميزانية تقديرية، كما قرر المجلس تنظيم السخرة باستثناء عمال المصانع منها، بحيث لا يقع العبء كله على منطقة ريفية دون أخرى، بل تتناوب القرى أسبوعيا العمل الإجبارى فى تطهير الترع وإصلاح الجسور وبناء القناطر، على أن تقتصر السخرة على شهور "توت وبابة وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبؤونة"، وهى الشهور التى لا يشتغل فيها الفلاحون بالزراعة والحصاد وجنى القطن، وجاء القرار بناء على اقتراح مأمور السنبلاوين "محافظة الدقهلية"، وقرر "المجلس" توحيد زى الموظفين المدنيين مع زى العسكريين بناء على اقتراح الدفتردار (مدير الشئون المالية).

وقرر "المجلس" جمع "ألف" غلام من الصبية المتشردين فى القاهرة لتدريبهم بالأجرة فى مصانع الحكومة، وجمع الشحاذين الأصحاء لنفس الغرض ثم تشغيلهم بعد أن يتعلموا حرفة، وألزم الموظفين ومشايخ البلاد (أى العمد كما كانوا يسمون أيام محمد على) المرتشين والنهابين برد "البراطيل" والمسلوبات مع توقيع العقوبات المشددة عليهم.

اللافت فى هذه القصة، ما يذكره "لويس عوض" بأن هناك أسماء لأعيان البلاد فى المجلس، ظلت عائلاتهم من وقتها وحتى ثورة يوليو 1952 (وهذا الأمر ممتدد حتى الآن) ذات سطوة ونفوذ، من أبرزها عائلات "أباظة، الشريعى، والمنشاوى فى الغربية والشواربى فى الدقهلية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة