علاء الأسوانى لـ"نيويورك تايمز": المتطرفون لا يؤمنون بالديمقراطية

الخميس، 18 سبتمبر 2014 03:15 م
علاء الأسوانى لـ"نيويورك تايمز": المتطرفون لا يؤمنون بالديمقراطية الكاتب والروائى علاء الأسوانى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب الدكتور علاء الأسوانى فى صحيفة نيويورك تايمز مدافعا عن الإسلام، وحاول أن ينـأى به عن الممارسات الاستبدادية للحكام والوحشية للجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقال الأسوانى فى مقاله بالصحيفة الأمريكية، الخميس، إن المتطرفين الإسلاميين لا يؤمنون بالديمقراطية، فبحسب حزب التحرير الإسلامى، هناك نقاط خلاف أساسية بين الإسلام والديمقراطية. وأشار إلى أن معظم المتطرفين الإسلاميين يؤمنون بهذا الرأى لذا فلحظة استيلائهم على السلطة، فسوف يتجهون لتأسيس دولة ثيوقراطية شبه فاشية.

وبحسب أستاذ دراسات الشرق الأوسط فى جامعة حيفا، ديفيد باكى، فإن العالم الإسلامى ليس مستعدا لاستيعاب القيم الأساسية للحداثة والديمقراطية، لأنه الحقوق والحريات الفردية المتأصلة فى الديمقراطية لا وجود لها فى نظام حيث الإسلام هو المصدر النهائى للقانون. غير أن المفكر العراقى عبد الخالق حسين أشار إلى أن الثقافة العربية الإسلامية فرضت نمطا من العلاقات الأبوية التى تقوم على السلطة المطلقة لشخصية الأب، الذى ربما يتمثل فى رئيس القبيلة.

ويتابع الأسوانى مشيرا إلى أن مفكرين آخرين أكدوا أن الإسلام ليس أقل توافقا مع الديمقراطية من غيره من الأديان. وبحسب دراسة أجرتها دار الإفتاء المصرية عام 2011، فإن الديمقراطية، كنظام حكم، تتفق مع المبادئ الإسلامية. لكن أين الحقيقة بين الكثير من الآراء المتناقضة؟، يتساءل الروائى العالمى.

ويقول إن اتهام العرب والمسلمين بأنهم ليسوا مستعدين للديمقراطية هو تصريح متحيز أكثر منه فرضية علمية. دعونا لا ننسى أن بعض من أكثر الحكام المستبدين فى القرن الـ20، الذين تولوا السلطة منذ عقود فى البلدان الغربية المتقدمة، كانوا أوروبيين وليسوا مسلمين: ومن بينهم البرتغالى أنطونيو دى أوليفيرا سالازار، والأسبانى الجنرال فرانسيسكو فرانكو والرومانى نيكولاى تشاوشيسكو. فلقد وجدت الديكتاتوريات فى الشرق والغرب على حد سواء، بغض النظر عن الثقافة أو الدين.

وفى عمله "الحديث عن العبودية الطوعية"، كتب المفكر الفرنسى إيتيان دو لا بويتيه، أن استمرار الدكتاتوريات لا يعزى إلى السلطة الدكتاتورية أو هيبتها، ولكن إلى تخلى الناس عن حقهم فى الحرية. وشبه هذه التبعية بالمرض. فمع مرور الوقت يمكن للدكتاتور جعل الناس تتأقلم على فكرة توريث الحكم.

ويتابع الأسوانى أن العلاج الوحيد لمثل هذا الخضوع، بحسب بيوتيه، هو ظهور قوة اجتماعية جديدة لاستئناف النضال من أجل الحرية. ففى مصر، استغرق الأمر جيلا جديدا، مما كان له نظرة مختلفة ودافع للإصلاح، لإسقاط الرئيس حسنى مبارك عام 2011.

لكن مرضى التبعية بحاجة إلى فترة نقاهة للشفاء التام حتى يصبح التغيير نافذة المفعول. ففى مصر، هناك مجموعة تدعى "آسفين يا ريس"، التى تنظر لمبارك كبطل قومى. أعضاء هذه المجموعة يأسفون لحدوث ثورة 2011، التى يعتبرونها كارثة تامة، عمل أبناء متمردين انقلبوا على أبيهم.

ويشير إلى أن هذه الحالة ليست قاصرة على مصر، ففى عام 2007، أظهر استطلاع أجرته قناة تلفزيونية فى البرتغال أن 41 % من المشاهدين يتفقون على أن سالازار، الذى حكم بين 1932-1968، كان "أعظم الحكام البرتغال".

الديمقراطية هى الجسم السياسى فى صحة جيدة. الديكتاتورية هى مرض طويل الأجل. وقد تم بالفعل الشفاء الدول الغربية من ذلك، ولكن لا تزال الدول العربية تقاتل بعناد نحو الانتعاش التى يجب أن تأتى بالتأكيد.
وختم بالقول أن الديمقراطية هى الجسم السياسى السليم، فيما تمثل الديكتاتورية مرض طويل الأجل، فإن الدول العربية لا تزال تقاتل بعناد نحو الاستشفاء مثلما فعلت الدول الغربية من قبل.


alta3le2









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة