فى ذكرى ميلاد إسماعيل ياسين "أبو ضحكة جنان".. تغلب على طفولته البائسة ليتربع على عرش الكوميديا.. حلم بالنجومية منذ طفولته ومنافسة عبد الوهاب فى الغناء.. وقدم أكثر من 166 فيلما خلال مسيرته الفنية

تحل اليوم الاثنين15 سبتمبر ذكرى ميلاد "أبو ضحكة جنان" الفنان الراحل إسماعيل ياسين، الذى استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب كأفضل فنانى الكوميديا فى تاريخ السينما المصرية، وبالرغم من أنه لا يستمتع بالوسامة، والجمال التى تجعل منه فتى الشاشة وفارس أحلام الفتيات كغيره من الفنانين من أبناء جيله، الذين أصبحوا نجوم سينما فى فترة امتازت بالكلاسيكيات والأفلام الرومانسية، إلا أنه استحوذ وأثر القلوب بخفة ظله وطيبته وتلقائية أدائه وضحكته الشهير وإفيهاته الخالدة فى أعماله التى تضحكنا حتى الآن، ولو نشاهدها آلاف المرات.


إسماعيل ياسن فى بدايته السينمائية مع الفنان على الكسار



إسماعيل وأشهر المشاهد الكوميدية مع رياض القصبجى


ولد الفنان إسماعيل ياسين على نخلة فى 15 سبتمبر عام 1912 الفنان إسماعيل يس على نخلة، وهو أحد أبناء محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، وعاش طفولة صعبة وبائسة، حيث توفت والدته وهو طفل صغير فى مرحلة التعليم الابتدائى، ليقرر بعدها والده صاحب محل الصاغة الزواج من فتاة أصغر منه فى العمر، والتى كانت تعامل إسماعيل بمنتهى القسوة، وتسببت فى إفلاس والده وبيعه لممتلكاته ودخوله السجن، بعدما تراكمت عليه الديون، ويجد إسماعيل نفسه مضطرًا لمغادرة المنزل خوفًا من بطش زوجة أبيه، وترك المدرسة ليعمل مناديا لأحد محلات الأقمشة ليتولى رعاية نفسه، ثم مناديا فى أحد مواقف السيارات بالسويس، ليتجه بعدها إلى القاهرة ليبحث عن فرصة أفضل لتقديم نفسه كمطرب، وكان وقتها يعمل بأحد مقاهى شارع محمد على.

كان إسماعيل يهوى الموسيقى والطرب، وعاشقًا لاغنيات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والتى كان يرددها منذ طفولته ويحلم أن يكون يكون نجمًا مشهورًا وينافسه الغناء، إلا ان ملامحه وخفة ظلة وتعدد مواهبه فى التمثيل والغناء كانت بمثابة البوصلة لاتجاه عنوه لتقديم الأغنيات فى شكل "منولوجيست" استعراضى، والذى نجح وتألق من خلال هذا النوع من الفن وانضم للإذاعة، وظل يقدمه طوال عشر سنوات من عام 1935 حتى 1945 .


إسماعيل ياسين وابنه المخرج الراحل ياسين


شارك اسماعيل فى رحلة كفاحه صديق عمره المؤلف أبو السعود الإبيارى الذى كون معه ثنائيًا فنيًا شهيرًا، وهو الذى رشحه لبديعة ماصابنى للعمل ضمن فرقتها فى الملهى الخاص بها، قبل أن يشق طريقه فى عالم الشهرة والنجومية ويتجه إلى السينما بعدما قدمه فؤاد الجزايرلى عام 1939 فى فيلم "خلف الحبايب" مع أنور وجدى وعقيلة راتب، والذى كان بمثابة بوابة عبور"سمعة" لعالم السينما.

قدم أدوار البطولة الثانية فى العديد من أفلام على الكسار، والتى شهدت نقطة تحول فى مسيرته الفنية، وانطلاقه فى عالم السينما والشهرة ومنها "على بابا والأربعين حرامى" ونور الدين والبحارة الثلاثة"، ثم جمعته ثنائيات مهمة فى مشواره الفنى مع شادية وأنور وجدى، كما شارك فى أعماله التى جمعته بثنائيات خاصة مع أصدقاء عمره "رياض القصبجى، عبد الفتاح القصرى، زينات صدقى، حسن فايق، عبد السلام النابلسى".


إسماعيل ياسين وعبد السلام النابولسى



سطع نجم إسماعيل ياسين واستطاع أن يقفز للصفوف الأولى ويصبح نجم الشباك ويتهافت عليه الجمهور، حتى أنه كان يقدم 16 فيلمًا فى العام الواحد، حتى وصل إلى القمة مما دفع المنتجين للسعى وراء التعاقد معه على أفلام جديدة، ليصبح البطل الوحيد الذى تقترن الأفلام باسمه بعد الفنانة ليلى مراد.

قدم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلم خلال مسيرته الفنية، وكون ثلاثيًا ناجحًا من أهم الثلاثيات فى تاريخ السينما المصرية مع صديق عمره المؤلف أبو السعود الإبيارى، والمخرج فطين عبد الوهاب الذى أخرج له أكثر من 30 % من أفلامه.


إسماعيل ياسين فى طفولته


كما ساهم إسماعيل ياسين فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى المصرى، وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفنى وشريك مشواره الفنى المؤلف الكبير أبو السعود الإبيارى، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما، قدم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومى.

تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ابن واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية، وتوفى إسماعيل ياسين فى24 مايو 1972 بعد مشوار فنى طويل امتعنا خلاله بأعمال بارزة وخالدة فى تاريخ السينما المصرية.


صورة نادرة إسماعيل ياسين مع زوجته فوزية وابنه الوحيد