كشف المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان، عن تفاقم معدلات البطالة بالدول العربية خلال السنوات (2011، 2012، 2013) بفعل عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أثر الثورات والاحتجاجات فى المنطقة، حيث ارتفع عدد العاطلين عن العمل ما بين 17 و18 مليونا قبل 2011 إلى ما بين 19 و20 مليونا فى 2012 وهو ما يجعل معدل البطالة الإجمالى بين 16 و17% مقابل 14.5% قبل 2011.
كما كشف لقمان - خلال عرضه تقرير المدير العام لمكتب العمل العربى بعنوان "التعاون العربى وآفاقه لدعم التشغيل" - عن تفاقم معدلات البطالة بشكل حاد فى الدول التى شهدت التحولات الأخيرة، حيث ارتفعت فى تونس من 13% عام 2010 إلى 18.9% عام 2012، وفى مصر من 8.9% قبل الثورة إلى 13% سنة 2012، وفى ليبيا من 19.5% عام 2010 إلى 30% فى أواخر 2011، وفى سوريا من 14.9% قبل الاحتجاجات إلى 25% فى 2013.
وأرجع تفاقم البطالة فى المرحلة الانتقالية التى تمر بها تونس ومصر وليبيا واليمن إلى عدم الاستقرار السياسى والأمنى وتعدد الإضرابات والاعتصامات والزيادات غير المدروسة فى الأجور مما أثر سلبا على الاقتصاد وأدى إلى تراجع الاستثمار وعجز الموازنات وتخفيض التصنيف الائتمانى السيادى.
كما رأى المدير العام للمنظمة أن توسيع التعاون العربى ودعم آفاقه اقتصاديا واجتماعيا يساعد على التخفيف من البطالة قطريا، وتخفيض معدلها الإجمالى قوميا وكذلك يخدم المصالح المشتركة للجميع.
وقال إن: "ذلك يتطلب التصدى لمشكلة البطالة المستفحلة وطنيا وقوميا معالجة عاجلة لقضايا التشغيل والبطالة، مع مراعاة مستجدات المرحلة القادمة اجتماعيا واقتصاديا ومعرفيا فى إطار السياسات الوطنية، وكذلك فى إطار أشمل يتصل بالتعاون العربى فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى، وفى هذا السياق تقتضى الضرورة دفع التعاون العربى فيما يتعلق بالاستثمار والتجارة البينية وتسهيل تنقل العمالة المنظمة ووضع شروط مهنية محددة لها خدمة للمصالح المشتركة بين دول الإرسال ودول الاستقبال".
كما أكد لقمان أن أهم آليات التأسيس الفنى للتعاون العربى التى طرحتها منظمة العمل العربية وصادقت عليها هيئاتها الدستورية وأقرتها القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية فى عام 2009 تتمثل فى العقد العربى للتشغيل، بوضع أهداف إستراتيجية محددة تتمثل أهمها فى تخفيض معدلات البطالة إلى النصف، تخفيض معدلات الفقر، تيسير تنقل الأيدى العاملة العربية بين الأقطار العربية، ورفع معدل النمو فى الإنتاجية بنسبة 10% مع نهاية فترة العقد 2020.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالتصنيف العربى المعيارى للمهن الذى أطلقته المنظمة فى عام 2008، وتمثل هذه الآلية أفضل أداة فنية للتعاون العربى فى مجالات الاعتراف المتبادل بالكفاءات والمهارات مما يسهل انتقال العمالة العربية بين الدول العربية.
ولفت إلى الإستراتيجية العربية للتدريب والتعليم التقنى والمهنى والتى اعتمدها منتدى الرياض فى عام 2010، وصادقت عليها وأقرتها الدورة (37) لمؤتمر العمل العربى، وتمثل هذه الإستراتيجية قواسم ومواصفات مشتركة متفق عليها لرفع أداء منظومات التدريب والتعليم التقنى والمهنى بما يخدم التنمية والتشغيل والحد من البطالة وتسهيل تنقل العمالة الماهرة.
وشدد لقمان على أهمية البرنامج العربى المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة، ويشتمل على ستة مشاريع وهى الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل، مشروع المرصد العربى، مشروع توطين الوظائف، مشروع المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل، مشروع تشغيل الشباب العربى، مشروع إنشاء وتطوير المنشآت الصغيرة.
وطالب بضرورة توفير حوالى 50 مليون فرصة عمل خلال فترة العقد العربى للتشغيل حتى عام 2020، وذلك لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل، وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة الكاملة من الهبة السكانية التى يتمتع بها الوطن العربى وذلك عند وضع خطط التنمية بما فى ذلك بزيادة نسبة المشاركة فى النشاط الاقتصادى وتوسيع الطاقة الاستيعابية لسوق العمل فى القطاع الخاص، مع مراجعة مخرجات التعليم لتتماشى مع احتياجات القطاع الخاص.
وقال لقمان إن "اختيار هذا الموضوع لمناقشته هذا العام على خلفية المتغيرات المتسارعة والعميقة التى شهدها ويشهدها عدد من الدول العربية منذ بداية عام 2011، حيث آثرت تلك التطورات على مسألة التشغيل والبطالة وما يتصل بهما من عدالة اجتماعية، وإنصاف بين الأجيال وتنمية مستدامة على المستويين القطرى والقومى".
منظمة العمل العربية: تفاقم البطالة بالدول العربية خلال سنوات الثورات
الأحد، 14 سبتمبر 2014 06:10 ص