مما لا خلاف فيه أن تنظيم داعش هو تنظيم إرهابى يتبنى الفكر السلفى الجهادى من أجل إقامة ما يسمونه دولة الخلافة، وقد قام هذا التنظيم بفعل مذابح شتى راح ضحيتها الأبرياء وهُجرَ مواطنو شمال الدولة العراقية وشُردَت أسر وضاعت محافظات جراء هذا الفيرس الإرهابى.
ونحلم كلنا كعرب أن نستيقظ صباحًا وقد سوت الأرض بهذا التنظيم الغاشم، حتى يعود الهدوء النسبى إلى شمال العراق ويعود كل مشرد ويعود أيضًا مسيحيو الشمال الذين نكل بهم هذا التنظيم وهجرهم بحجج يزعمون أنها إسلامية، والإسلام منها ومنهم براء.
الآن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية ومعاها عشر دول أخرى فى تحالفٍ لتوجيه غارات جوية على هذا التنظيم المسلح دون تدخل أرضى لقوات برية، وتسعى الولايات المتحدة جاهدةً لجذب الرأى العام العالمى والعربى خصوصًا نحو توجيه هذه الضربة ومدى ضرورتها.
ولكننا سئمنا من سياسة وضع السم فى العسل، الولايات المتحدة الأمريكية الآن ستوجه ضربة لداعش هذا التنظيم الذى ليس لديه غطاء جوى يحميه، وهنا فورًا سيفر التنظيم إلى الأراضى السورية صاحبة الغطاء الجوى، وبالتالى ستتجه طائرات الحلفاء نحو سوريا، وستعود كرة ضرب سوريا مجددًا بحجج محاربة الإرهاب، ومن ناحية أخرى أعلن أوباما دعم بلاده للمعارضة السورية بالتسليح اللازم، والعقل والمنطق يقولان أن الهدف هنا ليس ضرب داعش ولكنه حجة جديدة لضرب سوريا، وهنا نقول أهلاً مجددًا بالدب الروسى الذى سيتدخل مجددًا، لتعود الولايات المتحدة وحلفاؤها عن فكرتهم وهى التوقف عن ضرب داعش، ونسير مجددًا فى حلقة مفرغة.
خديعة ضرب داعش سرعان ما ستنتهى وسيظهر السر الحقيقى وهو ضرب سوريا، ولكن هنا سؤال مهم:
كيف نتخلص من داعش؟
والإجابة بمنتهى البساطة هى تدخل عسكرى عربى وليس تدخل عسكرى أجنبى، فالتدخل الأجنبى كما عهدنا ضرباته لا تُبقى خلفها سوى جماعات إرهابية جديدة، وبالتالى ضرب سوريا سيُخلف خلفه إرهابًا جديدًا فى سوريا، بل وستقوى داعش، ولكن التدخل العربى سيلقى دعمًا سوريًا من ناحية وترحيب عراقى من ناحية أخرى وكما يقول المثل العربى "ما حكَ جلدك مثل ظفرك".
ننادى من هنا بتدخل عربى لمواجهة داعش، وليس تدخلاً أجنبى ينبت خلفه جماعات إرهابية تعيث فى الأرض فسادًا.
تنظيم داعش الإرهابى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة