سلسلة هجمات ضد سوريين فى لبنان بعد إعدام جنود لبنانيين

استيقظ اللاجئ السورى إبراهيم عباس وعائلته فى منتصف الليل على صوت إطلاق رصاص خارج خيمتهم فى لبنان، وللمرة الثانية يهرعون إلى الحقول فرارا من الحرب التى تبدو الآن أنهم تلاحقهم عبر الحدود.

وأضرم المسلحون الذين هاجموا المخيم المؤقت الذى يسكنه نحو 200 من اللاجئين النار فى العديد من الخيام من بينهم خيمتين يستخدمهما على وزوجتيه و15 طفلا، ودمروا أمتعتهم القليلة التى أحضروها معهم من سوريا، وتشمل أوراقهم الرسمية وبطاقات اللجوء التابعة للأم المتحدة.

وقال بعد أيام أثناء معاينته لبقايا الخيام التى علاها السواد "لقد فقدنا المساعدة التى نتلقاها من الأمم المتحدة، وكل ما نملكه الآن هى الملابس التى نرتديها".

يبدو أنهم من بين ضحايا موجة الهجمات الانتقامية التى جرت بعد قطع رأس أحد الجنود اللبنانيين الذين أسرهم مسلحون من سوريا فى غارة عبر الحدود، مطلع الشهر الجارى.

وفاقم قتل الجندى الشيعى على أيدى المتشددين السنة من التوترات الطائفية فى لبنان التى تعانى بمرارة من الانقسامات جراء الحرب فى جارتها سوريا.

وفى قرية القاع الواقعة شمال شرق البلاد، أصيب سوريان إثنان يوم الأربعاء الماضى جراء إطلاق النار عليهما من سيارة. وفى مدينة صور الواقعة جنوب لبنان، فتح مهاجمون يستقلون دراجة نارية النار ليل الأربعاء على تجمع للاجئين السوريين بدون حدوث إصابات، وفى بلدة بار إلياس شرقى البلاد نقل سورى إلى المستشفى بعد أن تلقى طعن فى ظهره، وفى قرية زاواتا الجنوبية، أضرمت النيران فى سيارة يمتلكها أحد السوريين.

وانتقلت أعمال العنف إلى العاصمة؛ حيث هاجم حشد من الغوغاء مأوى للسوريين تحت أحد الجسور خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأوسعوهم ضربا باللكمات والهراوات. وفى مناطق أخرى من بيروت، ظهرت منشورات تطالب السوريين بالمغادرة أو "الذبح أو التعذيب حتى الموت".