قضبان حديدية يملؤها الصدى تراصت بعشوائية فوق بعضها بجوار جدار صغير يرتفع عن الأرض قليلا ما زال محتفظا بصورة علم مصر الذى تم رسمه عليه، يتقاذفها الصبية وتدوسها الأقدام غير مبالية، ذلك هو الحال الذى انتهى إليه سارى علم مركز شباب الجزيرة.
بدأت قصة السارى منذ أكثر من ثلاثة سنوات عندما تم تخصيص مساحة من الأرض تقع فى حرم مركز شباب الجزيرة، بهدف بناء أكبر سارى يحمل "علم مصر". و تم تمويله وقتها من"البنك التجارى الدولى"، وافتتاحه فى احتفالية كبرى بحضور اللواء محسن الفنجرى"نيابة عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة"، وعدد من المسئولين وقتها منهم وزيرا التربية والتعليم والصحة ومحافظا القاهرة والجيزة، وعدد من شباب ثورة 25 يناير، فى إطار احتفالات أكتوبر.
وبعد مرور سنوات قليلة فوجئ الجميع بتحوله إلى قطع معدنية بعد قرار تفكيكه، وبيعه والتبرع بحصيلة البيع إلى صندوق "تحيا مصر"، وهو القرار الذى جاء نتيجة انتقادات بسبب التكلفة التى وصفت بالباهظة التى تطلبت فكه إلى قطع معدنية لبيعه إلى جانب عدم وجود عائد مادى قوى بسبب بيعه كخردة بعد ذلك.
"أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده سواء تكلفة البناء أو الهدف من بنائه أو قرار تفكيكه وبيعه بعد ذلك"، هى أغلب الإجابات التى جاءت من مجلس الإدارة الحالى أو السابق بخصوص السؤال عن قرار فك "سارى العلم".
العبارة السابقة كانت لـ"جمال الرملى" رئيس مركز الإدارة الحالى، الذى أكد أنه قرار تعيينه الذى أصدره المهندس خالد عبد العزيز جاء بعد بناء السارى بسنوات، وبعد تولى المسئولية، "فوجئت بخطاب من وزارة الشباب يبغلنى بقرار فك السارى وبيعه لصالح صندوق تحيا مصر".
الخطاب الذى تم توجيهه من وزارة الشباب وبالتحديد الإدارة المركزية لمراكز الشباب بتاريخ 10 /8/2014 حمل توقيع محمد سويلم مدير مديرية الشباب والرياضة بالقاهرة، إلى مجلس إدارة مركز شباب الجزيرة يفيد بموافقة البنك التجارى الدولى على إهداء حصيلة بيع القواطع الحديدية الخاصة بالسارى إلى صندوق تحيا مصر.
عملية بيع القواطع تمت بعد الإعلان عن مزايدة بإحدى الجرائد القومية بتاريخ 24/8/2014 تم تحديد سعر كراسة الشروط بـ"500" جنيه وقيمة التأمين الابتدائى بـ5000 جنيه بعد الحصول على سعر استرشادى من منطقة السبتية وسوق العصر"بلغ 2750"حسبما أوضح "عماد الشنوانى" عضو مجلس إدارة المركز.
وأشار إلى تقدم 7 شركات للشراء وتم إجراء المزايدة، بحضور عضوين من الجهة الإدارية، وهى مديرية الشباب والرياضة بالقاهرة وتم البيع عند 3000 جنيه للطن الواحد وهو ما تم فعلا.
القرار السابق أثار انتقاد محمد حنفى، مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، بسبب الفارق الكبير بين تكلفة بناء السارى وبين عائد بيعه بعد ذلك، موضحا صعوبة قبول المشترين بذلك السعر حيث إن البيع سيتم على قواطع معدنية "خردة" والتى يصل سعرها فى الطن إلى ألفى جنيه، موضحا أن تكلفة بناء السارى وقتها لا تقل عن 5 ملايين جنيه، وأن العائد من وراء بيعه بعد ذلك لن يتعدى مليونًا أو اثنين على أقصى تقدير.
سارى العلم بمركز شباب الجزيرة من موسوعة جينيس إلى البيع خردة.. عضو بمجلس الإدارة:البيع تم بمزايدة دون الرجوع إلى خبير مثمن.. غرفة الصناعات المعدنية:السارى تكلف 5 ملايين ولن يحقق عائدا سوى 2 مليون جنيه
الأحد، 14 سبتمبر 2014 05:08 م