يواجه العرب بل والعالم كله تحدياً جديداً يعيد إلى الأذهان رائحة العصور الوسطى، بما كان فيها من مجازر ومذابح، وما عرفته من خروقاتٍ مشهودة لحقوق الإنسان وعدوانه على الحريات من جماعاتٍ مارقة ترتدى رداء الدين وترفع شعارات هى أبعد ما تكون عن روح الإسلام العظيم. إننا أمام ردة حضارية وإنسانية لا تبشر بالخير، فمن الذى أطلق «داعش» على الإسلام والمسلمين؟ ومن الذى شجع الإرهاب لترويع الآمنين وفرض التهجير القسرى على أبناء الأوطان بذريعة الاختلاف فى العقيدة الدينية؟! إن علينا فى هذه الحالة أن نسعى إلى التعرف على المستفيد من ذلك الذى يجرى، إن طائرات الولايات المتحدة الأمريكية وصواريخها سوف تعود للمنطقة من جديد – وهى لم تتركها أصلاً – وإسرائيل هى الرابح الأكبر والمستفيد الأول الذى يرقب المشهد عن بعد ويرصد نتائجه التى تتمثل فى إضعاف جيرانها، وتدمير إمكانات العرب وتشويه صورة الإسلام، والمؤلم حقاً أن الذى ينفذ ذلك المخطط الخبيث هم فئة منا خرجت علينا وأساءت إلينا، وجعلتنا ندفع الثمن مرتين، الأولى فيما ينالنا على أرضنا من تدمير وخراب، والثانية مما يصيبنا من تشويه أمام الآخر ونبذ دولى على غير أساس، ألسنا نحن المطاردون فى المطارات والواقفون فى طوابير التأشيرات، والمتهمون عند حدوث التفجيرات؟! ألا نشعر جميعًا كمسلمين وعرب بأن أصابع الاتهام تتجه إلينا بمبرر وبغير مبرر، رغم أننا نحارب الإرهاب على أرضنا ونواجه جحافل «الخوارج» بين أقطارنا، والمدهش فى الأمر أن الغرب يدرك ذلك، ولكنه لا يتورّع عن توجيه اللائمة لنا، مع محاولة تمزيق صفوفنا وتشتيت جهودنا والعبث بمقدراتنا، لقد جاء وقت الصحوة الحقيقية والإفاقة الدائمة فالمشهد لا يحتمل استمرار نزيف الدم على أرض العرب.
د. مصطفى الفقى يكتب: العالم يواجه اليوم تحديا يعيد إلى الأذهان رائحة العصور الوسطى.. نحن اليوم أمام ردة حضارية وإنسانية لا تبشر بخير.. والغرب لا يتوقف عن العبث بمقدراتنا
الأحد، 14 سبتمبر 2014 08:14 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة