أكرم القصاص - علا الشافعي

توماس فريدمان: أوباما يتعاون مع قطر وتركيا ضد داعش رغم دعمهما التنظيم

الأحد، 14 سبتمبر 2014 09:20 ص
توماس فريدمان: أوباما يتعاون مع قطر وتركيا ضد داعش رغم دعمهما التنظيم توماس فريدمان
نيويورك )أ ش أ(

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تساءل الكاتب الأمريكى توماس فريدمان عن مدى ضرورة دخول أمريكا فى حرب ضد تنظيم "داعش".

وقال فريدمان فى مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز)، "إن الرئيس باراك أوباما اتخذ قرار قيادة الائتلاف للنيل من داعش وهو فى شك مريب، وكيف لا ؟ وقدرتنا على المثابرة مبهمة، وعدونا همجى، وحلفاؤنا الإقليميون يمارسون الازدواجية، وحلفاؤنا الأوروبيون غير مؤثرين، والعراقيون والسوريون الذين نحاول إغاثتهم منقسمون على أنفسهم - لا يوجد فى إطار الصورة مصدر واحد باعث على الثقة".

ولفت فريدمان إلى سماح تركيا للجهاديين الأجانب بالخروج والدخول من وإلى سوريا، إلى جانب كونها سوقا مهمة للنفط الذى هربه تنظيم داعش من العراق مقابل النقد، ونوّه عن قيام إيران بتزويد شيعة العراق بالمتفجرات الخارقة للدروع التى استخدمها هؤلاء فى إخراج أمريكا من بلادهم، كما شجعت إيران قادة الشيعة على تجريد السُنة العراقيين قدر المستطاع من القوة والمال الأمر الذى عجّل باشتعال ثورة السُنة فى العراق.

وعن الرئيس السورى بشار الأسد، يقول فريدمان إنه تعمد السماح لتنظيم داعش بالظهور حتى يقول للعالم إنه ليس المدان الوحيد بعمليات قتل جماعى فى سوريا، أما قطر، فهى بحسب الكاتب تبدو مع أمريكا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، وضد أمريكا أيام الخميس والثلاثاء، ولحسن الحظ ترتاح أيام الآحاد.

أما فى أمريكا نفسها، فإن أوباما يعرف أن أعضاء حزبه والحزب الجمهورى ممن يحضّونه الآن على ضرب داعش هم أنفسهم أول من سيتخلون عنه حال التورط أو الفشل أو الخطأ بقصف دار لرياض الأطفال على سبيل المثال.

ثم تساءل فريدمان عن الدافع وراء قرار الرئيس أوباما المضى قدما على هذا الطريق إذا كان المشهد كذلك.. وقال "إن الدافع خليط من قلق جيوستراتيجى مشروع، واستطلاعات الرأى".

وأوضح الكاتب أن توطيد الدواعش لأركان دولتهم فى قلب العراق وسوريا ينذر بتهديد مناطق معتدلة مثل كردستان والأردن ولبنان، وقد يأتى يوم تزداد فيه قوة داعش بحيث يستطيع إلحاق الضرر بالغرب بشكل أكثر مباشرة، هذا بخصوص القلق الجيوستراتيجى.. أما ما يتعلق باستطلاعات الرأى، فإن أوباما ولاشك تشجع للمضى قدما على هذا الدرب بعد التحول المفاجئ فى الرأى العام فى أعقاب نشر تنظيم داعش لفيديوهات تصور ذبح 2 من الصحفيين الأمريكيين.

وتساءل فريدمان عن حجم فُرَص نجاح خطة أوباما فى هذا الصدد فى ظل تلك المعطيات.. وقال الكاتب الأمريكى أن ثمة حاجة إلى الوضوح تماما قبل قيادة حملة ضد داعش فيما يتعلق بمعرفة عمّن نحارب بالنيابة؛ فتنظيم داعش لم ينشأ مصادفة ولم يأت من لا مكان.. إنه ثمرة حربين أهليتين اندحر فيهما مسلمو السٌنة، إحدى تلك الحربين هى الحلقة المفرغة فى سوريا التى قتلت فيها قوات النظام العلوى الشيعى مدعومة من إيران، نحو 200 ألف شخص كثير منهم من السُنة، والأخرى هى الحرب العراقية التى جردت حكومة نورى المالكى المدعومة من إيران، السُنة العراقيين من سلطاتهم ومواردهم.

ورأى صاحب المقال أنه لن يقوم استقرار ذاتى قادر على البقاء ما لم توضع نهاية للحروب الأهلية ويتم إرساء قاعدة لنُظم حكم عادلة ومواطَنة.. ولن يستطيع العرب والمسلمون عمل ذلك إلا بإنهاء حروبهم الطائفية ونزاعاتهم القبلية.

وقال فريدمان لطالما رأينا خطأ أن المشكلة تكمن فى "التدريب"، بينما المشكلة الحقيقية تكمن فى "طريقة الحُكم" – لقد أنفقنا مليارات الدولارات فى تدريب جنود عراقيين لاذوا بالفرار أمام الدواعش ليس لافتقارهم للتدريب الكافى وإنما لمعرفتهم أن قادتهم من الضباط لم يحصلوا على رُتبهم وشاراتهم عن جدارة واستحقاق وإنما لأن النظام فاسد، ولمعرفتهم كذلك أن حكومة المالكى لم تكن تستحق الدفاع عنها.. كما تناسينا فى أمريكا مدى احتياج وتطلع الشعوب العربية الثائرة إلى نُظم حُكم نزيهة وعادلة.
وأكد فريدمان أن هذه الحرب ثنائية الجبهة: داعش هو العدو الظاهر، بينما الطائفية والفساد فى العراق وسوريا هما العدو الباطن.. وقال إنه يتعين ويمكن النيل من العدو الظاهر لكن يجب أولا على العراقيين والسوريين –سُنة وشيعة- أن يجابهوا العدو الباطن بصدق.

وشدد الكاتب على ضرورة اتفاق السنة والشيعة فى البداية قبل أى تصعيد بقيادة أمريكية، وإلا فإن تنظيم داعش سيصور أمريكا على أنها مُحرّض ومُغّلب لكفة طائفة على أخرى.. وأوضح فريدمان أنه يتعين على الشركاء العرب المسلمين أن يتحدوا حتى تكون حربا بين المسلمين سُنة وشيعة مدعومين بقوة جوية أمريكية على جانب، والدواعش الهمج على الجانب الآخر.. هكذا سيخسر الدواعش الحرب.

أما إذا بدا الأمر وكأن أمريكا تدعم الشيعة والعلويين ضد السُنة فى العراق وسوريا، وهو ما سيحاول تنظيم داعش بكل ما أوتى، تصويره على شبكات التواصل الاجتماعى، عندئذ سيكسب الدواعش الحرب.

واختتم فريدمان بالقول أن المسألة لا تتعلق بأمريكا وأوباما كما دأبنا على القول.. إنها تتعلق بالعرب المسلمين وبتطلعاتهم.. إنها عن منطقة الشرق الأوسط متعددة الأطياف المفتقرة رغم ذلك إلى التعددية وتحتاج إلى معرفة كيفية التوافق وتقبّل الآخر فى القرن الحادى والعشرين.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة