
معهد دنبوسكو
"مبنى صغير مكون من طابقين تختفى معالمهما بسبب أكوام القمامة الملقاة أمامه، لا يظهر منه سوى لافتة صغيرة كتب عليها باستحياء شديد "مدرسة مسرة الابتدائية".
"ثوانى المدير جاى هايكلمك" كانت هذه إجابة أحد المعلمات التى انطلقت مسرعة الى خارج المدرسة، لم تمر سوى دقائق معدودة حتى أقبل رجل خمسينى العمر تلطخت ملابسة بالأتربة والدهانات، المفاجأة أنه كان مدير المدرسة ويدعى "على عوض إسماعيل" الذى قرر أن يشارك العمال فى أعمال الصيانة توفيرا للنفقات.

القمامة أمام مدرسة مسرة
"أنا مش عاوز حاجة هى ثلاثة شهور وهاخرج على المعاش بس عاوزيين نفرح العيال"، قالها وهو يشير إلى الإمكانيات القليلة التى يحاول بها مع جدران المدرسة وأثاثها العتيق، إضافة أى لمسة جمالية يسعد بها الطلاب مع بدء الدراسة.
رغم ضعف الإمكانيات خاصة أن أعمال الصيانة فى تلك المدرسة قائمة على التبرعات أو المنح القليلة القادمة من الإدارة المركزية بوزارة التربية والتعليم، والتى تبلغ 900 جنيه سنويا لأن الأبنية التعليمية لا تقوم بعمل صيانة للمدارس المؤجرة.

القمامة تحيط معهد دنبوسكو
"هانعمل إية احنا بنبلغ الحى وفى الآخر يتعمل محاضر فينا احنا"، كانت هذه إجابته على السؤال الخاص بتراكم أكوام القمامة، التى تحيط بالمدرسة، موضحا أنه قام بإرسال العديد من الشكاوى إلى رئيس حى "روض الفرج "، طالبا منه تكليف عمال الحى برفع القمامة من أمام المدرسة، خاصة أن الدراسة على الأبواب.
ويضيف عوض: "كانت نتيجة الشكوى أن أحد المهندسين العاملين بالحى حضر إلى المدرسة، وقام بتهديدى بتحرير محضر ضدى، بزعم أن القمامة الموجوده من أعمال المدرسة، نتيجة الشكوى التى قدمتها بنفسى إلى رئيس الحى، رغم أنى لم أتهم أى فرد بالتفصير".

سور مدرسة مسرة
وبعد انتهاء جملته الأخيرة أشار بيده إلى خارج المدرسة فى اتجاه القمامة الملقاة "المدرسة بتخرج ورق، إزاى بقى هاتخرج طماطم وخضار وفضلات المنازل؟"، تركته وهو يعيد نفس السؤال على من حوله.
شكوى إدارات المدارس من القمامة وتعنت أجهزة الحى معهم لم تتوقف عند الحالة السابقة، فمن داخل مدرسة "السيدة عائشة الثانوية بنات" أوضح أحد الإداريين، رفض ذكر اسمه، أن القمامة فى بعض الأوقات تحجب باب المدرسة رغم أنها مدرسة ثانوية للبنات، مضيفا "احنا بطلنا نشتكى لأن الشكوى بتيجى على دماغنا والأجهزة التنفيذية بحى روض الفرج بمحافظه القاهرة تتهم مديرى المدارس بالتقصير، وتهددهم بتحرير محاضر ضدهم".

طلاب معهد دنبوسكو
مبنى أثرى مخصص للتعليم الفنى الذى تتوجه إليه الدولة ويتهافت على طلابه كبرى الشركات ويتيح لطلابه المتميزين فرصة السفر إلى إيطاليا لاستكمال تعليمهم هناك، هو معهد السازليان أو كما يطلق علية الأهالى "الدونبسكو" فى حى الساحل الذى يعتبر مبناه تحفة أثرية فى حد ذاتها، حيث مرّ على بنائه وتشييده أكثر من 100 عام، تحول الى "مقلب قمامة كبيرة" حيث تراصت القمامة بطول سور المعهد الذى يبلغ أكثر17 مترا.
المعهد الذى قام بإنشائه أحد الرهبان الإيطاليين، ويوجد منه 150 معهدا فى العالم يحمل اسمه يأتى إلية زائرون من جنسيات مختلفة تعرض لهدم جزء كبير من السور الخاص به بسبب تراكم القمامة التى تنبعث منها رائحة كريهة إلى الداخل، بالإضافة إلى مخلفات البناء التى تمنع السير فى أوقات كثيرة أمام السيارات، المعهد الذى تشرف عليه وزارة التربية والتعليم ويضم 220 طالبا استقبلهم المعهد الذى بدأ الدراسة فى الأول من شهر سبتمبر فى تلك الحالة.
يقول مدير المعهد الذى يحمل الدكتوراه فى علوم التربية: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى حى الساحل بخصوص رقع القمامة حفاظا على الطلاب، ولكن فى الغالب يتم تجاهل هذه النداءات احنا خدنا على المنظر ده" قالها الطلاب بسخرية شديدة، مؤكدين أن منظر القمامة أصبح معتادا، خاصة فى ظل تجاهل حى الساحل لشكاوى المعهد.
موضوعات متعلقة..
بالصور..أهالى طنطا يتخلصون من القمامة بالحرق ويتهمون مسئولين بالإهمال