أحمد فتحى سليمان يكتب: أربعة أسئلة سخيفة للمعارض المصرى

الأحد، 14 سبتمبر 2014 08:02 ص
أحمد فتحى سليمان يكتب: أربعة أسئلة سخيفة للمعارض المصرى مجلس الشعب المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1- عايزها تخرب؟

العمل السياسى تنافسى بطبيعته، وبه دوماً صراع من نوع ما، ويصعب تصور عدم تمنى أطرافه لفشل المنافسين، فنجاحهم يسقط حجج معارضتهم. ولكن فشل حكومة فى دولة نامية كثيرة المشكلات يختلف عن فشل أخرى فى دولة متقدمة مستقرة، فهل أنت مستعد لتحمل تبعات انهيار نظام الحكم إن ساهمت فيه، والتى تقع وطئتها على الطبقات الأضعف التى تفقد بانهياره الحد الأدنى من توافر الأمن وسبل العيش لهؤلاء القانعين بشظف العيش؟ وهل لصراعك السياسى مع السلطة سقف تقف عنده عندما يمس بمصالح الأمة ككل؟.

السؤال أخلاقى فى المقام الأول ولكن له شقا عمليا يظهر فى السؤال التالى

2- ما استراتيجيتك لتكون بديلا للسلطة الحالية؟
عندما تسقط حكومة نتيجة لازمة اقتصادية طاحنة أو هزيمة عسكرية أو اضطراب أهلى كبير فالذى يعقبها عادة حكومة شديدة العنف والاستبداد حتى إن بعض الذين تمنوا سقوط الأولى يودون لو كانت بقيت.

فإن كنت من الذين يراهنون على فشل السلطة ومن ثم سقوطها فلا تكتفى بمجرد رفض المشاركة فى العملية السياسية بل وتشنع على أولئك الذين اختاروا المشاركة فى العملية السياسية أو فى مشروعات السلطة (التى لاتخلو من نفع) من منطلق براجماتى بحت بحثاً عن المصلحة العامة أو الخاصة فمن
أين سيتأتى وكيف سيتكون البديل للسلطة الحالية؟.

كيف ستتكون الكوادر الإدارية والسياسية والقيادات فى شتى المجالات ومن أين ستكتسب المعرفة والقدرات اللازمة لمواجهة التحديات؟.

أم أنك تتصور أن بمقدور أبناء فصيلك القيام بالأمر كله من الالف للياء سياسياً وإدارياً واجتماعياً عندما تصلون للسلطة منفردين. إن كان هذا تصورك فلا تكمل القراءة وإن لم يكن فضلاً انتقل للسؤال التالى.

3-ما استراتيجيتك لمناهضة آثار الاستبداد وثماره؟

إرث الاستبداد الطويل من التطرفات الفكرية والخلل القيمى فى المجتمع والفساد الإدارى واحتقار القانون ذاته (وليس القمع والفساد المقننين) والضعف الاقتصادى وأيهما كفيل بإسقاط أى حكومة رشيدة عادلة.

لا يمكن لحكومة "فقط" أياً كانت قدرتها مجابهة هذا لكن تلك المواجهة المصيرية تستلزم تضافر قوى اجتماعية وسياسية ومؤسسات على درجة عالية من الكفاءة.

والظن بأن الحكومة العادلة الديمقراطية تستطيع مواجهة مثل هذه التحديات وحدها سذاجة أو تعامى عن نماذج لا حصر لها.

فالمعركة هنا تتسع لتشمل ميادين أخرى ليست سياسية بطبيعتها ولكنها غير قابلة للإغفال
فهل تضع هذا فى حساباتك أم أن مجهوداتك مقتصرة على انتقاد السلطة ومحاولة إفشال مساعيها؟.

4-ماذا ستفعل فى العلاقات الخارجية؟

وجهت انتقادات عنيفة لموقف السلطة الحالية بإزاء الموقف تجاة الشأن السورى والليبى والعراقى والعدوان الأخيرعلى غزة وصلت لاتهام بعض الأطراف السلطات المصرية بالتواطؤ وليس مجرد التخاذل فماذا ستفعل فى ظل التباس الأوضاع الإقليمية والعالمية والمخاطر الجسيمة التى تتهدد الأمن القومى من وراء الحدود والتى تجعل اتخاذ القرار كالسير فى حقل الغام؟.

اسئلتى سخيفة ولا أجد نفسى كمعارض بالقلب (من منازلهم) مضطراً لإجابتها ولكن إن أردت أن تكون معارضاً حقيقاً فلربما استحقت من حيز تفكيرك القليل فلا يمكن أن تبقى أسير رد الفعل لا تبدى حراكاً
إلا فى رفض الواقع دون التخطيط للتغيير فيه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة