محمد على سليمان يكتب: متى نقول وداعا لشنطة المدرسة؟

السبت، 13 سبتمبر 2014 06:01 م
محمد على سليمان يكتب: متى نقول وداعا لشنطة المدرسة؟ التلاميذ فى أول يوم دراسة ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا الوقت من كل عام تنتابنى حالة غربية، بين الحنين إلى الطفولة وبين الدهشة مما كنا نفعله ونحن أطفال، ففى مثل هذا الوقت من كل عام لا هم لأى بيت مصرى إلا الاستعداد للعودة للدراسة، فتجد المحلات وقد اكتست واجهاتها بشنط المدرسة، وتبدأ الدكاكين بإظهار الكراسات والكشاكيل لتعلن عن نفسها، كما تتزين محلات المدارس بالزى المدرس.

وإذا صادفت فى طريقك مدرسة تجد بعض التلاميذ وهم يخرجون منها وعلى ظهورهم شنطة المدرسة، وقد حُملت بكتب تنوء بها ظهورهم الضعيفة، ومع ذلك تجد فى عيونهم فرحة للعودة إلى المدرسة ومقابلة أصدقائهم، وتسمع كلماتهم التى تعلن حزنهم على انتهاء الإجازة والاستعداد للصحو مبكرا.

وما أن يكون أول يوم دراسى تجد وكأن الكل يستقبل العودة، تجد العصافير تزداد حكتها بين الأغصان، وقد زادت من أصداحها، وكأنها تعلن سعادتها بهولاء التلاميذ، أصوات أبواق سيارات المدارس تنادى على طلابها تستعجلهم ربات البيوت واقفات بجوار أبنائهم منتظرين سيارة المدرسة، تجد حركة فى الشارع غير معتادة فى هذا الوقت من شهور، وكانت الحياة قد دبت فى الشارع معلنة فرحتها ببدء الدراسة.

ولكن ما يلفت نظرى هولاء الأطفال وقد ارتدوا الزى المدرسى حاملين زمزمية المياه فى أيديهم، وعلى ظهورهم شنطة المدرسة، هذه الشنطة التى أشفق على أبنائنا منها، خاصة طلاب المرحلة الابتدائية، فتجد الطفل بجسده النحيل الهزيل وقد وُضعت هذه الشنطة على ظهره التى تزن أكثر من وزن حاملها.

تجد الطفل منحنيًا بهذا الثقل، وكأنه سيقع من فيض ما يحمل، وعندما طالعت بعض الصحف بخصوص هذا الموضوع وجدت أن هذه الشنطة مسئولة عن التشوهات التى يعانى منها الطفل لعموده الفقرى، ومع تطور التكنولوجيا فإن دولا كثيرة قد استعاضت عن الكتب "بالتابلت" عليه كل المواد الدراسية، حتى الواجب المطلوب منه أصبح ينفذه على الحاسب الآلى، وبضغطة زر يقوم بطباعته فى وريقات قليلة، يقوم بإعطائها إلى معلمه حاملها فى ملف لا يتجاوز وزنه الجرامات القليلة، تاركا هم حمل شنطو تزن أكثر من وزنه، وأرى أن تكلفة إعطاء "تابلت" لكل طالب محملا عليه المواد الدراسية، أقل كثيرا من تكلفه طباعه كتب، ناهيك عن التأخير فى تسليم الكتب فى ميعادها.. إذا كنا فعلا نريد خيرا بأبنائنا وبصحتهم فلنرحمهم من حمل شنطة المدرسة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة