تيمور المغازى يكتب: وجاء قرار القناة الجديدة فى الوقت المناسب

السبت، 13 سبتمبر 2014 10:08 م
تيمور المغازى يكتب: وجاء قرار القناة الجديدة فى الوقت المناسب مشروع محور قناة السويس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يثير مشروع قناة السويس الجديدة جدلا واسعا على الساحة الاقتصادية والسياسية والشعبية بين من رأى بأنه محاولة للقيادة المصرية للخروج من أى مأزق وبين من رأى بأنه خطوة هامة نحو تنمية محور قناة السويس بالمستقبل وأيضا لمواجهة المخاطر التى سأذكرها فى مقالى هذا.

ولذلك انتقل معى ودع انتماءك السياسى والدينى جانبا واقرأ بدافعك الوطنى الذى يكمن بداخلك لأن الوطن عزيز علينا جميعا، حيث إن تلك المشاريع المستفيد منها هى الأجيال القادمة تماما مثل ما نستفيد من السد العالى وأيضا قناة السويس، ونحن الآن نتذكر الأحداث التى تمت فى مراحل بناء هذين المشروعين، لذلك التاريخ لا يرحم من يقف أمام نهضة مصر وفى نفس الوقت يذكر الآخرين الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل نهضة هذا الوطن.

قناة السويس يمر بها حوالى 10% من التجارة العالمية، و22% من تجارة الحاويات بالعالم، أى نحو 22 ألف سفينة سنويا، يبلغ طول قناة السويس الأصلية 190 كيلومترا، ويبلغ طول القناة الجديدة 72 كيلومترا منها 35 كيلومترا حفر جاف و37 كيلومترا توسعة وتعميق للقناة الأصلية، وتساعد قناة السويس الجديدة إلى تقليل زمن انتظار السفن من 11 ساعة إلى 3 ساعات أو أقل.

ومن المخاطر التى كانت تخطط بكل دقة للاستغناء عن قناة السويس ومنها أول قناة جافة، حيث بدأ العمل فى خط سكة حديد برى سيستخدم فيه القطار السريع وتشارك فى تنفيذه ألمانيا من شنغهاى فى الصين / كزاخستان/ روسيا / تركيا /أوروبا، وهذا الخط بدأ العمل فيه منذ 4 سنوات، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء منة خلال 4 أو 5 سنوات، وخطورة هذا الخط أنه سيأخذ من حصة البضاعة القادمة من جنوب شرق آسيا والتى تعبر قناة السويس إلى جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والساحل الشرقى لأمريكا، وهذا الخط أنفق عليه مبالغ ضخمة تقترب من 10 مليارات دولار، وتكلفة النقل به ستكون أغلى من قناة السويس، ولكنه سيختصر الوقت بدلا من «الدوران للمسافة من المحيط الهادى ومنة رأس الرجاء الصالح والبحر الأحمر، حيث تقطع السفينة آلاف الأميال، وباستخدام الخط المذكور ستدخل مباشرة إلى أوروبا.

وأيضا شروع إسرائيل فى تنفيذ مشروعات من بينها إنشاء خط السكة الحديد بين مينائى حيفا على البحر المتوسط وإيلات على خليج العقبة فى البحر الأحمر، ولكن يصعب تنفيذه فى المدى القريب.

وأيضا تجرى حالياً توسعة قناة بنما، وفى العام القادم سيتم افتتاحها، وتكلف هذا المشروع 6.2 مليار دولار، ورغم التوسعة لم تصبح مثل قناة السويس، ولذلك نحن «لازم نصفق لهيئة قناة السويس»، والتى سبقت العالم، ولكن تستطيع قناة بنما أن تستقبل ومن العام المقبل سفناً تحمل 10 آلاف حاوية بدلاً من 5 آلاف حاوية حالياً، ونقطة الصفر سيكون بافتتاح هذه التوسعات، وقناة السويس الآن يعبر منها سفن 17 ألف حاوية وعمقها 66 ألف قدم، ولكن خطورة هذه القناة أنها عملت حراكاً فى جميع الموانئ المجاورة لها ونتيجة توسعة قناة بنما بدأت الموانئ الموجودة بالساحل الشرقى لأمريكا فى عمليات توسعة وتعميق، حتى تسمح لها باستقبال السفن العملاقة القادمة من قناة بنما، معنى ذلك أن البضاعة التى كانت ستعبر قناة السويس من جنوب شرق آسيا بدأ تنفيذ مخططات لتقليلها لكى تقوم بتغيير رحلتها لتتجه إلى قناة بنما مباشرة ومنها إلى موانئ شرق أمريكا ومنها إلى أوروبا، بعد أن كانت تعبر من قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وأيضا المشروع الثالث هو من ميناء الفاو الكبير بالعراق على الخليج العربى إلى تركيا ومنه إلى أوروبا، حيث تقوم إيطاليا بعمل الدراسات الخاصة به، ولذلك فخلال 10 سنوات سنجد أن هناك 4 مشاريع كبرى أنشئت وهى خط السكة الحديد البرى الإسرائيلى، خط شنغهاى- أوروبا مارا بتركيا، وخط الفاو بالعراق- تركيا- أوروبا بمشاركة إيطالية، وتوسعة وتعميق قناة بنما لكى تمر منها السفن العملاقة التى كانت لا تعبر إلا من خلال قناة السويس، وهذا يعنى أن القوى الاقتصادية الكبيرة تعمل فى حسابها أنه خلال عدد قليل من السنوات سيبدأ تشغيل هذه الخطوط بشكل كامل.

وأيضا يوجد بعض المحاولات لاستغلال القطب الشمالى، لأن التغير المناخى أحدث ذوبانا لمدة شهر ونصف فى العام، وهذا يسمح للسفن العملاقة باستغلاله وفعلاً أبحرت سفن من اليابان إلى شمال أوروبا ونجحت الفكرة وبدأت الدول والشركات تفكر فى كيفية الاستفادة من هذا كخط ملاحى يربط شرق آسيا بشمال أوروبا، وهذا إن لم يظهر بشكل واضح فمن المتوقع أن يكون له تأثير على قناة السويس، خاصة أنه سيخصم من البضاعة القادمة من شرق آسيا.

ولذلك كانت هناك خطط وضعت من أجل إغلاق قناة السويس والاعتماد على تلك المشاريع الأربعة بالعالم بحجة طول الانتظار عند المرور من قناة السويس، وبالفعل تم التسويق على أعلى مستوى فى جميع الدول العالمية بمزايا تلك المشاريع، حتى جاء القرار الحاسم بحفر قناة السويس وليس فقط بل إصدار الأوامر بأن يتم تشغيلها قبل تشغيل تلك المشاريع وهو بحد أقصى عام فقط وكما ذكرنا أن قناة السويس بها بعض المزايا التى يبحث عنها معظم الشركات، وهى الأمن وتقليل الوقت وبأقل تكلفة وهذا ما تحققه قناة السويس الجديد.

ولذلك كان هذا القرار الخاص بحفر قناة السويس من القرارات الهامة التى كان لها مردود قوى لدى الدول التى تسعى وبكل جهد لغلق قناة السويس والاعتماد على غيرها لضعف الاقتصاد المصرى، وبالتالى انهيار الدولة لعدم قدرتها على تلبية احتياجات شعبها، كان المخطط عظيما ومهلكا لولا أن الله عز وجل حامى هذا الوطن من كل سوء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة