بالصور والكاريكاتير.. فى "مول" أسوار المدارس الذى لن تراه فى 2014.. لوليتا للبيع.. وبوستر على حميدة.. و"مسدس مية".. وكتاب نغمات الموبايل.. وكارت ميناتل.. وشارة الشرطة المدرسية

السبت، 13 سبتمبر 2014 05:14 م
بالصور والكاريكاتير.. فى "مول" أسوار المدارس الذى لن تراه فى 2014.. لوليتا للبيع.. وبوستر على حميدة.. و"مسدس مية".. وكتاب نغمات الموبايل.. وكارت ميناتل.. وشارة الشرطة المدرسية جانب من مول سور المدارس
كتب حسن مجدى - رسوم إيهاب عبد الجواد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


"فلاش باك" قبل خمسة عشر عاما من الآن، على هامش صيحات الأطفال وفرحة انتهاء اليوم الدراسى، كان هناك عالم كامل يستعد للانتشار على سور كل مدرسة شعبية كانت أم راقية، عالم بعنوان "سوق أسوار المدارس" من لعب وسيارات صينية الصنع ورخيصة الثمن ومقلدة، وهواتف محمولة بها أغنية واحدة، وبجوارها كتاب نغمات الموبايل، وبائعى شرائط الكاسيت ونجومها الذين تعلقوا فى آذان الشباب داخل "الووكمان المحمول"، إضافة إلى مصانع بير السلم التى نصبت فرشاتها أمام المدارس لتغير شكل أسوار المدارس فى مصر.

وفى سوق أسوار المدارس كنت ستجد "بوسترات" عمرو دياب، ومحمد فؤاد، ومحمد منير، وحتى هشام عباس، ومصطفى قمر، وحميد الشاعرى، وربما على حميدة، وغيرهم، كل هذا اختفى الآن ليس فقط لأفول نجومية البعض منهم ظهور نجوم جدد، ولكن لأن ببساطة "البوستر" الذى يحمل صورة مطربك المفضل، والذى كان فى الغالب يصبح جائزة شخصية بعد "تحويشة" تستمر أسبوع كامل من المصروف المدرسى، أصبح الآن متوفر مجانا بضغطة زر واحدة على "جوجل" وبدلا من تعليقه على الحائط أصبح خلفية للكمبيوتر، أو الهاتف الذكى، وحتى الحاسب اللوحى.

"الرزق يحب الخفية".. هذا المثل المصرى الشعبى يعبر عن السلعة التالية التى كانت تتراص على أسوار المدارس، وربما يعبر عنها أيضا مثل "الخفية أم الاختراع"، فبينما ابتكر الغرب الهواتف المحمولة، اخترع المصريون أول كتب يمكنك منها كتابة "نغمات" للهواتف المحمولة، فأصبحت أغانى فيروز ومنير تكتب بنغمات على هواتف "النوكيا" عبر كتب موقع البيع الأشهر لها هو سور المدرسة، ولم ينتهى سوق هذه الكتب إلا بعد ظهور الهواتف التى تستقبل الأغانى وتبثها كنغمات فى نفس الوقت، وامتد الأمر أيضا إلى ظهور شركات كابينات الهواتف، لتصبح أمام كل مدرسة كابينات الميناتل والرينجو، وتتراص كروتهم على الأسوار كبضاعة رئيسة لها سوق خصوصا مع طلبة الثانوى الذين بدأوا مرحلة المراهقة، ويحاولون التواص مع أحبائهم بعيدا عن سيطرة الأهل، وبسعر أرخص من أسعار كروت الهاتف التقليدية والتى كانت تضع أسعار عالية فى هذا الوقت، ولكن كل هذا تراجع مع انتشار ثقافة الموبايل وانخفاض أسعار المكالمات من الموبايل مباشرة.

إلى جوار هذه الكتب والكروت حفرت الكتب التى خصصت فقط لكلمات الأغانى مكانا بارزا لنفسها على أسوار مدارس التسعينيات وبداية الألفية الحالية، وكان أبرز نجومها منير وعمرو دياب وفيروز، وانتهت تدريجيا أمام مواقع الإنترنت التى تخصصت فى نفس الهدف، والتى عرفت بمواقع الـ"ليركس".

مصانع ومطابع بير السلم لم تقف فقط عند الأغانى والبوستر، ولكنها امتدت للأطعمة، فظهرت اللوليتا، وانتشرت العسلية بعد أن أصبحت تصنع دون تراخيص، وكوز العسل، و"موزة السكر"، وهى مجموعة من الحلوى التى اختفت مع انتشار المصانع المرخصة، وتوفير حلوى مغلفة بتصريحات من وزارة الصحة وبأسعار أرخص، لتنحصر هذه الحلوى الآن فى المناطق الريفية وعلى استحياء فى المدينة.



تسللت الصين إلى حياتنا وكان لها دور بارز على أسوار المدارس، وتحديدا مع الألعاب وظهرت مسدسات المياه البلاستيكية، والأختام البدائية، والنحلة الدوارة التى يتم سحب حبلها فتطير، وشكلت هذه تحديدا واحدة من أهم الألعاب فى المدارس وملأت حلقاتها أسقف الفصول، وبعدهم جاء التطور الأكبر فى أقلام الليزر، والتى كان لها مجموعة متنوعة من الاستعمالات بداية من ميدالية للمفاتيح، ووسيلة لجذب انتباه البنات، والانتقام من أعدائك بتسليطه على عيونهم، وصولا إلى إطلاق الأساطير حول قدراته التدميرية، ووصل ضوئها إلى الفضاء على سبيل المثال.

وظيفة الشرطة المدرسية التى كانت تعلن عنها شارة وكاب تسلمهم إدارة المدرسة، أصبحت وسيلة التقطها تجار سور المدرسة لتصبح أحد أبطال هذا العالم، وتصبح شارة وكاب الشرطة العسكرية مقابل جنيه واحد فقط على سور المدرسة.

هذا السور الذى تربينا على أطرافة وكان يمثل رحلة ترفيهية يومية للكثيرين لن نشاهده فى مدارس 2014، فكل شىء تغير بداية من "اللوليتا" وصولا إلى قلم الليزر وشارة الشرطة العسكرية، وربما لن يتفهم جيل الـ"آى باد" شراء كتاب لكتابة النغمات، أو تحويش جنيهين أسبوعيا لشراء بوستر يضاف إلى حائط الحجرة لتحيط حياتك بوجوه النجوم وبصورهم البدائية بالنسبة حتى لكاميرات وإمكانات الهواتف المحمولة الآن، ولكن تبقى كابينة ميناتل قديمة مهجورة، وبائع عسلية يمر على استحياء، وكتاب أغانى قديم مركون منذ سنوات شاهدين على حكايات سور مدارس صنعه جيل الثمنينيات والتسعينيات.



الختم من أبطال سور المدرسة



الليزر لجذب أنظار البنات



"مسدس المياه" البضاعة التى لم تختفِ طوال فترة انتعاش التجارة على أسوار المدارس



ألعاب بدائية صينية بضاعة مهمة على السور



حلوى اللوليتا المعالم الرئيسية لتجارة السور



كروت الميناتل أحد أهم معالم سور المدرسة فى بداية الألفية



موز السكر من حلوى سور المدارس فى جيل التسعينيات





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة