
حينما يكتب التلميذ عن أستاذه فمن المؤكد سيعجز القلم عن الكتابة، والنجم الكبير والقدير نور الشريف هو الأستاذ بالنسبة لى ولجيل كامل، كنا نشاهد أعماله سواء السينمائية أو التليفزيونية أو المسرحية ونتعلم منه ومن أدائه السهل الممتنع، الذى من خلاله دخل كل منزل فهو عبقرى السينما المصرية ورائد من روادها فى تجسيده لكل الشخصيات وتكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائى بمثابة تكريم للسينما المصرية، فمبدعو تكريمه هم المصنوعين وليسو الصانعين.
نور الشريف يرتفع من درجة التقمص التمثيلى إلى درجة التوحد التمثيلى، وموهبته ظهرت منذ بداياته فى دور كمال الابن الأكبر للسيد أحمد عبد الجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ، وفى (سواق الأتوبيس)، ذلك الفيلم الرائع لعاطف الطيب، وفى (شمس) مع محمد خان فى (ضربة شمس)، وفى (ناجى العلى) فى الفيلم الذى جعله محل اضطهاد لسنوات من بعض وسائل الإعلام العربية، وغيرها من أعماله التى تجاوزت الـ 175 فيلما وعشرات المسلسلات.
نور الشريف تاريخ طويل حافل بأفلام صارت قمما فى قائمة الأفلام الجادة التى أنتجتها السينما المصرية، ومن أهم محطات نور الشريف الفنية فى رحلته من وجهة نظرى كانت مع المخرج عاطف الطيب فى أفلام (سواق الأتوبيس وضربة معلم وليلة ساخنة)، وكان للشاشة الصغيرة أيضا حظا طيبا مع نور فقدم مسلسلات صارت فى ذاكرة الناس مثل (لسه باحلم بيوم) و(عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) و(لن أعيش فى جلباب أبى) و(الرجل الآخر)، و(عائلة الحاج متولى) الذى يعد أهم وأشهر وأكثر أعمال نور التليفزيونية، والذى حالفنى الحظ باختياره لى ومشاركتى فى بطولته.
نور الشريف قدّم فى أعماله وناقش كممثل العديد من القضايا التى يصعب مناقشتها، فهو صاحب مدرسة فنية مميزة، ولديه كاريزما أهّلته للقيام بالكثير من الأدوار التى يصعب على فنان غيره القيام بها، وكما أكدت فى بداية المقال على طريقته السهلة الممتنعة فى التمثيل هى التى جعلت منه البطل فى العديد من الأعمال لسنوات وحتى وقتنا هذا، فبجوار عمله فى السينما والتى ينتقى منها الأفضل دائما هو علامة تنير شهر رمضان كل عام من خلال عمل درامى يناقش فيه عدة قضايا تحت سقف عمل واحد، وتتمحور فيه الحلول أيضا بشكل درامى مشوق.
نور الشريف يكاد يكون هو الفنان الوحيد الذى يشرك دائما جيل الشباب فى أعماله ويساندهم ليقفوا على الطريق الصحيح، وقد كنت أحدهم فقد قدمنى معه فى مسلسل (الحاج متولى) وكان فاتحة خير على فى أعمال أخرى.
أخيرا نور الشريف هو الفنان صاحب الكلمة والرأى كممثل، وكمخرج وهو علامة فارقة واسم لامع فى تاريخ السينما والدراما، ويستحق عن جدارة أن يشعّ اسمه نورا فى سماء الفن.. فتحية إعزاز وتقدير للنجم القدير.
موضوعات متعلقة..
مصطفى شعبان: نور الشريف له فضل كبير علىّ وتمنيت حضور تكريمه
مجدى أبو عميرة: نور الشريف موسوعة ثقافية ويستحق مئات الأوسمة والنياشين
مهرجان الإسكندرية يمنح نور الشريف علما باسمه و"السينمائيين" تهديه درعا