وصف الإعلام الصينى أشرف سالمان، وزير الاستثمار المصرى، الذى قام بزيارة للصين مؤخراً بأنه "نجم"، حيث أحاط به عدد كبير من رجال الأعمال الصينيين الذين حرصوا على طرح أسئلة متنوعة عليه فى جلسة أقامتها سفارة مصر لدى الصين يوم 9 سبتمبر الجارى، وبحضور نحو مائة ممثل صينى عن الشركات الحكومية الكبيرة والشركات المتوسطة والصغيرة الخاصة.
وخلال أمسية ثقافية أقيمت فى مقر السفارة المصرية فى العاصمة الصينية بكين من أجل الترويج للفرص التجارية الكبيرة فى مصر، ومساعدة الشركات الصينية على معرفة إجراءات الحكومة المصرية الجديدة بشأن جذب الاستثمار الأجنبى، حيث أكد سالمان أن مصر تنكب على بناء حكومة ديمقراطية جديدة تحت قيادة الرئيس المنتخب حديثا عبد الفتاح السيسى وتشهد الدولة إصلاحات سياسية منتظمة. وعلى ضوء هذا، يعيش الاقتصاد الكلى المصرى مرحلة نهوض.
جاء ذلك فى تقرير لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" حيث أشار إلى أن الاقتصاد المصرى سيحقق نموا بنسبة 3.5 بالمائة فى العام الجارى و4.1 بالمائة خلال العام 2015 مما يعزز استعادة ثقة المستثمرين الأجانب فى مستقبل السوق المصرية، ونقلت عن وزير الاستثمار قوله "إن مصر اجتذبت ما يعادل 5.2 مليار دولار أمريكى من الاستثمار الأجنبى المباشر فى السنة المالية 2012-2013".
مؤكدا أنه يوجد الآن فرص تجارية ضخمة فى مصر التى تسارع فى تنمية اقتصادها الذى تعرض لتداعيات سلبية كبيرة نتيجة الاضطرابات السياسية المتواصلة فى السنوات الأخيرة.
وأشار سالمان إلى أن مصر ستنفذ مجموعة من المشروعات الكبيرة فى مجال البنى التحتية, حيث ستضخ 20 مليار دولار أمريكى فى بناء عدة خطوط لسكك الحديد فى السنوات المقبلة, بينما ستصرف 60 مليار جنيه مصرى فى إنشاء مجموعة من الطرق السريعة، الأمر الذى سيتيح فرصة سانحة للمستثمرين الأجانب .
ونوه بأن مصر ترحب بمشاركة المستثمرين الصينيين فى تنمية الاقتصاد المحلى، مشيرا إلى أنهم سيجدون فى مصر فرصا تجارية هائلة فى مجالات الطاقة وسكك الحديد والموانئ والتجهيزات الهندسية.
وأوضح أن مصر ستعزز انفتاح سوقها نحو الاستثمار الخارجى من خلال تكميل القوانين والقواعد القائمة، مشيرا إلى قيامها بإصلاح قانون الاستثمار لتسهيل الاستثمار الأجنبى.
كما أكد أن الحكومة المصرية الجديدة تهتم بالالتزام بالعقود المبرمة بين الشركات الأجنبية والحكومات السابقة.
وقالت الوكالة الصينية إن جهود الترويج للوزير المصرى شهدت إقبالا كبيرا من قبل رجال الأعمال الصينيين الحاضرين حيث بادروا إلى طرح أسئلة متنوعة عليه معربين عن نيتهم فى الاستثمار بمصر. مشيرة إلى أن الشركة النووية الوطنية الصينية أبدت رغبة فى المشاركة فى بناء مشروعات نووية فى مصر. بينما تنوى شركة فاو الصينية، التى تعد العملاق الصينى فى إنتاج السيارات، تنوى إجراء تعاون مع الشركات المصرية لتقديم المزيد من سياراتها الهندسية فى مواقع البناء المصرية.
وأضافت "شينخوا" أن مؤسسة "سى إيس آر" الصينية الشهيرة التى تعد أحد منتجين رئيسيين اثنين للقاطرات وعربات القطارات فى الصين، ترغب فى المشاركة فى بناء سكك حديد فى مصر.
من جانبها، قالت شيانغ رو بين، مندوبة شركة جيوشى الصينية لإنتاج الألياف الزجاجية، إن شركتها استثمرت 250 مليون دولار فى بناء فرع لها هناك فى عام 2012 نظرا لتفاؤلها تجاه أفق السوق المصرية، وأشارت شيانغ إلى أن شركتها حققت نموا جيدا فى مصر, حيث صدرت منتجاتها المصنوعة فى مصر إلى أوروبا بمعايير عالية.
ونقلت الوكالة الصينية عن شيانغ تأكيدها أنه على الشركات الأجنبية العاملة فى مصر الاهتمام بالالتزام بالقانون المحلى والاهتمام بتحمل المسئولية الاجتماعية بدلا من التركيز على تحقيق المكاسب الاقتصادية فقط، فيما أعربت بعض الشركات الصغيرة فى الجلسة عن نيتها إجراء أعمال فى مصر، ولكنها اشتكت من مختلف المصاعب والمشاكل فى هذه العملية مثل إجراءات التسجيل المعقدة.
وفى هذا السياق، قال وزير الاستثمار المصرى، إن مصر ترحب أيضا بالشركات المتوسطة والصغيرة الأجنبية، مشيرا إلى أن هذه الشركات ستخلق فرص عمل كثيرة للجماهير المصرية.
وأضاف أن مصر ستصدر إجراءات تفصيلية خلال العام الجارى لتسهيل تسجيل الشركات المتوسطة والصغيرة الأجنبية فى البلاد فيما تخطط لإقامة صندوق خاص لتمويل تلك الشركات.