فى النور هام صديق وسلك لحبها أصعب طريق
ملك حبها عليه الفؤاد فمن سطوته العقل لا يفيق
فالقلب للهوى صار أسيرا وللبعد عنها أصبح لا يطيق
والشعر عن وصفها عاجزا فليس بينها وبين البدر تفريق
يحلم يصارحها بصدق حبه ولا يستطيع لحلمه تحقيق
نقلت إليه عنك رسائلا زادت قلبه لوعة وتشويق
نظرت إليه بإمعانا برهة وازادادت عينى فيه تحديق
فإشراق وجه أنار الطريق فكأنما أضاء السماء وقتها بريق
وردد حروف أسمها فرحا وصار يمشى ببطء كبطريق
فليتك رأيته بعينيك وقتها لوصفته بالجنون؛ ووصفك دقيق
رأى صورتها فى الأحلام فاتنة فاختلس منها النظر للتدقيق
فطار عقله لجمال خلقتها والقلب وقتها أخيه الشقيق
فروعة هذا الحب لا تجد مثله إلا فى أساطير الأغريق
أرويا باللقاء زهرة عشقكما فأجود السلع يحتاج أيضا تسويق
ولا تشعلا بالعناد مشكلة فالنار منشأها الشرر الدقيق
والقمح ذهبى شائكة سنابله وتحوى فى جوفها أجود دقيق
والنحل يغزا طلبا لعسله فلا يحميه إلا روح الفريق
والشجر تنمو لأضعف بذرة وتحتاج بعدها للاهتمام الرقيق
والفرخ توجده بعد الرب بيضة فلا يربيه إلا منقار شفيق
فلترويه من ماء الوداد فلهيب شوق قد أشعل حريق
وليتك تعطيه أطواق النجاة فهو فى بحار حبك غريق
ولعل سفينة الحب تصل ميناءنا فليس فى بحارنا ثمة مضيق
ولعلى أصاب بالعشق وجنته وسأكون للحب أخلص صديق
أرشيفية
