انتقد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، تصريحات أحد المسئولين المرافقين لوزير الخارجية جون كيرى، خلال زيارته للقاهرة، والذى قال فيها "إحدى المسائل، التى نسعى إليها أن تتخذ المؤسسات الدينية فى مصر موقفًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأن تقول ذلك فى خطب الجمعة"، وقال عضو هيئة كبار العلماء إن كلمة هذا المسئول جاء بها الإسلام قبل أن يولد هو وقبل أن تنشأ دولته، مشيرا أن الدين الإسلامى دين تسامح ومحبة للبشرية كلها.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الإسلام ينظر للإنسان بأنه مكرم لقوله تعالى، "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، مضيفا أن الدم فى الإسلام لا يراق إلا بحق ومن ثم فلا يجوز لنا نحن المسلمين أن نقتل مسيحيا أو يهوديا أو أى إنسان على وجه الأرض طالما أنه لم يحاربنا، فالإسلام دين سلام ومودة؛ فلا نحتاج من أمريكى أن يصرح لنا و أن يوجهنا لأننا موجهون قبل أن يولد هو وقبل أن توجد أمريكا فنحن موجهون من قبل القرآن و السنة، فلا نؤذى أحدا حتى ولو كان حيوانا .
وتابع: "نحن على منابرنا ننادى بالقرآن والسنة ونرفض كل ما تقوم به تلك الجماعات الإرهابية، التى هى فى الأصل صنيعة أمريكية، تنشئونها من أجل أن تقوم بجرائم داخل المجتمعات المسلمة، فالقاعدة وداعش وحتى الإخوان هم صناعة أمريكية، الهدف من دعمهم هو إحداث الفوضى فى بلاد المسلمين، ثم ينقلبون بالوعظ و الإرشاد علينا وإنى أقول لهذا المسئول الأمريكى: " يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم.. تصف الدواء لذى السقام وذى الضنى كيما يصح به وأنت سقيم.. وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم.. ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم".
و أكد عضو هيئة كبار العلماء أن هذه الجماعات نبت كريه صنعته أيدى الأمريكان لأن الإسلام برىء مما يجرى على أيدى تلك الجماعات من قتل وخراب.
وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد صرح منذ أيام قائلا: إننا لا نشك لحظة فى أن هذه الجماعات الإرهابية الأصولية ومن ورائها أى إن كان اسمها أو اللافتة، التى يرفعوها كل هؤلاء صنائع استعمارية جديدة عمل فى خدمة الصهيونية العالمية فى نسختها الحديثة وخطتها لتدمير الشرق وتمزيق المنطقة العربية وشاهدنا على ذلك التلكؤ والتثاقل الغربى الأمريكى فى التصدى لهذه التنظيمات الإرهابية، وذلك مقارنة بالهجوم الغربى وانقباضه على العراق عام 2003 وتفكيك الجيش العراقى وتسريحه فى زمن قياسى".
وتابع: "موقف الغرب فى التصدى لهذا الإرهاب السرطانى، الذى تمدد فى جزء من جسد الأمة العربية وقرار أمريكا وأوروبا الاستجابة للتحذير السعودى المصرى، وإن جاء التحرك الغربى من رحم الضرورات الخاصة والأغراض الشخصية، ولم يأت من رحم المبادئ والأخلاقيات العامة".
وقال الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما ذكره المسئول الأمريكى، إنما يعبر عن حجم الأزهر ومكانته فى نظر أمريكا كما يدل على أنهم يعرفون قدر ومكانة كلمة الأزهر وحجمه والسياسة، التى يتبناها الأزهر الشريف، والتى تقوم على الوسطية و الاعتدال فى كل شىء، كما أن هذا التصريح يدل على أن أمريكا تعرف مقدار الأزهر وتأثيره فى نفوس المسلمين فى شتى أنحاء العالم.
"أزهريون" يردون على مطالبة مسئول أمريكى للمؤسسات الدينية مواجهة "داعش".. محمود مهنا: لا نحتاج توجيهًا.. حامد أبو طالب : اعتراف بقوة الأزهر.. والإمام الأكبر : الجماعات الإرهابية صناعة صهيونية
السبت، 13 سبتمبر 2014 05:04 م