فوزى فهمى غنيم يكتب: أزمات شديدة وسياسات مرتبكة

الخميس، 11 سبتمبر 2014 08:04 م
فوزى فهمى غنيم يكتب: أزمات شديدة وسياسات مرتبكة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا وسّع المواطن العربى نظرته وعمّقها ليستقرئ الحقيقة ويستشفها من مواقف الدول العربية المختلفة، يتضح له أن الأزمات والأخطار التى أصبحت تهدد أمته بسوء المصير، ما هى إلا خلافات سياسية غير مستعصية الحل، وأن تسويتها بنجاح تتطلب الاتحاد فى المواقف التى تستند إلى وحدة الصف، والرأى، والكلمة، وإلى وحدة العمل، والتخطيط.

وتجتاز الأمة العربية مرحلة دقيقة وعصيبة من تاريخها المعاصر، لم تشهد من قبلها من ظواهر التفكك، وإرهاصات التمزق، ما تشهده فى هذه الآونة، إذ تتجاذبها أزمات شديدة، ومحن عنيفة، وتتنازعها سياسات مرتبكة المناهج، الشىء الذى يعكس تدهور السياسة العربية ككل، ويبين بوضوح علامات تأرجح الإنسان العربى بين الشك واليقين، كل ذلك وسط ضباب كثيف من الإبهام والغموض، ولكنه لا يمنع الإنسان الواعى المفكر من رؤية جوانب مشرقة مضيئة، فى سماء السياسة العربية، لابد من احترامها، وتأييدها، وهى تتمثل فى مبادرات (مصر) الشجاعة ومواقفها الصلبة الحكيمة.. ولكن بعض الساسة العرب فى قطر وغزة قد غضوا الطرف عن رؤية هذه الحقيقة، وعجزوا عن فهم هذه العناصر الهامة، فجروا شعوبهم إلى ساحات الخلاف والنزاع، والتخبط والضياع.


ومن يمعن النظر فى حوادث وأحداث هذه المرحلة المحزنة، ويتأملها بعين مجردة من التحيز، والعناد والمكابرة. ولفهم حقائق الأمور، ومعرفة دخائلها، وإدراك كنهها حتى يكون المواطن العربى على بينة مما يدور حوله، وتتم الحيلولة بينه وبين انجرافه فى تيارات التضليل السياسى وممارسته الخادعة، التى تستخدم كوسيلة ماكرة تواكب المخططات التى تهدف إلى تحقيق الأهواء الخاصة، والغايات الفردية، يجب على العرب جميعا، من الخليج إلى المحيط، من خلال دراستهم الأوضاع الراهنة، ومواقف ساستهم المختلفة، وتحليلهم لها، أن لا يمزجوا بين الأوهام الناتجة عن الخيال الجانح نحو التهور والغرور والادعاء، والتخيلات المغرقة فى المغالطة والتزييف والافتراء، وبين الحقائق الثابتة، والمنجزات وليدة التأملات الصحيحة الخالصة.


ولا يشك اثنان فى أن هؤلاء الساسة، من الذين يريدون فرض زعامتهم فرضا، وأن يظهروا بمظهر القادة عنوة، إنما يمارسون أساليب سياسية، مقتبسة من هنا وهناك، مرتبكة مضطربة وعقيمة، تجعلهم يدورون فى حلقة مفرغة من التناقضات، ينقضون وعودهم، وينكثون عهودهم، وينكرون اليوم ما اعترفوا به بالأمس، ويقبلون ما سير فضوله فى الغد، لأنهم سجنوا أنفسهم، أو سجنهم الغير، فى دائرة ضيقة تمنعهم من الانطلاق والحركة، يدورون وراء جدران عالية يصعب عليهم هدمها أو اختراقها، حتى يصيبهم الدوار، ويضطرهم إلى الوقوف، أو السقوط فى سلبية وعجز إزاء المتغيرات السياسية التى تحيط بهم من كل جانب. ويرى كل عربى مخلص أنه ليس من المقبول أو المعقول أن يستمر بعض محترفى السياسة فى رفع الشعارات الزائفة، وأن يواصلوا شن حملاتهم المسعورة على (مصر). رغم أن هذه المرحلة العصيبة التى تفرض علينا الابتعاد عن طريق الانفعالات والنزاعات والالتزام بالمسئوليات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة