لقد تحولت «داعش» خلال شهورٍ قليلة إلى خطر دائم لا على المنطقة بل على العالم كله، وقد نقول: إن الإرهاب صناعة أمريكية أو اختراع إسرائيلى، ولكنه فى النهاية أمر يسعى إلى تشويه صورة الإسلام وتقويض دعائم الدولة العصرية، وإحداث نوع من الفوضى فى مناطق معينة من العالم، ففى الوقت الذى تعبث فيه «داعش» فى «العراق» و«سوريا» وربما «لبنان» أيضًا وتسعى للدخول إلى «الأردن» ومنها إلى «سيناء» حيث «مصر» هى الجائزة الكبرى والهدف النهائى للمنظمات الإرهابية التى تستخدم الدين، لأن سقوط «مصر» هو بداية سقوط المنطقة بأسرها، وفى ذات الوقت نجد أن تنظيم «القاعدة» يعلن، على لسان قائده «أيمن الظواهرى»، أن هدفه الجديد هو شبه القارة الهندية والدول المحيطة بها، أى أن الهدف هذه المرة هو «جنوب آسيا» وليس غربها فقط.
إننا أمام موقف معقد وظروف ملتبسة تجعلنا نخرج من دائرة المخاوف الداخلية لكى نواجه المخاوف الخارجية، فالذى يحدث الآن يبدو غير مسبوق فى تاريخ العالم المعاصر، فخروج هذه الجماعات الإرهابية واتباعها لأساليب همجية كالقتل والذبح والاغتصاب وترويع الآمنين وتهجير المسيحيين وأصحاب العقائد الأخرى خلافًا لتعاليم الإسلام التى تحض على البر والرحمة، وتحتوى أصحاب الديانات السماوية والأرضية، لذلك يكون طبيعيًا أن نقول: إن لدينا «مخاوف مشروعة» مما يحدث فى المنطقة ويجرى على أرضها، وندرك أن المؤامرات تحيط بنا وأن «الولايات المتحدة الأمريكية» رغم إدراكها لحجم الخطر فإنها تريد توظيفهم لمزيد من السيطرة على المنطقة والتدخل فى شؤونها، أما «إسرائيل» التى تنظر إلى المشهد الإقيلمى فى ارتياح، وتدرك أن ما يحدث هو محاولة لتحطيم «الدولة الحديثة» وتمزيق أوصال المنطقة لصالح الدولة العبرية التى تقف وراء السياسة الخارجية الأمريكية فى «الشرق الأوسط».
د. مصطفى الفقى يكتب: داعش خطر كبير يهدد المنطقة فى الوقت الراهن.. الإرهاب يسعى لتقويض دعائم الدولة العصرية.. والمؤامرة تحيط بنا من كل جانب
الخميس، 11 سبتمبر 2014 08:32 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة