الحلقة الـ19: ابن بطوطة يروى.. قاضى مدينة "ماردين" التركية يرتدى الخشن من الصوف فيظنه الناس خادما للقاضى.. جاءته سيدة فقيرة تشكو زوجا يضربها وليس معها مصاريف القضاء فأصلح بينهما وتصدق عليها

الخميس، 11 سبتمبر 2014 06:32 م
الحلقة الـ19: ابن بطوطة يروى.. قاضى مدينة "ماردين" التركية يرتدى الخشن من الصوف فيظنه الناس خادما للقاضى.. جاءته سيدة فقيرة تشكو زوجا يضربها وليس معها مصاريف القضاء فأصلح بينهما وتصدق عليها ابن بطوطة
تحررها سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترك ابن بطوطة الموصل وسافر حتى وصل إلى مدينة "ماردين" وهى مدينة جنوب شرق تركيا أسست فى العصر الأشورى، وروى حكاية سلطانها الملك الصالح ابن الملك المنصور الذى اشتهر بكرمه وعطاياه، وقص حكايات عن قاضى المدينة المتصوف.

الفقراء يقصدون الملك فيجزل لهم العطايا

وهو الملك الصالح ابن الملك المنصور، ورث الملك عن أبيه وله المكارم الشهيرة. وليس بأرض العراق والشام ومصر أكرم منه يقصده الشعراء والفقراء فيجزل لهم العطايا، جريا على سنن أبيه قصده أبو عبيد الله محمد ابن جابر الأندلسى المروى الكفيف مادحا، فأعطاه عشرين ألف درهم.

وله الصدقات والمدارس والزوايا لإطعام الطعام، وله وزير كبير القدر، وهو الإمام العالم وحيد الدهر وفريد العصر جمال الدين السنجاوى، وتعلم بمدينة تبريز، وأدرك العلماء الكبار.

القاضى المتصوف يظنه الناس خادما

وقاضى قضاته الإمام الكامل برهان الدين الموصلى، وهو ينتسب إلى الشيخ الولى فتح الموصلى، وهذا القاضى من أهل الدين والورع والفضل، يلبس الخشن من ثياب الصوف الذى لا تبلغ قيمته عشرة دراهم، وكثيراً ما يجلس للأحكام بصحن مسجد خارج المدرسة، كان يتعبد فيه فإذا رآه من لا يعرفه ظنه بعض خدام القاضى وأعوانه.

امرأة فقيرة تشكو زوجها للقاضى فيذهب معها

ذكر لى: أن امرأة أتت هذا القاضى، وهو خارج من المسجد، ولم تكن تعرفه، فقالت له: يا شيخ، أين يجلس القاضى؟ فقال لها: وما تريدين منه؟ فقالت: إن زوجى ضربنى، وله زوجة ثانية، وهو لا يعدل بيننا فى القسم وقد دعوته إلى القاضى فأبى وأنا فقيرة ليس عندى ما أعطيه لرجال القاضى حتى يحضرونه بمجلسه، فقال لها: وأين منزل زوجك؟ فقالت: بقرية الملاحين خارج المدينة فقال لها: أنا أذهب معك إليه فقالت: والله ما عندى شى‏ء أعطيك إياه فقال لها: لا آخذ منك شيئاً، ثم قال لها: اذهبى إلى القرية وانتظرينى خارجها، فإنى آتى خلفك. فذهبت كما أمرها وانتظرته، فوصل إليها وليس معه أحد.

القاضى يصلح بين زوجين تخاصما

وكانت عادته أن لا يدع أحداً يتبعه فجاءت به إلى منزل زوجها فلما رآه قال: ماهذا الشيخ النحس الذى معك؟ فقال له: نعم والله أنا كذلك، ولكن أرض زوجتك. فلما طال الكلام، جاء الناس فعرفوا القاضى وسلموا عليه وخاف ذلك الرجل وخجل فقال له القاضى: لا عليك أصلح ما بينك وبين زوجتك فأرضاه الرجل من نفسه وأعطاهما القاضى نفقة ذلك اليوم وانصرف.


موضوعات متعلقة..
الحلقة الـ18: ابن بطوطة يروى حكايات ملك الهند المشهور بعطاياه.. أمر فقيهًا خراسانيًا أن يحمل ما يستطيع من خزانة الذهب.. ووزن صديقه المريض بالذهب وتصدق عن صحته.. وأحضر "صينية ذهبية" لـ"حافظ حديث" أعجبه ‎






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة