ريم خيرى شلبى تروى حكايات والدها الحكاء الكبير.. آخر كلماته "خايف على مصر خلوا بالكوا منها".. وفرح بالثورة وشعر بالخطر على المستقبل من الإخوان.. ولم يحصل على تكريم مناسب.. ويرى المرأة "وتد" المجتمع

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 04:58 ص
ريم خيرى شلبى تروى حكايات والدها الحكاء الكبير.. آخر كلماته "خايف على مصر خلوا بالكوا منها".. وفرح بالثورة وشعر بالخطر على المستقبل من الإخوان.. ولم يحصل على تكريم مناسب.. ويرى المرأة "وتد" المجتمع الروائى الراحل خيرى شلبى
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت أمس الثلاثاء، الذكرى الثالثة لرحيل الأديب الكبير خيرى شلبى، والذى خاض مغامرات أدبية فى عالم الرواية والقصة والمسرحيات والدراسات الأدبية والنقد الإذاعى، "اليوم السابع"، التقى ابنته ريم خيرى شلبى، فى توقيع كتابها "حكايات عم خيرى"، فإلى نص الحوار.

هل تعتقدين أن خيرى شلبى حصل على التكريم المناسب بحياته وبعد رحيله؟

خيرى شلبى كان راضيا بشكل كبير عن ما وصل إليه، بسبب شخصيته الراضية دائما، وكان يحترم جدا الأسماء والأدباء من أبناء جيله وكان يرى أنه أنجز فى المكانة التى وصل لها بينهم، ولكن حتى الآن هناك تقصير كبير من وزارة الثقافة وهيئة الكتاب، وهذا ليس عتابا لأن البلد مرت بثورة ومشاكل مختلفة، ولكن هذا تذكير ويجب أن تدرس أعماله فى المدارس والجامعات، وتدشن جائزة باسمه كنوع من التقدير، وخيرى شلبى حصل على التكريم الذى يستحقه من جمهوره الحقيقى.

ماذا تمثل لكم الجوائز الحاصل عليها خيرى شلبى فى الأسرة؟

خيرى شلبى ظلم فى حظه من الجوائز، وطوال حكم السادات كانت كتاباته جريئة وتواجه النظام، ما جعله مستبعدا دائما، ولم يتقدم بنفسه لجائزة على الإطلاق، وكان يعتبر أنك تذهب لتقدم لجائزة بدعة غريبة والجائزة يجب أن تصل إليك بنفسها، ولم يحصل على أى جائزة من دولة عربية.

كيف كان يبنى رواياته؟ هل كان يذهب للبحث عن الروايات والقصص فى أماكنها أم كانت من نسج الخيال؟

جميع روايات خيرى شلبى أشياء حقيقية عاشها بطريقة أو بأخرى، وعلى سبيل المثال روايتى نسف الأدمغة وبطن البقرة، نتاج وجودة فى منطقة المقابر لمرحلة كبيرة من حياته، ووصل به الأمر لأنه كان يكتب الرواية داخل المقبرة وشاهد بعينه هدم مقابر اليهود على سبيل المثال، والعديد من المشاهد التى لا يتوقعها أحد.

وحياة خيرى شلبى طوال الوقت كانت مبهرة وتذهب به نحو القصص، فمثلا الصدفة وضعته فى طريق المقابر فعاش هناك وأنتج نسف الأدمغة، وبالصدفة قابل عم أحمد السماك وأصبحا أصدقاء فخرجت رواية منامات عم أحمد السماك، والصدفة عرفته على عازف الكمان عبده داغر ومنها كتب صهاريج اللؤلؤ، وهكذا كانت روحة بوابة دائمة لمئات الكتابات.

خيرى شلبى اهتم بالرواية والقصة والمسرحيات والدراسات الأدبية.. أى الأنواع الأدبية أقرب لقلبه؟

الكاتب الحقيقى يكتب فى الشىء الذى يحبه، وهو كان يقرأ كثيرا جدا، ويكتب دون أن يعرف حتى أين ستنشر الأعمال أو كيف، ولكنه أبدع فى كل شىء، لأنه كان يفعل كل شىء كهواية وليس حرفة.

هل كان خيرى شلبى جريئا فى حياته الشخصية والأسرية مثلما كان فى كتاباته؟

لو لم يكن يملك الجرأة ما كانت كل هذه الاعمال الحقيقية، وما كان ارتبط بعلاقات مع الجميع من الوزير للغفير، وكانت لديه روح المغامرة مصحوبة بالحرص، ودائما يبحث عن المغامرة المحسوبة.

هل بالفعل الشخصية الروائية فى "الوتد" حقيقية؟

نعم كانت زوجة عمه، وكان الطفل شوشة الذى يروى الحكاية بالعمل هو خيرى شلبى، فهو كان مهتما جدا بإنصاف المرأة بوجه عام، ومهتما بتوضيح أن الريف لم يظلم المرأة بالعكس تماما فالمرأة الصعيدية والفلاحة تدير أسرة وحياة ودائما كان عنده أمثلة كبيرة جدا مثل حماته، ومثل فاطمة تعلبة، وكان يكره المجتمع الذكورى، ويعتقد أن المرأة هى الوتد ولكنها لا تستنغى عن زوجها الذى يقتسم معها الحياة.

هذا يأخذنا إلى الزوجة فى حياة خيرى شلبى:

كانا شيئًا واحدًا، ولذلك إهداء كتابى لأمى رغم أن الكتاب عن والدى، ماما قاسم مشترك فى كل الحياة، كانت هى فاطمة تعلبة ووتد المنزل.

والأم فى حياة خيرى شلبى:

الجانب ده من حياته قصة خاصة جدا، فوالده حتى عمر 60 عاما كان يعيش فى الإسكندرية، وكان قد تزوج أكثر من مرة ولم ينجب حتى عاد إلى قريته فى كفر الشيخ، وفى جلسة مع شيخ الغفر شاهد ابنته التى لم يتعد عمرها 12 عاما فطلبها للزواج، وأنجب منها 12 طفلا، وكان خيرى الابن الأكبر فنشبت بينها وبينه علاقة كبيرة جدا، وكان مبهورا بالطفلة التى تحمل فوق رأسها حمل أسرة كبيرة، وكانت حتى آخر لحظة تأتيه فى الأحلام وكانت بالنسبة له الأم والأخت وكل شىء، خصوصا أنها أكملت معانتها بوفاة ابنها الأصغر فى حرب 73.

هل هذا ما جعل المرأة محورا رئيسا فى حياة عم خيرى؟

طبعا، فكانت هى التى تحمل العبء بالكامل وكان يرى أنها ظلمت، ولذلك حارب الزواج المبكر بكل ما أوتى من قوة.

ماذا كان دور الوالد فى حياة خيرى شلبى؟

والده كان وفديا وكان شاعرا، وعشان كده بحس أن الموهبة وراثة فى العيلة، وأيضا كان الصديق الشخصى لحافظ إبراهيم الذى كتب قصيدة لوالدى يوم سبوعه، وأشعاره حتى الآن متفرقة فى العائلة يحفظها البعض وربما أجمعها فى يوم.

قرية شباس عمير فى كفر الشيخ عاشت مع عم خيرى أم أخذته المدينة منها؟

رغم أنه خرج من القرية عمرة 18 سنة، ولكن حتى آخر لحظة فى عمرة كانت لكنته ومفرداته من بلدته، وبمجرد ما يأتى أحد أقاربنا لزيارتنا من البلد يترك كل شىء ويتفرغ له، فهو عاش بروحه وقلمه فى القرية، وكان يعيش فى القاهرة سواح وابن ريف، بينما روحه ظلت فى شباس عمير وكان يفخر بها جدا ويتحدث عنها طول الوقت.

هل هناك أعمال لم تنشر لخيرى شلبى حتى الآن؟

هناك الكثير من الأعمال التى لم تنشر، منها 600 مسلسل إذاعى، وسباعيات وخماسيات، إضافة إلى بورتريهات ومقالات خصوصا فى النقد الإذاعى، توضح تاريخ الإذاعة المصرية وتحمل تاريخ وجغرافيا وفن أدب مهمين للغاية.

ماذا عن نضاله ضد الأنظمة الحاكمة؟

كل كتاباته كانت نضال بداية من "الشطار" اللى كان فيها كشف للنظام فى الوقت ده، وكان نظام السادات بكل أخطائه وحتى لما اتحولت لفيلم، ووكالة عطية ونسف الأدمغة، طول الوقت كان بينضال وكان واقف مع الغلابة فى العشوائيات فى كل مكان.

كيف كان يقرأ المستقبل خصوصا أنه توفى بعد ثورة يناير بشهور قليلة؟

يوم اندلاع الثورة رأيت أبى فى فرحة لم أرها فى حياتى، كان ينزل للوقوف فى اللجان الشعبية وكان يأخذ أخواتى دون علم أمى، ويذهبون معا لميدان التحرير، وكان متحمسا جدا حتى بدأ الشباب يتفرق ونصحهم بالتجمع فى صف واحد واختيار رئيس، ثم بدأ يشعر بالإحباط خصوصا مع دخول الإخوان، وكان يتنبأ بالذى سيحدث حتى اليوم، ولديه استكشاف كبير للمستقبل، وتوفى قلق جدا على مصير مصر، وفى آخر حديث بيننا على سفرة رمضان قال بالحرف "أنا قلقان على مصر خلو بالكم منها".

ما الجديد الذى يقدمه كتابك عن خيرى شلبى؟

الكتاب حالة ملحة تسيطر على منذ وفاة والدى، وهو حكايات منفصلة عن حياته، جاء بعضها من وحى أسئلة عشاقه، ومن خلال التواصل مع معجبيه الذين يحاولون معرفة المزيد عنه كل يوم، خصوصا على الصفحة التى أنشأتها عنه بـ"فيس بوك"، ولأتمكن من الإجابة على أسئلتهم بشكل متواصل كان يجب أن أغوص فى ذكريات عايشتها، وبدأت أكتب تفاصيل وكتابات مختلفة بـ"فيس بوك" حتى تطور الأمر وتجمعت كتابات خشيت أن تضيع مع الوقت واخترت أن أجمعها فى كتاب.

هل هناك جوانب تكشفيها عن خيرى شلبى لأول مرة فى الكتاب؟

هناك الكثير من جوانب حياة خيرى شلبى لا يعرفها معظم الجمهور، مثل أنه كان أستاذا للنقد فى معهد فنون مسرحية، ويلقى محاضرات فى اللغة العربية فى كلية دار العلوم، إضافة إلى أن أعماله ترجمت ليست فقط من خلال دور نشر أو جهات معينة فى الخارج، ولكن كان المستشرقون يأتون إلى المنزل ويجلسون معه ليدرسوا أعماله.

لماذا كتبت أن أجمل حلم فى حياتك كان الوقت الذى تقضيه مع والدك ليلا؟

كنت أنتظره بشوق، وكان دائما يحمل المفاجآت، وكان لروحه فى المنزل وتفاصيل دخوله ومفاجآته وصوت فيروز الذى ينطلق فى المنزل بمجرد دخوله، وحتى صمته الذى يحول المنزل بأكمله لحالة من الروحانية الجميلة، كان من حين لآخر يطل عليك بابتسامة بنكتة بحدوتة كنت أنتظر هلول روحه فى المنزل بلهفة ونقضى ساعات الليل معا وكانت فعلا أجمل لحظات حياتى.

قولت أنكما من نفس البرج.. هل كان يتهم بالأبراج؟

كان روحانيا وصوفيا وبيهتم بالأبراج بالطبع.. فى أوقات كان يتظاهر بالعكس لكنه كان يتابعها ومن وقت لآخر، كانت الصدفة تضعه فى مواقف ليصدق أكثر، وأنا مثله أعتقد أن للأبراج تأثيرا على شخصياتنا وليس على حظوظنا.

هل كان خيرى شلبى يستطلع رأيك فى ما يكتبه؟

كان بيتكب لوحده، وماما كانت تقعد جنبه فى مكتبه وتقرأ ورقة ورقة، وفى الفترة الأخيرة كانت بتبعت المقالات للجرايد وبتدير حياته والشغل، وكنا أحنا بننتظر الروايات زى أى قارئ.


أخبار متعلقة:


عبد الوهاب الأسوانى: خيرى شلبى غزير الإنتاج وقدرته جبارة على الكتابة












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة