صدرت للكاتب محمد الشاذلى روايته الأولى "عشرة طاولة" عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، وتعد عمله الأدبى الثالث بعد المجموعتين القصصيتين "لمس الأكتاف" (1989) و"تعاسات شكلية" (1998).
تدور أحداث الرواية فى أجواء المقاهى فى مصر، عقب ثورة 25 يناير، وحتى أحداث 30 حزيران يونيو 2013 والتى ترتبت عليها إطاحة حكم جماعة الإخوان المسلمين.
وفى هذه الرواية نجد مجموعة من الأصدقاء يعيشون يومهم يلعبون الطاولة ويبحثون عن أحرف لاعبيها ليهزموه، ربما من دون ضغينة، ولكن فى سبيل تمرير الوقت وتسديد الأيام، يلتقون يومياً ويطوفون على المقاهى ويقصون حكاياتهم ويوزعون مللهم وكآباتهم ويحاولون فى الوقت نفسه البحث عن متعة ولو عابرة.
ومركز الكون بالنسبة إليهم هو الطاولة وأسئلتهم عنها وحلمهم بالزهر المطاوع لا يسقط بالتقادم. يتحركون حول هذا المركز فى فضاء الواقع السياسى والاجتماعى فى مصر، ومجموعة الطاولة التى تسهر يومياً معاً وتغذيهم الحكايات، حتى تلك التى لا تعنيهم، ولكنهم ما بين رمية الزهر والحياة المعقدة فى مصر ما بين الثورتين والأحزان العميقة والعابرة فى حيواتهم الشخصية، لا يتخلون أبداً عن المغامرة وعن إنهاء يومهم بـ"عشرة طاولة" على صوت أم كلثوم.
"عشرة طاولة" رواية أبطال يحملون ذوات مهشمة افتقدت لليقين تقريبا وتلح فى نفس الوقت على محاولة استعادته، فيما تستأنس فى طريقها بكل ما يمكن التشبث به من مفردات يومية لا رابط بينها سوى أنها الحياة المتاحة والممكنة.
ويتعلق أبطال هذه الرواية فى ارتباطهم بالراوى بخيوط مجدولة من الصداقة والحميمية، وفى علاقاتهم أيضاً مع الآخرين، ومع حركة المجتمع الثورية من حولهم.
وبينما يبدون وكأنهم ينفقون الوقت سدى فإنهم فى محاولة دائمة للتمسك باللحظة الراهنة التى فى إفلاتها تقع احتمالات الضياع أو الأمل، وبينما هى تستبعد لعبة الاحتمالات، وتدقق فى صنع ذاكرتها الجماعية، فإنها تجد عزاءها فى لعبة الطاولة وتضع ثقتها بغرابة مدهشة فى الزهر المرواغ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة