ما كان يرفضه الليبراليون والمتعاطفون مع الإسلاميين فى مصر وخارجها باعتباره اعتقادا فى نظرية المؤامرة، بات يمثل اتهامات مباشرة من داخل الكونجرس وخبراء الأجهزة الأمنية للرئيس الأمريكى، باراك أوباما. فخلال أسابيع قليلة تزاحمت الشبهات من داخل الولايات المتحدة بشأن علاقة أوباما بالجماعات الإسلامية ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين.
وبالرغم من أن الاتهامات ليست جديدة، إذ تعود إلى عام 2012 عندما طالب عدد من مشرعى الكونجرس بزعامة النائبة ميشيل باخمان، المفتشين العامين فى أربع وكالات حكومية بالتحقيق فى "اختراق عميق" من قبل جماعة الإخوان للحكومة الأمريكية، لكن الانتقادات تعالت خلال الأيام القليلة الماضية مع تنامى خطر تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا "داعش".
لكن اللافت أن الأمر لم يقتصر على مشرعى الكونجرس حيث أكدت كلير لوبيز، المسئولة التى خدمت طيلة عقدين كخبيرة ومستشارة لشئون مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، الأسبوع الماضى أن الرئيس باراك أوباما سمح للإخوان المسلمين بالتسلل داخل إدارته والحكومة الاتحادية، مشيرة إلى أن العديد من أعضاء الكونجرس يعلمون ذلك لكنهم لا يتحدثون بصوت عالٍ.
وأوضحت لوبير، العضوة بلجنة المواطنين الخاصة بالتحقيق فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى وخبيرة شئون الأمن والإرهاب فى الشرق الأوسط بمعهد السياسات الأمنية، فى تصريحات لموقع "وورلد نت ديلى"، أن الحرب على الإرهاب التى نشرتها الولايات المتحدة فى ظل إدارة جورج بوش، أصبحت أكثر خطورة.
واستنكرت لوبيز ما وصفته بانحياز الرئيس أوباما للمنظمات الإرهابية التى من بينها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، فضلا عن الجماعات التابعة فى أماكن أخرى من الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن الإخوان تسللوا إلى داخل صفوف الإدارة الأمريكية والأفرع الأخرى من الحكومة الفيدرالية.
وعلى سبيل المثال، جاء تعيين محمد الإبيارى، العضو البارز فى المجلس الاستشارى لوزارة الأمن الداخلى، الذى يدعم بعض أشكال الشراكة بين أمريكا وجماعة الإخوان، تقول مسئولة الـ CIA السابقة. مشيرة إلى أن الإبيارى كشف عن أوراقه مؤخرا، عندما كتب على تويتر أن الخلافة أو الدولة الإسلامية لا مفر منها فى المستقبل وقارنها بالاتحاد الأوروبى.
وترى لوبيز أن إدارة أوباما لا تفعل الكثير فى مكافحة التهديات التى تواجه الولايات المتحدة وأوروبا من تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، الذى يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق ويرتكب جرائم وحشية ضد معارضيه والأقليات الدينية.
وهو الرأى الذى سبقها فيه النائب الجمهورى البارز لوى جوميرت الذى حذر، فى تصريحات صحفية قبل أسبوعين، حيث أكد أن الرئيس باراك أوباما لن يكون قادرا على حماية الأمة من التهديد الذى يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، بسبب سياسة الإدارة التى تعتمد على استشارات وتأثير "الإخوان المسلمين".
وبحسب موقع "ثينك بروجرس" فإن جوميرت قال فى تصريحات لراديو "SiriusXM": "إذا كنت القائد العام للقوات المسلحة فلا يمكنك الأخذ بمشورة إخوانى فى الوقت الذى يجب أن توقف فيه دمار الإخوان المسلمين"، لافتا إلى أن مستشارى الرئيس من الإخوان يحولون دون اتخاذ تحركات ضد الإرهاب فى العراق.
وأشار الموقع الإخبارى، التابع لمركز التقدم الأمريكى، المؤسسة البحثية، إلى أن تعليقات جوميرت تأتى انعكاسا لوجهة نظره بأن الحكومة الأمريكية مخترقة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة بأنها تنظيم إرهابى فى مصر والسعودية.
وكان جوميرت قد قال، فى وقت سابق من العام الماضى، إن الإخوان عملوا على عرقلة تحقيقات الإدارة الأمريكية فى تفجيرات بوسطن 2013، وذهب بالقول إلى أن ستة من كبار مستشارى أوباما هم من الإخوان المسلمين، وأن هؤلاء لهم تأثير مباشر على الرئيس الأمريكى.
وربما يتفق ذلك مع تقرير للـ FBI يحذر من جبهة تدعى "المعهد الدولى للفكر الإسلامى". ففى أعقاب تفجيرات بوسطن، أصدر ضابط تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالية، يعمل بين الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة، تحذيرا عن الجبهة.
ووفقا لمصدر من الـ FBI، فإن الضابط حضر مرحلة من ست مراحل لما يسمى "تأسيس ثورة إسلامية فى الولايات المتحدة"، كانت تهدف إلى التسلل السلمى إلى داخل الحكومة والجامعات الأمريكية.
وأشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن التقرير صدر بالكامل بعد سبع سنوات من تأسيس المعهد من قبل الدكتور جمال بازنجى وهشام يحيى والدكتور عبد الحميد أحمد أبو سليمان وأخرون، بتمويل من تنظيم الإخوان المسلمين، غير أنه اليوم يمتلك المعهد أفرعا ومكاتب داخل ما لا يقل عن 15 بلدا فى العالم وداخل ما لا يقل عن 15 من كبرى الجامعات والكليات داخل الولايات المتحدة.
وكان اختيار وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون لهمة عابدين، التى تنتمى لعائلة لها صلات بالإخوان المسلمين، مساعدة لها عندما تولت مهمتها فى الخارجية الأمريكية عام 2009، قد أثار الجدل داخل الولايات المتحدة.
وعملت همة عابدين كمساعد لرئيس تحرير مجلة "شئون الأقليات المسلمة" فى الفترة من 1996 حتى 2008. وعملت والدتها على تقديم أجندة الإخوان المسلمين المناهضة لمصالح السياسات الغربية وإرتبط شقيقها بعلاقات قوية مع عبد الله عمر، الذى أسس منظمة لتمويل الإرهاب، والإخوانى المعروف يوسف القرضاوى الذى أكد أنه لا ينكر حق المرأة فى الإشتراك فى التفجيرات الانتحارية عام 2004.
الصحافة الأمريكية: أوباما يواجه اتهامات بتقليص دور أمريكا فى الحرب على الإرهاب.. التعاون مع الميليشيات الشيعية يشير لتحول العلاقة بين واشنطن وطهران.. داعش يستخدم المواقع الاجتماعية لمخاطبة الأمريكيين
تزايد القلق الأمريكى من علاقة أوباما بالإخوان والتنظيمات الإرهابية.. نائب بارز بالكونجرس: 6 من كبار مستشاريه ينتمون للجماعة.. ومسئولة سابقة بالـCIA: التنظيم اخترق حكومة واشنطن.. وتحذيرات من تمدد نشاطه
الإثنين، 01 سبتمبر 2014 04:54 م
أوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أ.ل.
الإدارة الأمريكية منظمة إرهابية شيطانية مارقة