بالفيديو.. المتهمون فى أخطر شبكة تجارة أعضاء بشرية بالأزبكية: نحن ضحايا الفقر.. "أيمن": "بعت كليتى عشان أدخّل بنتى الطب"..و"رامى": قدرتى الجنسية أصبحت صفرا فقررت العمل فى هذا المجال لتحقيق ثروة تعوضنى

الفقر والجوع والجهل دفعهم إلى الاتجار بأجسادهم وجعلهم فريسة وصيدا سهلا لسماسرة الأعضاء البشرية الذين استحلوا أجسادهم لمصالحهم الشخصية متحايلين على القانون الذى يقر التبرع بالأعضاء بدون مقابل بشتى الطرق حتى يتمكنوا من فريستهم.

الحاجة والفقر دفع المتهمين الضحايا ليجوبوا الشوارع بحثا عن هؤلاء السماسرة ليبعوا أعضاءهم لعلهم ينجون من الفقر المدقع، بالإضافة إلى الأطباء الذين ماتت ضمائرهم بعد أن أقسموا يمين شرف المهنة على أن يكونوا رحماء بالفقراء لا أن يستحلوا دمائهم لتزيد ثرواتهم.

"اليوم السابع" التقى بالمتهمين داخل قسم شرطة الأزبكية وحاورهم إلا أن بعض المتهمين رفضوا الكلام أو حتى التصوير، ولكن بعد إقناعهم بالكلام لمصلحتهم تحدث ثلاثة من المتهمين معنا.

" أنا بعت كليتى عشان أدخّل بنتى كلية الطب واحققلها حلمها اللى بتحلم بيه طول عمرها، أنا راجل فقير على قد حالى هاعمل أيه وأجيب منين عشان أكمل لبنتى تعليمها، كان لازم أبيع حته من جسمى عشان بنتى اللى مليش غيرها ولو بعت كل جسمى مش خسارة فى بنتى".

بهذه الكلمات بدأ المتهم الضحية أيمن 50 سنة حديثه للــ"اليوم السابع" وقال إن ابنته حصلت على الثانوية العامة بمجموع كبير، وأن ابنته لديها طموح كبير أن تدخل كلية الطب ولكن الظروف الصعبة كادت أن تحيل بين تحقيق حلمها بدخول كلية الطب، مضيفا: "كان من الضرورى أن أفعل أى شىء حتى تصبح ابنتى طبيبة".

واستطرد أيمن أحد المتهمين فى القضية "متبرع": "تعرفت على أحد الأشخاص بإحدى المقاهى فى منطقة رمسيس وعلم بمشكلتى فحاول أن يساعدنى، فأخبرنى أن لديه صديقه يريد شخصا سليما يقوم بالتبرع بكليته لشخص مريض بالفشل الكلوى، مؤكدا لى أن هذا الأمر يعتبر لوجه الله قبل أى شىء، وأن الرجل الذى سيتم نقل الكلية له رصد مبلغا للشخص الذى سيتبرع له بكليته دون أن يكون هذا المبلغ كثمن للكلية بل مساعدة من المريض إلى المتبرع".

ويكمل أيمن: "لم أتردد تماما فى الموافقة على هذا الأمر"، موضحا أنه تقابل بعدها مع شخص يدعى "الحج أمين" والذى علم بعد ذلك أنه هو السمسار الكبير فى الموضوع واتفق معه على التبرع بكليته لأحد المرضى بالفشل الكلوى بعد أن وضع أمامه مبلغ 40 ألف جنيه.

وتابع أيمن: "اتفقا على كل شىء وحددنا موعدا لإجراء التحاليل اللازمة حتى يتأكدوا من سلامة كليتى، حيث تقابلت مع أحد الأطباء ويدعى "وليد" والذى قام بإجراء التحاليل والتى أثبتت أن كليتى سليمة تماما، ثم ذهبت إلى السجل المدنى لإجراء تنازل رسمى عن كليتى لصالح المريض بدون أى مقابل حتى يصبح الأمر طبيعيا وقانونيا، تم بعدها تحدد يوم العملية وأجريت لى داخل أحد المستشفيات الشهيرة بالقاهرة وتم نقل كليتى".

وذكر أيمن: بعد أن خرجت من المستشفى ذهبت إلى إحدى المقاهى فى منطقة رمسيس إلى صديقى ليعطينى المبلغ المتفق عليه ففوجئت برجال المباحث يقبضون علينا ويقتادوننا إلى القسم وأصبحت متهم دون أن أفعل شيئا.

ويناشد أيمن الضحية اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ووزير الصحة أن ينقذوا الشعب المصرى من هؤلاء المجرمين الذين لا دين لهم ولا ملة حتى لا يقع أى شخص آخر فى شباك هذه المافيا.

بينما يقول "رامى.م.ر" 37 سنة يعمل منادى على ميكروباص، إن قصته بدأت منذ 3 أعوام عقب ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث وأن صديقا له عرض عليه بيع كليته مقابل مبلغ مادى كبير، مضيفا أنه وبسبب مروره بظروف صعبة وضائقة مالية وافق على الفور دون أى تردد، وأن جميع الإجراءات الطبية والقانونية تم إنهاؤها بسرعة، وتم إجراء العلمية ونقلت كليتى وتقاضيت المبلغ المتفق عليه.

وأضاف رامى أنه بعد العملية تدهورت حالته الصحية تماما، موضحا أنه أصبح لا يستطيع الزواج بسبب عدم قدرته على الخلفة وذلك بعد العملية، وأنه لم يجد عملا أمامه بعد تدهور صحته سوى أن يكمل فى هذا الطريق ويصبح سمسارا هو الآخر حتى يستطيع أن يكون ثروة طائلة من هذا الأمر بدلا من صحته التى ضاعت على حد وصفه.

ويقول أحد المتهمين والذى رفض ذكر أسمه أو حتى تصويره إنه هو أيضا تم عمل التحاليل له ولكن وجد فى كليته حصوة فلم يتم إجراء العملية له، موضحا أن السمسار عرض عليه حلا آخر بدلا من كليته وهو أن يتبرع بفص من كبده مقابل مبلغ مالى أيضا، مشيرا إلى أنه تم القبض عليه قبل أن تتم العملية.

ويقول الرائد محمد رضا رئيس مباحث قسم شرطة الأزبكية إن العمليات تمت بمعرفة مجموعة من الأطباء داخل عدد من المستشفيات الشهيرة بالقاهرة، مضيفا أنه تم تحديد شخصية الأطباء الذين قاموا بإجراء العمليات، وجار تكثيف التحريات لضبطهم.

وذكر رضا فى تصريحات خاصة للـــ"اليوم السابع" أنه بالنسبة إلى المستشفيات التى تم إجراء العمليات بها فقد تم إخطار وزارة الصحة بأسماء هذه المستشفيات لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة معها.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى ورود معلومات لضباط مباحث قسم شرطة الأزبكية تفيد بقيام كل من "رامى.س.أ " 28 سنة عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة منشأة ناصر، والسابق اتهامه فى 3 قضايا والمحكوم فيها عليه بالسجن سنتين، و"السيد.أ.أ " 27 سنة بائع ومقيم إمبابة جيزة، والسابق اتهامه فى قضيتين والمحكوم فيهم بالسجن 3 سنوات، و"أحمد.ع.أ " 52 سنة عاطل ومقيم محافظة الإسكندرية، والسابق اتهامه فى القضية رقم 10505/2004 الدخيلة الإسكندرية سرقة، و"سعد.س.ص" 28 سنة عاطل، بتكوين تشكيل عصابى تخصص نشاطه فى استقطاب المواطنين لبيع أعضائهم البشرية (الكلى) مقابل مبالغ مالية، متخذين من إحدى المقاهى بشارع الألفى مكانًا لمزاولة نشاطهم غير المشروع. وبتكثيف التحريات تأكدت صحة المعلومات، وعلى الفور انتقل كل من الرائد محمد رضا إبراهيم، رئيس مباحث القسم، والنقيب إسلام سمير عبد العظيم، ضابط مباحث بالقسم، وبصحبتهم قوة أمنية، وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكنوا من ضبطهم وبصحبتهم كل من "أحمد.ر.ش " 36 سنة قهوجى، و"محمد.ف.م " 33 سنة نقاش (قاموا ببيع أعضائهم)، وبحوزتهم مبلغ 5 آلاف جنيه، وكذلك 2 إقرار موثق من الشهر العقارى يفيد بتبرعهم بكليتهما، بالإضافة إلى إيصال خاص بتحليلهما صادر من معمل المختبر، وهاتف محمول يحوى بداخله صورة تلك التحاليل، وعدد من بطاقات التحقيق الشخصية خاصة بمتبرعين آخرين. وبمواجهة المتهمين أمام اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اعترفوا بصحة ما ورد من معلومات وقيامهم باستقطاب المواطنين وتحريضهم على بيع أعضائهم البشرية نظير مبالغ مالية، وأضافوا بأن عمليات الاستئصال تتم بمعرفة عدد من الأطباء بمستشفيات شهيرة، وبسؤال الضحايا اعترفا باتفاقهما مع باقى المتهمين على بيع أعضائهما البشرية (الكلي) مقابل مبلغ مالى يتراوح من 35-40 ألف جنيه لكل منهما، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.






موضوعات متعلقة:
سقوط أكبر تشكيل عصابى للاتجار فى الأعضاء البشرية بالأزبكية.. ضبط المتهمين خلال استقطاب المواطنين لإقناعهم ببيع أعضائهم.. الضحايا: العمليات تتم فى مستشفيات شهيرة.. ونتلقى 25 ألف مقابل بيع الكلية الواحد

http://youm7.com/story/2014/8/31/%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7_%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1_%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84_%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%89_%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1_%D9%81%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B6%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D8%A8%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%B6/1843731#.VAS8IcWSzfI