تعرف معنى التواضع عندما تجلس مع الدكتور أنور مغيث، وتحدثه، يتمتع بعقل ثرى بالمعلومات، والثقافة، والإبداع، حصل على الدكتوراه من جامعة باريس، بأطروحة عن تلقى الماركسية فى مصر، وأثرى المكتبة العربية بترجمات لعدد من الكتب والأبحاث المهمة فى مجالات الفلسفة، ويشغل حاليًا منصب مدير المركز القومى للترجمة.
يجالس الدكتور أنور مغيث، هذه الأيام، كتاب "رسالة الفكر الحر.. تباريح الشباب"، للمفكر إسماعيل مظهر، ويجوب بنا بين طيات الكتاب، يشرحه ويحلله.
فيقول "مغيث"، إن كتاب "رسالة الفكر الحر.. تباريح الشباب" كتاب نادر جدًا، للمفكر إسماعيل مظهر، ويعتبر أحد رواد النهضة العلمية المعاصرة فى مصر والعالم العربى، وأحد رواد الفكر والعلم والترجمة، وكتب كثير امن الموسوعات والقواميس.
ويتابع "مغيث"، أن هذا الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية، يحكى فيه إسماعيل مظهر عن تربيته ونشأته، وهو من أغرب الكتب عن السيرة الذاتية، لأنه نشأ فى أسرة أرستقراطية من أصول تركية، فكان يعيش فى قصر ملىء بالعبيد والجوارى، بل هو نفسه، عندما أصبح عمره 6 سنوات، أهداه أبوه جاريه، فكان جو أسرته عجيب جدًا.
ويسرد "مغيث"، أن الميزة هو أنه بنفسه يعرض لهذا الجو فى سيرته، ليس بنوع من الحنين، ولا التمجيد، لكن بنظرة نقدية، يدين فيها استعباد الإنسان، والعنف المتولد عن الاستبداد والعبودية.
ويقول "مغيث"، إن الكتاب يدين ما حدث لإسماعيل مظهر فى حياته، ويستنكرها، ويذكر "مظهر" كيف كانت أمه تعالجه بالخرافة، ويضع شرحًا للجو السحرى الذى كن يعيش فيه، مما يجعلنا ونحن نقرأ الكتاب، كأننا نعيش أجواء قصص ألف ليلة وليلة.
ويؤكد "مغيث" على أن الكتاب برغم أنه كتاب أدبى، إلا أنه يعتبر صرخة نداء إلى ضرورة التوجه للحداثة، مشيرًا إلى أنه كتبه فى الفترة مابين العقدين الأخيرين من القرن 19.
"تباريح الشباب"، كتاب فريد حقًا، يحكى فيه إسماعيل مظهر عن طفولته المبكرة وصباه وشبابه، حيث كان يعيش فى أرجاء قصر حافل بالخدم والحشم والعبيد، وأجواء عائلية متشابكة تعكس معها ثقافات شرقية، وموروثات قديمة تفتح وعى الكاتب عليها وهو لا يزال طفل صغير.
وربما كانت هذه الأجواء الخاصة التى عاش الكاتب فى غمارها حافزًا قويًا له لخوض رحلة التنوير التى عاركها طوال سنوات حياته، فالكتاب أشبه فى الحقيقة بحكايات ألف ليلة وليلة، مملوء بالقصص العجائبية العذبة التى تجعلك مشدوهًا ومبهورًا بكل تلك التفاصيل الصغيرة التى التقطها قلمه الموهوب.
ويقول عنه ابنه جلال فى مقدمة كتابه "رسالة الفكر الحر" أنه كان ناقدًا ومفكرًا ومصلحًا اجتماعيًا، وأن أفكاره دارت حول معنيين الحرية الفردية والمثل الأعلى، وأنه كان مخلصًا دفع كل شىء، ماله وأعصابه وجهوده، وأن أهم مواقفه دعوته 1929 إلى تكوين حزب اجتماعى سماه "حزب الفلاح" أو "حزب العمال والفلاحين"، لأن الريف عنده هو مصر، ومصر هى الريف.
موضوعات متعلقة :
يقرأون الآن.. الفائز بـ"البوكر" الكويتى سعود السنعوسى يعيش مع "لا تقصص رؤياك".. رواية مزعجة لا تجامل ولا تلطف الواقع عبر قصة حب غامضة تكشف معاناة السجون وتسأل: أين العدالة؟!
يقرأون الآن.. أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة يجالس إسماعيل مظهر ويتعرف على "تباريح الشباب" وحياته المحاطة بالخدم والجوارى.. ويكتشف علاج أسرته له بالخرافة والسحر
السبت، 09 أغسطس 2014 07:04 م