المكتبة المركزية بجامعة القاهرة رمز من رموز الثقافة والعلم فى مصر، ففى 20 مايو 1908 م صدقت الجمعية العمومية للمكتتبين فى مشروع الجامعة المصرية بإجماع الآراء على قانون الجامعة النظامية.
تولى الأمير أحمد فؤاد رئاسة الجامعة وسعى لدى الخديوى فى 21 ديسمبر عام 1908م لافتتاح الجامعة فى احتفال عظيم، ولم تقف جهوده عند حد إدارة الجامعة وتنظيم المحاضرات والمناهج وتمهيد السبيل لزيادة موارد الجامعة، بل أنشأ لها مكتبة كلها أو جلها منسوبة له إثر علاقاته المتينة بالبيوت المالكة فى أوروبا والجمعيات العلمية، وجاءت كلمته الشهيرة لتخلد موقفه: "إنه لا غنى لنا عن مكتبة جامعية هى لنا بمثابة المعامل لكلية العلوم ولا يخفى أن مواردنا لا تزال ضئيلة فليس لنا إذاً إلا الدعاية لهذا المشروع".
وفى إبريل عام 1931 شيدت الجامعة مكتبتها المركزية داخل حرم الجامعة وافتتحت رسمياً فى 27 فبراير سنة 1932 وانفردت المكتبة المركزية بجامعة القاهرة منذ تأسيسها بسمات خاصة وظروف، ربما لم تتح لغيرها إذ توالت عليها الهبات والهدايا من الهيئات العلمية فى الداخل والخارج، وتلقت مجموعات كبيرة وقيمة من الكتب المطبوعة والمخطوطات والدوريات العربية والأجنبية والخرائط والنقود الأثرية والمعاجم والموسوعات والمراجع العامة والمتخصصة.
كما حصلت على مجموعات من الكتب النفيسة والنادرة ذات القيمة العلمية، وكان ذلك عن طريق الإهداء والشراء ومن المجموعات الثمينة والمتميزة التى اقتنتها المكتبة المركزية، مجموعة الأمير إبراهيم حلمى، وهى مجموعة تاريخية لها قيمتها الخاصة لكل باحث فى تاريخ مصر والسودان ووادى النيل بل وتاريخ الشرق أجمع وتضم الكثير من المصادر النادرة ذات التجليد الفاخر.
وكذلك مجموعة الأمير كمال الدين حسين التى أهديت إلى الجامعة وأغلبها فى الأدب والجغرافيا والرحلات، كما أثرت رصيدها بشراء مجموعات العلماء المستشرقين كمجموعات العالم المستشرق "زيبولد" وأستاذ الآثار "بونكر" والدكتور "ماكس ماير هوف" الذى تتميز مجموعته بما تضمه من المخطوطات العربية فى تاريخ الطب والعلوم الطبية، ومجموعة المرحوم أحمد طلعت التى تحتوى على عدد كبير من المخطوطات العربية والفارسية والتركية ومجموعة الدكتور محمد عسكر التى تشتمل على الكثير من المراجع العربية الأساسية كالمعاجم وكتب الطب والتاريخ والآداب والعلوم الدينية، كما أهديت للمكتبة مجموعات عديدة ومؤلفات نفيسة باللغات المختلفة من أشهرها كتاب وصف مصر الذى وضعه علماء الحملة الفرنسية.
وفى 29 يناير 2008 تم إفتتاح المكتبة المركزية الجديدة بحضور سوزان مبارك قرينة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وقد وجهت دعوة لخريجى الجامعة فى مصر والعالم العربى للتبرع لاستكمال المشروعات التى تقوم بها الجامعة مثل مركز التوثيق والمخطوطات.
وتستمد مكتبة الجامعة وأهدافها من المؤسسة التعليمية التابعة لها، كما يعتمد نجاح الجامعة فى أداء رسالتها على صلاحية مكتباتها، حيث تقع عليها مسئولية العملية التعليمية والبحثية بالجامعة، ورسالة المكتبة هى جزء لا يتجزأ من رسالة الجامعة التى تتركز فى التعليم، والبحث وخدمة المجتمع فهى التى تساعد الطالب والباحث والأستاذ على أداء مهمته، وهى التى توفر لهم مصادر المعلومات المختلفة وتقوم بتنظيمها وحفظها وصيانتها، كما يقع على عاتقها مهمة إرشاد وتعليم المستفيدين كيفية الوصول إلى أوعية المعلومات وكيفية الاستفادة منها.
وتحتل مكتبة الجامعة – كمصدر للمعلومات – المكان والمركز الأول للجامعة فهى تخدم كل وظائفها التعليمية والبحثية وتساعد على خلق آفاق جديدة فى العلم والمعرفة عبر الأجيال فهى تربط بين الماضى والحاضر بجسر من الاستمرار.
وبجانب الدور التعليمى والبحثى لمكتبة الجامعة يأتى دورها التربوى فى تنمية القدرات والملكات، وتعد مكتبة الجامعة مركز الإشعاع الذى ينطلق منه مختلف الأنشطة تبعا لما تحتويه من كنوز العلم والمعرفة وتبعا لما تقدمه لروادها من خدمات تساعدهم على تحقيق أهدافهم وآمالهم وتطلعاتهم للمستقبل.
ويوجد بالمكتبة مجموعات من المسكوكات القيمة التى أهداها "مسيو داتارى" وهى تشتمل على مجموعة من النقود الأثرية من العصرين اليونانى والرومانى وهى أتم مجموعة فى بابها بعد مجموعة المتحف البريطانى، ولا تزال الهدايا مستمرة حتى وقتنا هذا من علماء أجلاء وشخصيات متميزة.
وتنقسم المكتبة المركزية لمجموعة من الإدارت:
أولا: إدارة التزويد:
تقوم باختيار وشراء وتسجيل الكتب والمراجع العربية والأجنبية للمكتبة المركزية للجامعة من أجل تنمية رصيدها عن طريق الشراء أو التبادل أو الإهداء، كما تقوم بشراء الدورات العلمية لجميع كليات ومعاهد الجامعة وتبادل مطبوعات الجامعة والهيئات العلمية ومراكز البحوث بالداخل والخارج.
ثانيا : إدارة الفهارس:
تتولى إدارة الفهارس المعالجة الفنية للمواد المكتبية التى ترد للمكتبة وتطبق الإدارة قواعد الفهرسة الانجلو أمريكية، وخطة مكتبة الكونجرس فى التصنيف فى تنظيم مجموعاتها.
ثالثا: إدارة التوثيق:
تم إنشاء هذه الإدارة لمواكبة التطورات التكنولوجية واستخدامها فى عمليات حفظ واسترجاع المعلومات، وتتولى تصوير الرسائل العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراه الممنوحة من جامعة القاهرة على الميكروفيلم، وتصدر قوائم ببليوجرافية بالرسائل التى قامت بتصويرها، كما تصدر قوائم ببليوجرافية موضوعية للهيئات العلمية بناء على رغبتها كما تقدم خدمات التصوير وعمليات الطبع والتجليد وصيانة مقتنيات المكتبة.
رابعا: إدارة المتابعة الفنية:
تقوم بتسجيل وفهرسة الرسائل الجامعية المجازة من جامعة القاهرة وإعداد الفهارس اللازمة لاسترجاعها.
خامسا: إدارة متابعة وتنفيذ التوصيات:
تقوم بمتابعة وتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة من مجلس الجامعة، وتشرف على برامج تنمية قدرات العاملين وإعداد التقارير والإحصاءات.
سادسا: إدارة مكتبات الكليات والمعاهد:
تقوم بالإشراف الفنى على مكتبات الكليات والمعاهد وتشرف على عمليات الجرد بهذه المكتبات.
سابعا: إدارة الشئون الإدارية:
تقوم بالعمليات والإجراءات المتصلة بشئون العاملين من حيث استحقاقاتها وترقياتهم وإجازاتهم ... الخ.
ثامنا: إدارة الشئون المالية:
تتولى هذه الإدارة جميع إجراءات الحسابات والميزانية، ويتبعها قسم مطبوعات الجامعة الذى يتولى بيع المطبوعات للطلبة والباحثين بتخفيضات تصل إلى 25% من قيمتها، كما أنه مصدر للتبادل مع الهيئات الأخرى.
تاسعا: إدارة المشروعات:
تتولى هذه الإدارة تجديد وصيانة فهرس المكتبة المركزية ويستعان بها فى تطوير وتحديث فهارس بعض مكتبات الكليات والمعاهد.
عاشرا: إدارة الإعارة والمراجع:
تقوم الإدارة بتيسير البحث والإطلاع على كنوز المعرفة التى تقتنيها المكتبة والإجابة عن استفسارات المستفيدين وإرشادهم، كذلك إتاحة الاطلاع الداخلى من خلال قاعات متخصصة فى فروع المعرفة.
وقد رتبت الكتب والمراجع بها على أساس موضوعى، وتفتح القاعات أبوابها للباحثين من التاسعة صباحا حتى السادسة مساءً أثناء العام الدراسى ومن التاسعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر أثناء العطلة الصيفية، وتلك القاعات هى:-
1- قاعات اللغات والآداب الأوربية.
2- قاعات كتب التراث والدراسات الإسلامية والمصادر والمراجع الأساسية فى الدراسات الشرقية.
3- قاعة الدراسات الإنسانية.
4-قاعة الرسائل الجامعية.
5-قاعة المراجع والدوريات.
6-قاعة السمعيات للمكفوفين.
مراحل تطور ، المكتبة المركزية ، جامعة القاهرة، هبات، هدايا، الكتب المطبوعة، المخطوطات
موضوعات متعلقة ..
الخميس المقبل.. ندوة عن تاريخ قناة السويس فى 100 عام بجامعة القاهرة
ننشر مراحل تطور المكتبة المركزية بجامعة القاهرة.. توالت عليها الهبات والهدايا منذ إنشائها من الهيئات العلمية فى الداخل والخارج.. تلقت مجموعات كبيرة من الكتب المطبوعة والمخطوطات
السبت، 09 أغسطس 2014 02:04 م
ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة