"سأصير يوما ما أريد.. هكذا تمنى دوما، لا شىء يعجبنى".. هكذا رفض الواقع، أنا لست لى.. هكذا أهدى نفسه للحبيب، انتظرها.. هكذا وعدها، أنا العاشق سئ الحظ.. هكذا فضح أمره، على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. هكذا تمنى أن تطول علاقته بالدنيا.. لكنها لم تستمر.. وكأنه لم يكن.
"يطير الحمام.. يحط الحمام".. حلق "درويش" فى عالمنا منذ 1941، وحط خطاه على الأرض مغادرا دنيانا عام 2008، بعد صراعا مع المرض.. هو العاشق سيئ الحظ كما كان يصف نفسه، وهو الذى يكلفه الحب ما لا يحب كما قال عن نفسه فى إحدى أروع قصائده "يطير الحمام".. هو المطارد دوما بالقضية التى منحته الكثير وسلبت منه أكثر، فمحمود درويش هو شاعر المقاومة كما يحلو للبعض أن يلقبه..
هو ضحية المقاومة التى أسرته ولم يستطع الفكاك منها، فقد اعتاد الناس سماع صوت فلسطين على لسانه، وكلما قال كلمة حب حولها النقاد إلى حب الوطن، وإذا تغزل فى أنثى ظنها النقاد فلسطين، وإن وصف معركة عاطفية تخيلوا أن الشفاه قنابل والذراعان مخيم والعيون جهاز ترقب، وخفقان القلب جهاز تتبع.
اليوم تمر الذكرى السادسة لرحيل شاعر العربية الأكبر الذى عانى من عمى النقاد عن صوته الحقيقى بين قصائده، وفى الحقيقة فإنه من المستحيل أن نعزل القضية الفلسطينية عن محمود درويش وشعره، لأنها هيمنت عليه وتوغلت فى حياته ووجدانه بشكل كبير، لكن يستحيل أيضا تخيل أن محمود درويش لم يعش إلا للقضية الفلسطينية، ولم يقدم للإنسانية سوى معاناة الشعب الفلسطينى دون أن يتحدث عن معاناته، وهنا نحاول أن نكتشف محمود درويش شاعرا فى الحب، بعد أن أجهدته الحرب.
موضوعات متعلقة :
فى ذكرى رحيله السادسة.. أشهر قصائد الحب عند محمود درويش
فى ذكرى رحيله.. أجمل 10 قصائد "حب" لمحمود درويش
"درويش".. العاشق سىء الحظ..تزوج مرتين وأحب يهودية وفرقتهما الحرب
مثقفون: "عصافير بلا أجنحة وحالة حصار" قصائد الحب المظلومة لـ"درويش"
مثقفون: عشق "درويش" لـ"ريتا اليهودية" لن يؤثر على صورته كشاعر المقاومة
الناقد أحمد حسن: السياسيون والنقاد سجنوا درويش فى القضية الفلسطينية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة