أكثر ما يؤلمنا أحيانًا العشق من غير طائل، والأمل الخادع بأن البُعد والفراق لن يكون نهاية محتومة، والشاعر الفلسطينى محمود درويش الذى وقع أسيرًا فى حب فتاة يهودية، ثم صارت مجندة فى الجيش الإسرائيلى، دفعه لكتابة قصيدته "ريتا والبندقية" كاشفًا فيها أن ما يحول بينه وبين محبوبته هى إسرائيل، إلا أنه برغم ذلك لم يستطع التخلص من حبها.
ومنذ أقل من ثلاثة شهور، ظهرت "تمارى بن عامى" وأفصحت عن كونها "ريتا" معشوقة محمود درويش، وقالت إن بداية علاقتها بدرويش بدأت بعد رقصة أدتها فى مقر الحزب الشيوعى الإسرائيلى.
والسؤال الذى طرح نفسه فى ظل ما تمر به غزة من أحداث، هل يظل الاحتفال بدرويش ككل عام، ولن تتأثر ذكرى محمود درويش، أم أنها ستظل مسألة غير مؤثرة سلبيًا على شاعر اعتبر رمزًا للمقاومة الفلسطينية.
الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، قال، لا أظن أن يكون هناك تأثير سلبى على شاعر كبير مثل محمود درويش بسبب قصة حُب وقع فيها، خصوصًا أنه كان شاعرًا يعيش فى مجتمع مختلط، يضم العرب الفلسطينين أصحاب الأرض، ويضم أيضًا الإسرائيليين المهاجرين المحتلين.
وأضاف "حجازى"، أن هؤلاء المهاجرون، ليس كلهم شياطين، وقد نجد بعضهم إسرائيليون يريدون أن يعيشوا فى سلام مع الفلسطينين، وليس كل الإسرائيلين نتنياهو أو سواه من الأشرار المتحوشين الذين نراهم الآن يصنعون ما يصنعونه فى غزة.
وأوضح "حجازى"، أنه فى ظنى أن وقوع درويش فى حب فتاة يهودية لا يمكن أن يشكل خطأ، فهو أحب "ريتا" قبل أن تصبح مجندة فى الجيش الإسرائيلى، ولا شك أنه بعدها أصبحت تحمل سلاحًا ضد الفلسطينين، وهنا الأمر اختلف، ولا شك أنه افترق عنها.
وقال الشاعر إبراهيم داوود، إن الشاعر محمود درويش شخص فوق الشبهات، وقد تابعت بنفسى حكاية ظهور "ريتا" واندهشت من الإعلام الذى اعتبر هذا موضوع مسىء لدرويش.
وأضاف "داوود"، أن المقاومين فى غزة حافظين أشعاره، ويرددونها ويصبرون أنفسهم بها، فكيف تؤثر حكاية مثل "حكاية ريتا" على شاعر كبير وأخلص لوطنه مثله، ولذلك أتمنى أن يحتفى الإعلام المصريى بذكرى وفاة درويش احتفالًا يليق بقامة مثله.
وأكد "داوود" على أن الاحتفال بدرويش، هو احتفال بالقضية الفلسطينة، حتى أذكر أن وفاته كانت فى مشهد مأساوى بعدما علم بحدوث صدام بين فتح وحماس.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، إن مكانة دوريش الشعرية لا يمكن أن تتأثر بتجربته مع "ريتا"، ولا بأى تجربة أخرى من تجاربه.
وأضاف "حمودة"، أنه فيما يتعلق بعلاقته مع "ريتا"، فقد كتب عنها درويش أكثر من قصيدة، منها "ريتا والبندقية، وشتاء ريتا الطويل"، وتفاصيل حكاياتها التى عُرفت منذ فترة قصيرة، ومنها أنها يهودية من أم روسية وأب بولاندى، وأنها كانت تعمل راقصة، إلى أخره كلها تفاصيل غير مهمة.
وأوضح "حمودة"، أن المهم هو أن علاقة درويش بها كانت علاقة محكومة بفشلها، أو محكومة بالبندقية التى تقف حائلاً بينهما، كما عبر درويش فى قصيدته "ريتا والبندقية"، والتى قال فى مطلعها "بين ريتا وعيونى بندقية"، وكان يقصد بالبندقية هنا إسرائيل.
وأشار "حمودة"، أنه قد جمع بين درويش وريتا ما جمع، ومن ذلك عضويتهما المشتركة فى الحزب الشيوعى الإسرائيلى، ثم فرق بينهما ما فرق، ومن ذلك ارتباطها بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، عندما التحقت بسلاح البحرية الإسرائيلى؛ وهذه القصة، بالتالى، واحدة من قصص كثيرة، تدور فى نطاق الاختلاف بين من ينتمى للبلد المحتل، ومن ينتمى للاحتلال.
وأكد "حمودة" على أن درويش عاش هذه التجربة وعبر عنها بأمانة، وانفصل عن "ريتا" عندما اتضح له أسباب الانفصال، ولا علاقة بهذه التجربة بمكانة محمود درويش.
محمود درويش ، أحمد عبد المعطى حجازى ، إبراهيم داوود
عدد الردود 0
بواسطة:
عامر الصفدي ... حيفا
ظلت جاسوسة اسرائيلية حتى بعد خدمتها في الجيش الاسرائيلي وظل على تواصل معها في التسعينات
الفلسطينيون ينظرون الى ( تمار بن عامي= ريتا محمود درويش ) بصفتها ( جاسوسة اسرائيلية) لأنه ظل يلاحقها حتى بعد أنهت خدمتها في الجيش الاسرائيلي وكان يزورها في برلين في السبعينات والثمانينات.