فى انتخابات محسومة مقدما لصالح رجب طيب أردوغان، تشهد تركيا غدا، الأحد لأول مرة فى تاريخها انتخابات رئاسية بعد أن كان يتم انتخاب رئيس البلاد عن طريق البرلمان وفق التعديلات الدستورية التى جرت عام 2010، وتفتح فيها صناديق الاقتراع أمام الشعب وستوجه الناخبون الأتراك بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم العرقية والحزبية إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس جديد للبلاد يحكمهم الفترة القادمة فى ظل تجاذبات سياسية واحتقان سياسى غير مسبوق لم تعرفها تركيا منذ سنوات.
ويختار الأتراك بين 3 مرشحين وهما: أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامى السابق، المرشح التوافقى لحزبى الشعب الجمهورى والحركة القومية المعارضين، وصلاح الدين دميرطاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد، فضلاً عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان؛ الذى رشحه حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقبل ساعات من بدء العملية الانتخابية انتقد أكمل الدين إحسان أوغلو بشدة سياسة بلاده تجاه العالم العربى، وقال إن بلاده ضربت عرض الحائط بسياسات الحياد حيال أزمات المنطقة التى كانت تتبعها، متعهدًا فى حال فوزه بهذه الانتخابات العمل على إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية إلى أفضل أحوالها، معتبرًا التفاهم مع المملكة معناه استقرار المنطقة أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
وأعرب عن ثقته فى أن نصف الشعب التركى على الأقل يؤيده، وأن الكثير من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم سوف يصوتون له، بدلاً من التصويت لأردوغان رئيس الحكومة ومرشح الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" والذى اتهمه إحسان أوغلو بأنه المسئول عن "تدنى الخطاب السياسى" فى البلاد.
ووجه إحسان أوغلو انتقادات شديدة لسياسة "تكميم الأفواه" التى تعتمدها الحكومة، متحدثًا عن خوف كبير لدى الناس يمنعهم من الشكوى، ومحذرًا من تحول البلاد إلى نظام حكم الشخص الواحد فى ظل أردوغان "الذى يعد أن العمل السياسى حق حصرى له".
ووفقا استطلاعا للرأى نشرته سكاى نيوز العربية فأن دميرتاش لن يحصل فى أفضل الأحوال على أكثر من 10% من أصوات الأتراك، لكنه صاغ برنامجا قائما على تسوية واحدة من أهم القضايا فى تركيا فى العقود، الأخيرة، وهى القضية الكردية.
ووفقا لتقرير سكاى نيوز، فإن دميرتاش لا يخفى مساندته ودعمه للأكراد منذ زمن بعيد، وقال قبيل الانتخابات، إنه "يسعى ليضمن للأكراد ممارسة الحقوق التى حرموا منها ومحاربة الظلم الذى تعرضوا له" على حد تعبيره، ويعتمد على كونه المرشح الأكثر ليبرالية بين الثلاثة، والأكثر إصرارا على تعزيز حقوق المرأة والأقليات.
وفى المقابل، يستخدم أردوغان كلمات فضفاضة مثل "القضاء على الإرهاب"، و"تطوير الديمقراطية"، وذلك حسب "وثيقة الرؤية" التى أعلنها رئيس الوزراء، واعتبرت على نطاق كبير البرنامج الانتخابى له.
كما أن أوغلو لا يحبذ فكرة توسيع سلطات رئيس الجمهورية الجديد، ولا تغيير نظام الحكم فى البلاد إلى نظام شبه رئاسى، بل إن الأخير صرح بأنه يخوض الانتخابات الرئاسية مؤيدا للنظام البرلمانى، ويبنى برنامجه الانتخابى على أعمدة أهمها "المصالحة"، فهو يرى أن "تركيا بحاجة إلى السلام والهدوء، بعيدا عن الانقسامات"، ويعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه عن طريق "استبعاد سياسات التصعيد واستبدالها بسياسات الاحتواء".
كما يسعى أوغلو إلى سياسة خارجية تركية "أكثر انفتاحا" على العالم، إذ أنه انتقد بناء هذه العلاقات فى حقبة أردوغان على "أيديولوجيات وأفكار شخصية" حسب تصريح تلفزيونى له، كما أن ابتعاده عن عالم المال والأعمال نقطة تحسب له، فى مقابل تهم الفساد التى تلاحق أردوغان مؤخرا.
وصوت المقيمين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية التركية فى 26 يوليو الماضى، فى المعابر الحدودية البرية والمطارات والموانئ، للمواطنين الأتراك المقيمين خارج تركيا، الذين لن يكونوا فى بلدان إقامتهم خلال الفترة التى تفتح فيها صناديق الاقتراع فى السفارات التركية فى الخارج.
جاء ذلك فيما لّمح رجب طيب أردوغان إلى إمكانية تغيير النظام المعمول به فى تركيا من نظام برلمانى إلى نظام رئاسى، وقال خلال مشاركته فى برنامج "الأجندة الخاصة مع أردوغان" أن "الرئيس التركى الجديد الذى سيختاره الشعب بنفسه، بعد انتخابه سيصبح فى مكانة تجعله يتخذ قررا بشكل أقوى فى مسألة صلاحياته الدستورية، فقد يمكنه تغيير النظام فى تركيا من برلمانى إلى رئاسى، فهو الذى سيقرر هذا".
وأضاف رئيس الحكومة التركية قائلا: "وأنا أرى أن تركيا ستكون أفضل إذا ما انتقلت إلى النظام الرئاسى، وستكون مختلفة عن ذى قبل"، مشيرا إلى أنهم اقترحوا من قبل فكرة نظام نصفه رئاسى، والنصف الآخر برلمانى، ولكن المعارضة رفضت، على حد قوله.
موضوعات متعلقة
أردوغان يلمح إلى إمكانية تحويل النظام فى تركيا من برلمانى لرئاسى
تركيا تنتخب غدا رئيسها.. والمقعد محسوم لأردوغان.. وإحسان أوغلو ينتقد سياسة " تكميم الأفواه" ويؤكد: كثيرون من أنصار الحزب الحاكم سيصوتون لى بالرئاسة
السبت، 09 أغسطس 2014 12:49 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة