الناقد أحمد حسن: السياسيون والنقاد سجنوا درويش فى القضية الفلسطينية

السبت، 09 أغسطس 2014 07:49 م
الناقد أحمد حسن: السياسيون والنقاد سجنوا درويش فى القضية الفلسطينية الناقد أحمد حسن
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد والشاعر أحمد حسن، أنه على الرغم من أن محمود درويش، الذى تمر اليوم الذكرى السادسة لرحيله، كان من الشعراء الاستثنائيين الذين حققوا شهرة واسعة فى الشعر على مستوى الجماهير والنخب بأنماطهم المتنوعة فإنه ظل مظلوما بعض الشيء فى مسألتى السياسة والحب.

وأوضح أحمد حسن لـ"اليوم السابع" أن محمود درويش حينما حاول أن يتحرك بقصيدته بعيدًا عن دائرة القضية الفلسطينية ويكتب فى آفاق إنسانية وعاطفية رحبة كان جمهوره وكثير من النخب السياسية يقولون أنه بهذه الطريقة سينحرف عن مساره الأول.

ولذلك كتب "درويش" مقالته الشهيرة "ارحمونا من الحب القاسي" وظل هذا الهم ملازما له، ومؤرقاً لطموحه الشعرى حتى قبل وفاته بأشهر قليلة حين كتب قصيدته "يغتالنى النقاد" التى صدرت فى ديوانه أثر الفراشة المنشور عام 2009 أى بعد وفاته فى 2008 والتى يقول فيها:

يغتالنى النُقَّاد أَحياناً:
يريدون القصيدةَ ذاتَها
والاستعارة ذاتها...
فإذا مَشَيتُ على طريقٍ جانبى شارداً
قالوا: لقد خان الطريقَ
وإن عثرتُ على بلاغة عُشبَةٍ
قالوا: تخلَّى عن عناد السنديان
وإن رأيتُ الورد أصفرَ فى الربيع
تساءلوا: أَين الدمُ الوطنى فى أوراقهِ؟

وقال أحمد حسن، أما على مستوى السياسة فقد هُجم "درويش" كثيرًا بسبب خروجه من فلسطين فى أوائل السبعينيات، متوجهًا إلى الاتحاد السوفيتى ثم إلى القاهرة ثم إلى بيروت، وقد ردَّ على من اعتبروا خروجه من فلسطين متخليا عن القضية بأنه لا يشترط أن يظل فى الداخل حتى يكون منتميًا للوطن، وأن هذا الخروج سوف يتيح له فرصة أكبر للتعبير عن القضية والتواصل مع دوائر أوسع.

وأضاف "حسن" وعلى الرغم من هذا الموقف، لكن "درويش" ظل قريبًا من السلطة الفلسطينية ومستشارًا للرئيس الراحل ياسر عرفات بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1988، غير أنه خرج من دائرة السلطة واستقال من منصبه معترضًا على اتفاقية "أوسلو" وعلى التنازلات التى قدمها "عرفات" وكتب بعدها قصيدته الشهيرة "خلاف غير لغوى مع امرئ القيس"، حيث قام "درويش" فى هذه القصيدة بالربط بين "عرفات" و"امرئ القيس" الملك الضليل، من حيث الرهبة فى استعادة ملك لن يُستعاد، ويقول "درويش" فى هذه القصيدة:

أغلقوا المشهد
تاركين لنا فسحة للرجوع إلى غيرنا
ناقصين. صعدنا على شاشة السينما
باسمين, كما ينبغى أن نكون على
شاشة السينما, وارتجلنا كلاما أعد
لنا سلفاً، آسفين على فرصة
الشهداء الأخيرة. ثم انحنينا نسلم
أسماءنا للمشاة على الجانبين. وعدنا
إلى غدنا ناقصين..







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة