الجليس الصالح يهديك ويرشدك ويدلك على الخير، وترى منه المحامد والمحاسن وكله منافع وثمرات، أما الجليس الشرير فقد شبهه الرسول صلوات الله وسلامه عليه بنافخ الكير، يضر ويؤذى ويعدى بالأخلاق الرديئة، ويجلب السيرة المذمومة، وهو باعث الفساد والإضلال، ومحرك كل فتنة، وموقد نار العداوة والخصام.
وفى هذا الحديث الشريف دعوة إلى مجالسة الصالحين، وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم، وفيه النهى عن مجالسة أهل الشر والبدع والفجار الذين يجاهرون بارتكاب المنكرات، وشرب المسكرات والمخدرات، لأن القرين ينسب إلى قرينه وجليسه ويرتفع به وينحدر، وتهبط كرامته بدناءة من يجالسهم، ولقد تحدث القرآن الكريم عن قرناء السوء، وحذر منهم ومن مجالستهم، وأخبر أنهم سوء وندامة فى الدنيا والآخرة.
وإذا كان الجليس يقتدى ويهتدى بجليسه وبمجلسه فإن فى جلوس الإنسان التقى البعيد عن المآثم والشبهات فى مجالس الإفك والشرب وتعاطى المخدرات يؤذيه ويرديه فى الدنيا بالمهانة، وانتزاع المهابة عند عارفيه من أقارب وأصدقاء لأن المخدرات فيها مضار دينية ودنيوية فهى تورث الفكرة، وتعرض البدن لحدوث الأمراض، وتورث النسيان وتصدع الرأس وتورث موت الفجاءة، واختلال العقل وفساده والسل والقىء وفساد الفكر وإفشاء السر، وذهاب الحياء، وكثرة المراء وانعدام المروءة، وكشف العورة وعدم الغيرة، وإتلاف الكسب، ومجالسة إبليس، وترك الصلاة والوقوع فى المحرمات، واحتراق الدم وصفرة الأسنان، وثقب الكبد، وعشاء العين والكسل والفشل.
وتعيد العزيز ذليلا والصحيح عليلا، إن أكل لا يشبع، وإن أعطى لا يقنع ومن هنا كان على الإنسان أن ينأى عن مجالس الشرب المحرم خمراً سائلا، أو مخدرات مطعومة، أو مشروبة، أو مشمومة، فإنها مجالس الفسق والفساد وإضاعة الصحة والمال، وعاقبها الندم فى الدنيا والآخرة : بل إن مصاحبة هؤلاء المارقين على الدين الذين يتعاطون هذه المهلكات إثم كبير لأن الله قد غضب عليهم وعلى مجالسهم . وهؤلاء قد استغرقوا فى مجالسهم المحرمة المليئة بالآثام فالجلوس معهم مشاركة فيما يرتكبون، ومودة معهم مع أنهم غير جديرين بهذه المودة لعصيانهم أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واستباحتهم ما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أولئك حزب الشيطان من جلس معهم فقد رضى بمنكرهم وأقر فعلهم، والمؤمن الحق مأمور بإزالة الباطل متى استطاع وبالوسيلة المشروعة، فإن لم يستطع فعليه بالابتعاد عن مجالس المنكرات . فيبين للناس أثارها المدمرة لنفس الإنسان وماله، ومن الأمر بالمعروف إبلاغ السلطات بأوكار تجارها ومتعاطيها، فالتستر على الجريمة إثم وجريمة فى حق الأمة وإشاعة للفحشاء فيها، وجميع الأفراد مطالبون بالأمر بالمعروف وبالإرشاد عن مرتكبى هذه المنكرات ومروجى المخدرات، إذ هى النصيحة التى أمر بها الرسول صلوات الله عليه فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن تميم الدارى: (الدين النصيحة). قاله ثلاثاً: قال: قلنا لمن يارسول الله قال : (لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
أما آن لنا أن نجعل هذا الحكم نافذاً فى مجتمعنا حماية لأولادنا ونسائنا أولاً وأخيراً طاعة لربنا، وفق الله الجميع للتمسك بدينه والعمل بشريعته.
فوزى فهمى غنيم يكتب: الجليس الصالح والجليس الشرير
الخميس، 07 أغسطس 2014 08:10 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة