فلسطين باتت رقعتين فى ثوب العروبة الممزق، بينما كانت قديمًا إحدى عواصم الخلافة الإسلامية عندما تم فتحها فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه فى العام السادس عشر للهجرة، وقد تم تأكيد السيطرة العربية الإسلامية على فلسطين حتى وقعت الحروب الصليبية فى أواخر القرن الحادى عشر وعبر القرن الثالث عشر.
وأكد الفتح الإسلامى مكانة القدس والمسجد الأقصى فى الإسلام كما فى المسيحية واليهودية، وقد سمح لليهود بزيارة وممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة فى القدس من قبل الخليفة عمر بعد ما يقارب ٥٠٠ سنة من طردهم من الأراضى المقدسة من قبل الرومان، وفى عهد صلاح الدين الأيوبى تمت استعادة مدينة القدس من يد الصليبيين بعد أن هزمهم فى معركة حطين عام ١١٨٧ميلادية شر هزيمة، ثم بدأت الأطماع الإسرائيلية فى العصر الحديث فى عام ١٨٩٧ ميلادى (المؤتمر الصهيونى الأول)، حيث نشأت الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين والاستيطان فيها وقد مرت المنطقة العربية بنزاعات وصراعات بعد أن تبنت بريطانيا وعد بلفور عام ١٩١٧م الذى بموجبه تم ترحيل اليهود من أوروبا إلى فلسطين تمهيدًا لمولد دولة إسرائيل وتم اغتصاب الأراضى الفلسطينية تارة بالترغيب وتارة بالترهيب حتى أصبح الفلسطينيون غرباء فى أوطانهم ودخل العرب عدة حروب من أجل التحرير بداية من حرب ١٩٤٨م مرورًا بالعدوان الثلاثى ١٩٥٦م ثم نكسة ١٩٦٧م حتى حرب أكتوبر ١٩٧٣م وجميعها فشل فى تحرير أرض فلسطين من يد اليهود.
فمن قوة إلى ضعف ومن ضعف إلى ضعف أكبر حتى أصبحت فلسطين مرآة الأمة تعكس الصورة الحقيقية لحال الأمة العربية دون زيف ودون تزوير.
