يعد كل من حلمى الجزار عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، وعبد المنعم عبد المقصود محمد من الشخصيات المعتدلة، المحسوبة على التيار الإصلاحى داخل الإخوان، وتواجدهم بجانب محمد على بشر القيادى بالجماعة يشكل تيارا ضاغطا على المجموعة القطبية التى تسير نحو نهج التصعيد، بجانب أنهم يميلون إلى التفاوض، وهو ما ينذر بصراع داخل أروقة الجماعة خلال الفترة المقبلة.
وتقول مصادر مقربة من جماعة الإخوان إنه بمجرد خروج حلمى الجزار، وعبد المنعم عبد المقصود من السجن، سيتولون ملفهم داخل الجماعة، وتوقعت المصادر أن يساهم كل منهم فى إقناع القيادات البارزة فى مكتب الإرشاد بالتفاوض خلال الفترة المقبلة.
وأضافت المصادر أن كل قيادى من القيادات التى سيتم الإفراج عنها سوف يتولى الملف الذى كان يتولاه قبل القبض عليه، وأن حلمى الجزار شخصية تميل للتفاوض، وليس التصعيد، وهو ما قد يحدث صراع داخل الجماعة بين القيادات التى ترفض التصعيد، وبين قيادات الخارج التى تتبنى خطابا تحريضيا.
من جانبه قال محمد الدماطى المتحدث باسم هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان، إن كلا من حلمى الجزار وعبد المنعم عبد المقصود غير مدانين فى أى قضية أخرى، وبالتالى فإنه بمجرد دفع الكفالة يتم إخلاء سبيلهم فى قضية بين السرايات.
وأضاف الدماطى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك مفاوضات تجرى بين فريق الدفاع، وبين النيابة، من أجل عدم دفع الكفالة لعدم مقدرة كل من الجزار وعبد المقصود دفعها، مشيرا إلى أن هيئة الدفاع ستتقدم بتظلم على كفالة 100 ألف جنيه.
وأشار الدماطى إلى أنه يمكن تقسيط هذه الكفالة، إلا أن أقصى مدة للتقسيط هى 4 شهور، كاشفا أن هيئة الدفاع ستزور المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة لبحث إجراءات إخلاء سبيل حلمى الجزار وعبد المنعم عبد المقصود ومحمد العمدة.
وبدوره قال محمد السيسى عضو الهيئة القانونية لجماعة الإخوان، إن عبد المنعم عبد المقصود سيتولى ملف الهيئة القانونية لجماعة الإخوان عقب إخلاء سبيله، مشيرا إلى أن أى قيادى يفرج عنه يتولى نفس الملف الذى كان يتولاه داخل الجماعة قبل القبض عليه، موضحا أن مكتب عبد المقصود ما زال يعمل حتى الآن.
أما الدكتور كمال حبيب الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، فيقول إن كلا من حلمى الجزار وعبد المنعم عبد المقصود من المعتدلين داخل الإخوان وينتمون لمدرسة إصلاحية وعبد المنعم فى النهاية محامٍ، ومحمد العمدة لم يكن إخوانيا وإن كان متحمسا لهم ولكن يعتبر حلمى الجزار من القيادات الكبرى التى تخرج من السجن من الإخوان.
وأضاف حبيب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك احتمالات أخرى أن يكون ذلك فى سياق تقوية جبهة التيار المفاوض الإصلاحى بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، بيد أنه من الاستعجال القول إن الجماعة ستطور حالتها نحو حالة انتخابية للبرلمان القادم، والمؤكد أن خروج حلمى الجزار وعبد المنعم عبد المقصود سيقوى التيار المفاوض داخل الجماعة.
وأشار حبيب إلى أن الجزار من الشخصيات المعتدلة والودودة وهو من المؤثرين فى الجماعة بلا شك، ولكن قدرته على خلق رأى عام يتوجه للمصالحة بدون توافق مع قيادات الجماعة الأخرى فى السجن وفى الخارج كمحمود عزت وخيرت الشاطر يبدو صعبا.
ويؤكد وحيد عبد المجيد الخبير السياسى أن لا أحد داخل جماعة الإخوان فى الوقت الحالى يمتلك قرار شامل داخل الجماعة، لأن حالة اللا مركزية تسيطر على الإخوان، والعلاقة بين قياداته وقواعده تنحصر فى التوجهات العامة، موضحا أن قيادات الصف الأول والثانى لم تعد قادرة على معرفة ما يحدث داخل التنظيم.
وأضاف عبد المجيد أن هذا الوضع سيستمر لفترة حتى تطرح رؤية جديدة من قبل مجموعة من القيادات يدور حولها حوار فى أوساط التنظيم ويتم الاتفاق على عمل مراجعات فى عدد من الأفكار التى يتبناها التنظيم.
موضوعات متعلقة:
"يقرأون الآن" كمال الهلباوى.. يعيش وسط كتب الفقه والسنة.. ويستعين برسائل حسن البنا للرد على تطرف الإخوان.. ويبحث عن الجديد فى كتب التفكر فى الكون واكتشاف الأجرام السماوية
خبراء: إخلاء سبيل "الجزار وعبد المقصود" يزيد قوة التيار التفاوضى داخل الإخوان.. وفريق الدفاع يزور المحامى العام لنيابات الجيزة لاستكمال إجراءات الإفراج.. والجماعة: سيتولون ملفاتهم السابقة عقب خروجهم
الخميس، 07 أغسطس 2014 07:25 م
حلمى الجزار
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة