حنان عمار تكتب: ومن الغضب ما قتل

الخميس، 07 أغسطس 2014 10:10 ص
حنان عمار تكتب: ومن الغضب ما قتل الفيلسوف أفلاطون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل رجل على "أفلاطون الفيلسوف" فرآه منحنيًا وبيده سوط وأمامه خادم كان يشرع فى تأديبه، فلما أدرك الحالة التى يكون عليها الغضبان فى غضبه، أمسك عن ضرب الغلام وكظم غيظه وبقى منحنيًا ذلك الإنحناء؛ فسأله الرجل عن هذه الوقفة، فقال له الحكيم: أردت أن أضرب هذا الخادم، فلما رأيت نفسى على هذه الهيئة قصدت تأديبها بالبقاء عليها حتى تتوب عن غيها.

وقال عليه الصلاة والسلام، ليس الشديد بالصرعة، وأنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب، وعن الغضب يقول الكاتب والأديب المصرى محمد المويلحى، كم فتح الغضب أبوابًا للسجن، ونصب أعوادًا للصلب، وفتل أحبالاً للشنق، وبسط النطع، وسل السيف، وأضرم نارًا للحرب، وقد يستر العقل آفات النفس ورذائلها، إلا الغضب فأنه يستر العقل (أى يحجبه) فيقطع أواصر القربى، ويفصم عرا الأبوه والبنوه، بل عرا الإمامه والنبوه، فالغضب كالحريق أوله شرارة ثم يكن منه ما يهول سماعة ويغول منظره.. فالحكم على الأمور حالة الغضب، دائمًا ما يعقبه الندم، فلو صبر الإنسان حتى تهدأ ثورته لوجد نظرته اختلفت تمامًا. يحكى أن أحد اليونانيين تآمر على ملك ظالم لهم، فعرف ذلك أعوان الملك، وأخذوا فى تعذيب الرجل ليدل على شركائه، فشرع يسمى للملك واحدًا بعد واحد من خاصته وبطانته، والملك يغضب فيأمر بقتل كل واحد ممن سماهم، وما زال الرجل يسمى والملك يثور به الغضب فيقتل، حتى قضى على جميع المخلصين له؛ ثم سأله هل بقى أحد ؟ فقال له الرجل، لم يبق الإ أنت وحدك لأنى لم أترك لك شخصًا أمينًا تعز عليه حياتك؛ فكانت سرعة الحكم فى حدة الغضب يُفنى بيده جميع من يثق بهم، وبقى من بعدهم وحيدًا بغير معين .. كم أحزنى خبر انتحار طالب لرسوبه فى الثانوية العامة، فكان له أن يأخذ من مرارة الفشل إلى دافع للتحصيل والتفوق، فالمغالاة دائما تأتى بنتائج ضد، وقد أوصى عليه الصلاة والسلام بالوسطية.


انظر عزيزى القارئ للفضائيات والمزايدة فى الغضب والحزن والثناء، وشحن المواطن بالافتراء والأكاذيب حتى صارت العداوة بين مصر والدول العربية الشقيقة أمرًا أعتياديًا، والنواح حد أثباط الهمم والعزائم وقتل الروح المعنوية؛ والثناء الفاضح، الذى يصور الشيطان ملاكًا والملاك شيطانًا، ومن دروس الحياة يقول الكاتب ووالأديب المصرى إبراهيم عبد القادر المازنى، تعلمت أنه ما من شىء فى هذه الدنيا يستحق أن نغالى به، ونهول على نفوسنا؛ فقد مر بى خيرُ كثيرُ وشرُ كتير، ما كنت أرانى إلا شقيًا فى الحالتين، ولأنى كنت إذا أصابنى خير أًسر به، ولكنى كنت مع ذلك أشفق أن يزول، وأخشى ألا يتكرر، فأعذب نفسى بما لا موجب له من القلق، وإذا أصابنى سوء شق على واستبكرته، وخفت أن يطول أمده، وأشفقت ألا يطول احتمالى له، لما أن فيه من الضراء، فصارت الحياة كالجحيم، ثم رأيت كل شىء يزول، وأن خُيل فى وقته سرمد، فخير للإنسان، وأجلب لراحته أن يتقى تعذيب نفسه فى غير طائل.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mr_islam

مقال راااااااااااااائع

فعلا مقال جمييييل بس مين يفهم ويعمل به

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة