يعتبر "باب زويلة" بوابة مصر التاريخية إلى سحر المعمار الفاطمى، فبعد أن تطأ قدماك مشارف شارع الخيامية المقابل لهذا الصرح التاريخى الكبير، تقع عيناك على قمة مآذنتى مسجد المؤيد شيخ، تتجسد أمامك المعارك الطاحنة التى شهدت عليها البوابة منذ إنشائها منذ أكثر من 900 عاماً تقريباً، وتتذكر ما قرأته فى كتب التاريخ عن "المشنقة" التاريخية المُعلقة على سور البوابة من الخارج، فلم تكن البوابة الضخمة مدخل القاهرة القبلى من ناحية الجنوب فقط، إنما كانت الحصن المنيع الذى حمى أهل المحروسة لمئات السنوات.
واشتهر الباب بكونه الذى علقت عليه رؤوس رسل هولاكو قائد التتار، حينما أتوا مهددين للمصريين، وأعدم عليه أيضا السلطان المملوكى طومان باى، عندما غزا سليم الأول مصر، وضمها للدولة العثمانية بعد سلسلة من المعارك بين السلطانين حسمها فى النهاية سليم فى معركة الريدانية.
وأنشئت البوابة عام 485 هجريا "1092 ميلاديا"، وشيدها القائد الفاطمى بدر الدين الجمالى فى القرن الحادى عشر، بعد أن تهالكت الأسوار المبنية من الطين والطوب اللبن حول القاهرة التى بناها القائد الفاطمى جوهر الصقلى.
ويفصل بين مدخل البوابة والمنصة العلوية 76 درجة سلم، ويتمثل التخطيط العام فى بوابة معقودة اتساعها 4.85 متر على جانبيها برجان عظيمان لكل منهما واجهة مستديرة.
ويشغل الثلث العلوى فى كل من البرجين حجرة دفاع تشرف على مدخل البوابة بينهما، وهى عبارة عن فتحات يقوم الجنود من خلالها بإلقاء الزيت المغلى على الأعداء.
ورممت البوابة الخشبية البالغ وزنها أربعة أطنان وإعادة تحريكها لإقفالها وفتحها بعد أن كان ذلك متعثرا منذ 500 عام بسبب تراكم الأتربة، وباب زويلة هو باب خشبى من الخشب المصفح، مكون من "ضلفتين" أو "مصراعين" ويبلغ وزنه نحو 4 أطنان.
ووضع الباب القديم داخل المبنى الذى يضم مئذنتى مسجد المؤيد شيخ وبوابة المتولى، وتعود تاريخ إنشاء البوابة الخشبية القديمة التى تأكلت بفعل الزمان إلى ما يقرب من 900 عام تقريبا.
وأبرز ما اعتقد المصريون فى وجوده هو روح "القطب متولى"، المتواجدة خلف بوابة المتولى، التى شيدها قائد جيوش الفاطمية بدر الدين الجمالى لحماية حدود قاهرة المعز عاصمة مصر، فيعتقد المصريون الوالى الأعظم "متولى"، وهو أحد أولياء الله الصالحين، يسكن دائما أعلى سقف الكعبة المُشرفة، وأن الروح الكريمة لها مكان آخر تسكن فيه على وجه الأرض، خلف أحد ضلفتى باب زويلة العملاق بالقاهرة، حيث يوجد فراغ بجوار الباب تسكن فيه الروح، على حد اعتقادهم.
ويظن بعض المصريين حتى الآن، أن الروح تستطيع أن تتدخل فى حياتهم الشخصية وتحل مشكلاتهم وتفك عقدهم وتيسر لهم أمورهم، لذلك لجأوا إلى الدجالين وطلبوا منهم طريقة للتواصل مع الروح حتى تتمكن من مساعدتهم، فبين جدران مبنى مئذنة مسجد المؤيد التى تضم بوابة المتولى، تجد مجموعة من الأحجبة التى صنعها المنجمون والدجالون للتقرب من الروح، كما كان يذهب البعض إلى البوابة ويربط عقدة صغيرة فى أحد البروز التى تظهر على البوابة، فإذا تم فك العقدة حلت المشكلة، ولم يقتصر الأمر على المصريين فقط، بل امتد إلى شعوب المغرب العربى، حيث يأتى سنوياً عدد من السياح من تلك البقاع لزيارة البوابة وقراءة الفاتحة بالقرب من الفتحة التى تسكن بها الروح.
وعلى الرغم من أن الفكرة "الخُرافية"سيطرت على فكر أهل مناطق الدرب الأحمر والحسين والغورية والمناطق المُحيطة بهم، إلا أن هناك من يعى تماماً أن كل ما يتناوله البعض من وسائل للتقرب من الجن المزعوم خُرافة ووهم كبير يجب التخلص منه، فعلى بُعد مترات فقط من بوابة المتولى يقع محل بسيط لبيع الشمع المنزلى لصاحبه الحاج سيد المناديلى، وعند سؤاله عن الطقوس التى يُمارسها البعض عند البوابة، أخذ نفس عمق ونظر إلى يساره وترك شيشته وقال: "عشت أنا وأبويا وأجدادى هنا فى المنطقة، ماشوفناش لا جن ولا عفريت".
وأكد "المناديلى"، لـ"اليوم السابع"، أنه حاول مراراً وتكراراً إقناع بعض مُمارسى الطقوس بأن ما يفعلونه خطأ وليس له قيمة، إلا أنهم دائما يظنون أنه يُريد أن يبعدهم عن محله البسيط، حتى لا يؤثروا على حركة البيع، مضيفا أنه ورث المحل عن أبوه وأجداده، وكل ما يُعرفه عن الجن هو حكايات يرويها زائرى البوابة.
بعض التعاويذ التى استخدمها المصريون للتقرب من الروح التى تسكن البوابة
ثلاثة أحجبة وضعتها مجموعة من النساء خلف بوابة المتولى
بعض التعاويذ التى استخدمها المصريون للتقرب من الروح التى تسكن البوابة
المفاصل العملاقة التى حملت البوابة القديمة التى تعود إلى أكثر من 900 عام
بعض المسامير التى أستُخدمت فى بناء بوابة المتولى القديمة
بقايا بوابة المتولى العتيقة التى بُنيت منذ أكثر من 900 عام
معلومات تداولها بعض سكان منطقة الغورية حول الروح التى تسكن بوابة المتولى
بقايا بوابة المتولى العملاقة تهالكت بفعل الزمن
تعويذة وضعها أحد الأشخاص للاستنجاد بـ"قطب متولى" وهو الروح التى تسكن البوابة
صورة لبروز البوابة التى استخدمها البعض لربط عقدة من الخيط عليها لحل مشكلاتهم
أخبار متعلقة:
بالفيديو..باب "زويلة".. من هنا دخلت "الكوسة" إلى مصر
بالصور.. بوابة المتولى"بوابة مصر" الشاهدة على التاريخ..أنشأها الفاطميون قبل 900 عام..وشنق بها طومان باى ورسل هولاكو.. والمصريون وضعوا الأحجبة خلفها واستعانوا بـ"العفاريت" لجلب الرزق ومساعدة العاقرات
الخميس، 07 أغسطس 2014 02:10 ص
بوابة المتولى"بوابة مصر"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر حجازي
بوابة المتولي وانا ومغامراتي
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر حجازي
بوابة المتولي وانا ومغامراتي
عدد الردود 0
بواسطة:
اديب عطا الله
يا بتوع السياحة
عدد الردود 0
بواسطة:
ام مسلمة لا ترضى بالخرافات
لاحول ولا قوة الا بالله