تجاهلت حكومة الدكتور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، طبيعة مدينة الأقصر السياحية، ولم تتخذ قرارا باستثنائها من خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، أسوة بمحافظة الغردقة، أو كما كانت الحكومات السابقة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كان الاهتمام الأكبر بالسياحة والمدن السياحية، وكانت السياحة تدر دخلا كبيرا يصل إلى 13 مليار جنيه سنويا حسب أحد الخبراء.
وخيم الظلام على مدينة الأقصر السياحية، وأصبح السياح يخافون الخروج ليلا، نظرا لانقطاع التيار الكهربائى لأكثر من 6 ساعات، مقسمة على 4 مرات خلال اليوم.
وقال رضا الجداوى، مدير استقبال بأحد الفنادق العائمة، إن "القطاع السياحى فى الأقصر انهار خلال الفترة السابقة، ونحن الآن فى بداية الموسم السياحى الجديد، وبدأ الحديث عن زيادة فى الأعداد، إلا أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالمدينة السياحة من الممكن أن يكون له مردود سلبى على صناعة السياحة، فقد يسبب حالة زعر لدى السائحين، ومن الممكن انتهاز فرصة انقطاع التيار من قبل المجرمين لسرقة السياح".
وأضاف أن السياح حاليا يتفقدون الآثار الفرعونية داخل المعابد باستخدام الكشافات نظرا لانقطاع التيار الكهربائى، أثناء زيارتهم للمناطق الأثرية.
وقال الخبير السياحى، مصطفى الكريتى، إن الأقصر على الرغم من احتوائها على ثلث آثار العالم إلا أن القطاع السياحى بالمدينة شهد انهيارا تاما عقب ثورة 25 يناير، واستمر الحال حتى اندلاع ثورة 30 يونيو بعدها بدأت المعدلات السياحية تعود ببطئ إلى ما كانت عليه، ولكن فى ظل أزمة التيار الكهربائى التى حلت على المدينة السياحية فى ظل تجاهل المسئولين لخطر هذه الأزمة على القطاع السياحى فإن القطاع سينهار أكثر من انهياره بعد ثورة 25 يناير.
وأضاف "الكريتى"، أن عودة السياحة مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الذى نفقده فى حال الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، والذى يخلق بيئة آمنة للمجرمين يفعلون ما يحلو لهم دون رقيب مؤكدا أن هذا يحرم الدولة من دخل يقدر بـ13 مليار جنيه سنويا.
وأشار إلى أن الإضاءة هى التى تبرز جمال المناطق الأثرية والسياحية بالمدينة والتى تجذب السياح لزيارة الأقصر والاستمتاع بجمال هذه المناطق، وأضاف أن الحكومات السابقة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كانت تولى اهتماما كبيرا بهذه المناطق بل وكانت تنفذ مشروعات عملاقة لإبراز جمال هذه المناطق ومن هذه المشاريع مشروع إضاءة البر الغربى بالأقصر، إضافة إلى أن الأقصر لم تكن تعرف أزمة الكهرباء فى عهد الرئيس الأسبق وكانت تدر دخلا قوميا من صناعة السياحة.
ويقول بكرى دردير، مدير منظمة العدل والتنمية بالأقصر، إن المسئولين عن قطاع التيار الكهربائى بالمحافظة، لا ينظرون إلى طبيعة مدينة الاقصر السياحية وأنها مدينة جذب للسياحة وليست طرد، وإنما يتسببون بذلك فى طرد السياح الموجودين بالمدينة.
وأضاف أن المناطق السياحية بالأقصر تعتمد على الزيارات فى الفترة المسائية، وأن هذه المناطق الأثرية كمعابد الكرنك والأقصر والرمسيوم ومتحف الأقصر، تعتمد اعتمادا كليا على الإضاءة والكهرباء.
ويروى "درير" واقعة حدثت بالفعل، قائلا: "إن أحد المرشدين السياحيين ذهب إلى أحد المعابد ويرافقه وفد سياحى، وعندما دخلوا إلى المعبد فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائى، مما تسبب فى إزعاجهم وقرروا على الفور استرجاع قيمة التذاكر وقدرها 5000 جنيه، الأمر الذى يشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد المصرى فى حال تكرار ذلك الأمر.
وأضاف مدير منظمة العدل والتنمية، أن المدينة السياحية أصبحت مدينة تسكنها الأشباح، وطاردة للسياحة بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى.
وقال يوسف المصرى، سكرتير عام الوفد بالأقصر، إن أزمة التيار الكهربائى بالمدينة تأتى نتيجة انشغال اللواء طارق سعد الدين، محافظ الإقليم، بأمور أخرى بعيدة عن خدمات المواطن الأقصرى، مشيرا إلى أن المحافظ لا يشعر بآلام المواطنين نظرا لأن مكتبه تتم إضاءته من محطة توليد الطاقة الشمسية.
وأضاف "المصرى"، أن انقطاع التيار الكهربائى يوميا بالأقصر من ثلاث مرات إلى خمسة مرات من المدينة والمراكز وفى القرى إنما هى سابقة خطيرة، وتؤدى إلى زيادة معدلات الجريمة بالمحافظة، وتتسبب فى إهدار ملايين الجنيهات بإتلاف الأجهزة الكهربائية بالنسبة للمواطن الأقصرى.
وتابع "سكرتير عام الوفد": أما على المستوى القومى، فإن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالمدينة السياحية سيساهم فى القضاء على الموسم السياحى التى تستعد له المحافظة خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أن هذه الأزمة ستكون وسيلة طرد تلقائى للسياحة.
وقال أيمن ظريف، مقرر لجنة الإعلام بنقابة المحاميين بالأقصر، إنه بالرغم من امتياز مدينة الأقصر بوجود محطتين لتوليد الطاقة الشمسية، إلا أن المسئولين لم يستثنوا المحافظة السياحية من خطة تخفيف الأحمال، مشيرا إلى معاناة المواطنين، خاصة فى ظل ارتفاع درجة الحرارة وعدم قدرة المواطنين البسطاء على شراء مولدات كهربائية.
وقال عبد الرحيم محمد جاد، منسق برلمان الشباب والطلائع بوزارة الشباب، أزمة انقطاع التيار الكهربائى زادت عن حدها، مشيرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائى وصل إلى 4 و 5 مرات يوميا، الأمر الذى يؤثر على أداء العمل فى جميع القطاعات والمصالح بمدينة الأقصر، التى تستعد حاليا لاستقبال الموسم السياحى الجديد، كما يؤثر على الفنادق والمزارات والمناطق الأثرية والسياحية بالمدينة.
وتابع " منسق برلمان الشباب": أريد أن أتوجه بنداء عاجل لكل المسئولين فى الدولة بأن هناك حالة من الغضب والتذمر تسود أطياف المجتمع ونرجو حل هذا الموضوع بأقصى سرعة.
موضوعات متعلقة :
السيطرة على حريق نشب بزراعات النخيل بالقرب من مرسى سياحى بالأقصر
انقطاع الكهرباء يهدد بإهدار 13 مليار جنيه فى موسم السياحة الجديد بالأقصر.. مدير فنادق: السياح يتفقدون الآثار داخل المعابد باستخدام الكشافات.."العدل والتنمية" المسئولون يتجاهلون طبيعة المحافظة السياحية
الخميس، 07 أغسطس 2014 06:54 م