"فك كيسك.. وأخرج ما حوشته حتى لو كان قليلا" شعار يرفعه المصريون للترويح عن أنفسهم تعويضا عن السنوات الماضية التى لم يستطيعوا أن يخرجوا فيها للسفر والتنزه على البحر، نظرا للأحداث التى عاشها الشعب المصرى لمدة ثلاث سنوات كاملة، حيث شهدت شواطئ البحر الأحمر والمتوسط إقبالا غير مسبوق، لم تراه هذه الأماكن منذ سنوات.
لم يستطع الغلاء الذى شهدته هذه الشواطئ أن يكون حائلا بين حلم الأسر بحقها فى التنزه، فكل من كان معه القليل أو الكثير من الأموال اختار المكان الذى يتناسب معه، ومن لم يكن معه أموال استطاع أن يستمتع أيضا، بالخروج إلى شواطئ البحر الأحمر بالقرب من عين السخنة والغردقة والاستمتاع بصحبة عائلية شبابية على أطراف الشواطئ التى لم تبنى فيها فنادق أو قرى سياحية.
حصلت الإسكندرية على النسبة الأكبر من الإقبال، نظرا لتوفر جميع المستويات فيها وسهولة طرق السفر إليها من جميع المحافظات، وبهذا يكون قد حقق التجار والبائعون على الشواطئ حلمهم فى تعويض الخسائر التى أطاحت ببعضهم، وعادت الحياة إلى سابق عهدها فى هذا الوقت من العام.
يقول سالم إبراهيم، أحد مصطافى الإسكندرية، "الشعور بالطمأنينة والأمان وبحثا عن الاستقرار هو ما دفع كل هذه الأسر إلى التنزه فى مختلف الأماكن واستغلال ما تبقى من إجازة نهاية العام فى التنزه، ويعد الإقبال على الإسكندرية أكثر نظرا لتوفير كل الخدمات بها، فهى مدينة متكاملة تفضل غالبية الأسر المصرية الذهاب إليها".
أما زينب محمد، تقول، "المرأة المصرية استطاعت أن تضرب أعظم مثل هذا العام، حيث استطاعت أن تقف فى وجه الغلاء التى تشهده الأسواق منذ فترة، وأن تقيم جمعية وتقبضها لترفه عن أسرتها، بعد سنوات من العذاب والاضطرابات، فالأسعار فى أماكن التصييف تضاعفت كثيرا وكأن الباعة يعوضون السنوات الماضية فى شهر واحد، فما كان ثمنه 10 جنيهات أصبح 80 جنيها، ولكن تدبير المرأة المصرية هو الذى يجعل أسرتها تستكمل رحلة الترفيه وتعود إلى منزلها تستكمل مصروفات الشهر دون مشكلات".
أما الشباب فلم يقفوا أمام ارتفاع الأسعار كثيرا، قرروا أن يخرجوا ويعيشون أوقات ممتعة تعوضهم عن الضغوط التى شاهدوها سواء فى المرحلة الجامعية أو الثانوية العامة، فمع انتشار الفرق الشبابية التى تقوم برحلات جماعية إلى أماكن متنوعة فى مصر، ذهب الشباب إلى دهب ومرسى علم وسانت كاترين دون قلق، وتقدم هذه الفرق أفضل الأسعار بعيدا عن الأسعار السياحية، لأن هدفه أغلبها هو جذب السياح إلى الأماكن السياحية فى مصر حتى تنتعش السياحة مرة أخرى.
يقول هيثم محمد، أحد مؤسسى فريق "رحلتنا"، " الأماكن السياحية بعيدا عن الإسكندرية والساحل الشمالى كانت تعمل على السياح، ومع قلة عدد السياح فتحت هذه الأماكن ذراعيها للمصرين حتى لا تغلق، ومع تدفق الفرق التى تشجع الشباب على السفر والرحلات وحب الاستمتاع بالإجازة هذا العام، زاد الإقبال فى الأماكن السياحية لتسجل غالبية هذه الأماكن رقما قياسيا فى شغل جميع أماكنها مثل سنوات ما قبل الثورة ولكن هذا بفضل إقبال المصريين خاصة من هم يعلمون بالخارج".
ويضيف،: وتعد دهب ومرسى علم والعين السخنة وشرم الشيخ والغردقة وسانت كاترين فى بداية فصل الشتاء من أكثر الأماكن ازدحاما وإقبالا، والفرق الشبابية ساهمت بشكل كبير فى استمرار عمل هذه الأماكن لأنها تشجع الجميع على الذهاب معهم وتوفر لهم وسيلة الانتقال ويقوم الفريق بعمل إجراءات الحجز وتقدم لهم عروض خصومات، ولكن من بعد رمضان الأسعار تضاعفت ثلاثة أو أربع أضعاف سعرها قبل رمضان ورغم ذلك الإقبال مستمر.
موضوعات متعلقة:
اعرف أعداء هاتفك المحمول خلال وجودك على الشاطئ.. "الشمس والرمال ومياه البحر واللصوص" أبرز عناصر التهديد.. ووضعه فى حافظة يحميه من بعضها
إقبال غير مسبوق على الشواطىء.. المصريون يرفعون شعار "فك كيسك" وينطلقون إلى المصايف كل حسب إمكانياته.. والإسكندرية الأكثر ازدحاما بالعائلات.. والشباب يلجأون إلى دهب ومرسى علم لاكتشاف عالم جديد
الخميس، 07 أغسطس 2014 10:25 م