جوهر عزمى

لماذا ثار الشعب على مبارك ؟

الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار الثلاثة عقود الماضية أو يزيد، تخمر المجتمع المصرى بفعل خميرتين، الخميرة الأولى يمكن أن نطلق عليها "خميرة الاحتجاج والتثوير"، حيث ازدادت الحركات الاحتجاجية والثورية ضد الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، كحركة كفاية، و6 إبريل، والجمعية الوطنية للتغير، إضافة إلى عشرات الجمعيات الأهلية ومئات الشباب، الذين دربتهم مراكز الأبحاث الدولية على كيفية صنع الثورات وإسقاط الأنظمة الحاكمة، وما صاحب ذلك من وقفات احتجاجية واضرابات متعددة كانت تهتف بسقوط النظام، وأعطاها دفعة نوعية، ما تعرض له المسيحيون فى السنوات القليلة قبل 2011، بدءًا من أحداث نجع حمادى مرورًا بأحداث العمرانية، وصولا إلى حادثة كنيسة القديسين فى يناير 2011، إضافة إلى الدور الذى لعبه الإعلام فى زيادة حالة السخط الشعبى على النظام حيث كان هناك الكثير من البرامج التى لا تقدم إلا نماذج المعاناة والفقر والإهمال التى يعانى منها قطاع كبير من المجتمع المصرى، فى مقابل إهمال وترف المسئولين وتجاوزات رجال السلطة وسلبية النظام الحاكم، كل هذه الحركات الاحتجاجية والوقفات الثورية والبرامج الإعلامية هزت الكثير من الثوابت عند عامة الشعب المصرى، مثل الرضوخ للوضع الحالى والخوف من النظام، وولد لدى الناس الأمل بإمكانية التغيير للأفضل، وهكذا تخمر المجتمع بحالة من الرفض الشعبى للنظام والثورة ضده. الخميرة الثانية يمكن أن نطلق عليها "خميرة تديين المجتمع"، حيث نشطت جماعات الإسلام السياسى بقيادة السلفيين والإخوان، وعملوا على تخمير المجتمع المصرى، على ثلاثة محاور، الأول، من خلال القيام بدور الدولة المتكاسلة، وذلك باختراق المجتمع والتغلغل فيه وتقديم الخدمات الإجتماعية والاقتصادية عن طريق تأسيس وانشاء الآلاف من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمدارس والحضانات الخاصة، والمحور الثانى كان الإعلام، حيث أنشئت عشرات من القنوات الفضائية الخاصة التى تتبنى خطابا متطرفا ومتعصبا، والمحور الثالث كان اختراق مؤسسات الدولة كالجامعات والمدارس الحكومية والنقابات والأزهر، والسيطرة على هذه المؤسسات، وتبؤ مواقع القيادة والتأثير فيها وتسخير إمكانياتها ومواردها فى دعم منهجهم الفكرى وتجنيد الشباب وضمهم إلى تنظيماتهم الخاصة والموازية لتنظيمات الدولة وتهيئة المناخ العام ضد النظام الحاكم وتقديم أنفسهم كبديل صالح.
هاتان الخميرتان عملتا فى هدوء وقوة وبخطوات ثابتة على تخمير المجتمع وتهيئة للثورة ضد النظام، وذلك فى غفلة من النظام الحاكم الذى انشغل بقضية التوريث وبالحفاظ على كرسى الحكم وحماية رموزه وإهمال قضايا الفساد والفقر والأمية والتنوير.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام احسان

نقول كمان

حافظ مش فاهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة