كاتب صحفى إسرائيلى: المستقبل البعيد ليس فى صالح تل أبيب

الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 12:42 ص
كاتب صحفى إسرائيلى: المستقبل البعيد ليس فى صالح تل أبيب ثورات الربيع العربى "أرشيفية"
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن الكاتب الصحفى جدعون راخمان إنه تخيّل للحظة أن ثمة شيئا جديدا حدث الأسبوع الماضى عندما رأى متحدث البيت الأبيض يُدين قصف إسرائيل لإحدى المدارس التابعة للأمم المتحدة فى قطاع غزة.

ولكن هذا التخيّل لم يدُم كثيرا، بحسب ما قال راخمان -فى مقال نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية- فقد ذكّرَه صديق أقوى منه ذاكرة أن واشنطن سبق وأدانت إسرائيل بقوة عام 1982 عندما حاصرت الأخيرة غرب بيروت، حتى أن الرئيس الأمريكى وقتها، رونالد ريجان، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين واتهمه بارتكاب "هولوكوست".

واستدرك راخمان بالقول إنه إذن لا جديد فيما يتعلق بقتل الآلة العسكرية الإسرائيلية لمئات المدنيين، كما أنه لا جديد فيما يتعلق بما يثيره ذلك من احتجاجات دولية.

ونوه الكاتب عن أنه فى الـ 32 عاما التى تلت اتصال ريجان بـ بيجين قد تغيرت أشياء كثيرة: سقط حائط برلين، وتحولت الصين، وانتهى نظام الفصل العنصرى "الأبارتهايد"، وأحدث الإنترنت ثورة فى الاتصالات.. لكن رحى الصراع الإسرائيلى العربى لم تتوقف عن الدوران؛ لقد قامت انتفاضتان، وتعرضت غزة لثلاثة اجتياحات، بالإضافة إلى نشوب حروب فى لبنان، وفشل عدد لا حصر له من مبادرات السلام... وبينما يدور الإسرائيليون والفلسطينيون فى حلقة مفرغة من الصراع الدامى، فإن العالم يتغير من حولهم بوتيرة متسارعة.

ورأى راخمان أن إسرائيل فى الوقت الحاضر فى ظل هذه التغيرات قد تبدو أقل عرضة للانتقاد الدولي.. لكن على المدى البعيد، تنذر تغيرات القوى العالمية بمستقبل إسرائيلى ضبابى، خصوصا إذا لم تُبرم معاهدة سلام مع الفلسطينيين.

وأوضح الكاتب "فى الوقت الحاضر، تبدو إسرائيل مستفيدة من حقيقة تمزيق العالم العربى لنفسه، وهو الذى كان بمثابة المدافع الرئيسى عن الفلسطينيين فى الصراعات السابقة.. لقد ضربت الصراعات كلا من سوريا والعراق، كما عمّت الفوضى ليبيا، وحملت الحكومة المصرية على جماعة "الإخوان" واعتبرت حركة حماس ذراعا لها فى غزة، والسعودية هى الأخرى تعادى حماس".

أما خارج المنطقة، فقد رأى صاحب المقال أن التحولات الجيوسياسية لا تسير فى اتجاه اتخاذ مواقف انتقادية إزاء إسرائيل، راصدا قلقا عميقا لدى حكومات كل من روسيا والهند والصين من تهديد الإسلام السياسى فى الداخل.

وقال راخمان إنه على الرغم من أن هذه التحولات السياسية لا تنعكس على الدبلوماسية الرسمية؛ مشيرا إلى أن كلا من الصين وروسيا والهند صوّتوا جميعا فى الأمم المتحدة مؤخرا لصالح إجراء تحقيق فى إمكانية إرتكاب إسرائيل جرائم حرب فى غزة، إلا أنه لا يخفى كم هى العلاقات بين إسرائيل وتلك الدول، ولا سيما الصين وروسيا، جيّدة.

وعلى الصعيد الأمريكى، قال الكاتب إنه على الرغم من توتر العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى باراك أوباما، وكذلك بين بعض المسؤولين الإسرائيليين ووزير الخارجية جون كيرى - على الرغم من كل ذلك إلا أن مكانة إسرائيل فى واشنطن هى مكانة متوطدة الأركان.. وليس أدّل على ذلك من تصويت مجلس الشيوخ بالإجماع لصالح العدوان على غزة، فيما اقترنت إدانة أوباما للأعمال الإسرائيلية باستمرار تقديم المعونة وإبرام صفقات الإسلحة مع إسرائيل.

وعلى الصعيد الأوروبى، قال راخمان إنه على الرغم من فزع العديد من القادة الأوروبيين مما ترتكبه إسرائيل فى غزة، وبالرغم من تنظيم التكتلات السكانية المسلمة فى أوروبا للتظاهرات المناوئة لإسرائيل، إلا أن المسلمين فى أوروبا هم فئة مُهمّشة كالعادة وغير محبوبة.. ورصد الكاتب فى هذا الصدد إدانة رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس للتظاهرات التى وصفها بالمعادية للسامية.

وعاد صاحب المقال أدراجه إلى المنطقة العربية، قائلا إن التحولات السياسية الراهنة التى تبدو الآن فى صالح إسرائيل، قد تتغير إلى واقع لا يُحمد عقباه على المدى البعيد؛ لا سيما وأن بعض القوى الصاعدة بالمنطقة، وتحديدا تنظيم "داعش" بالعراق، تبدو حركة حماس إلى جانبه ذات توجه فكرّى معتدل.

كما أن تراجع النفوذ الأمريكى بات بمثابة أخبار سيئة لإسرائيل التى تمثل امتدادا للغرب بالمنطقة.. وأكد راخمان أن اتجاه أمريكا إلى النأى بنفسها عن صراعات الشرق الأوسط يعنى أن أمن إسرائيل لن يتحقق إلا عبر تدشين سلام مع دول جوارها بما يتنافى مع تدمير غزة وقتل مئات المدنيين كل بضعة أعوام.

واختتم راخمان مقاله قائلا: "... لكن فى ظل حكومة إسرائيلية مهووسة بالهاجس الأمنى، ومدعومة بشعبية يمينية متطرفة، فليس ثمة محلّ للتفكير بعيد المدى".






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نور من الجزاير

Israel fighting GAZA

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة