د.داليا فؤاد تكتب: اليوم معركتى

الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 10:05 ص
د.داليا فؤاد تكتب: اليوم معركتى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرفكم بنفسى.. أنا الإنسان.. ذلك المخلوق الفريد المكرم بنشأته، المتميز بخصائصه، المسخر له كل شىء من حوله، الذى كرمه ربه ورفع من شأنه بقوله سبحانه (ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ..


أحمل على عاتقى أمانة ضخمة مسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى، محور هذه الأمانة وجوهرها هو عمارة الأرض بالخير والصلاح وبناء الحضارات، فكل إنسان خلقه الله يحمل أمانة الإسهام فى بناء حضارة بحسب ما أودع الله فيه من قدرات ومواهب وإمكانيات دون أن ينظر إلى الآخرين أو أن يجعل دوره مرهونا بقيامهم بأدوارهم..

رسالتى إلى ابنى البكر (المصرى): ابدأ بنفسك.. كل العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، حاليا ومستقبلا ومنذ آلاف السنين مبهورين بالحضارة المصرية القديمة ومازالوا يكنون للمصريين كل احترام بسبب هذه الحضارة العظيمة، ومع ذلك فإن أحفاد هذه الحضارة لا يبدون القدر المناسب من الاهتمام مع أن جذور أى إنسان هى التى تدعم كيانه وتحافظ على تماسكه واستمراره.

فى مجتمعنا عقول رائدة تعلو بالمنطق وتبنى بالرؤيا وعندها القدرة على الاستشراف حتى ترتفع إلى نقطة سامية تستطيع من عندها أن تنوب عن مجتمعها فى استطلاع ما هو آت وإدراك القادم وغزل حقائق المستقبل حتى ينتبه الآخرون إلى ما قد يكون خطرا أو أملا.

هذه العقول النابغة هى التى ينبغى أن تتكون منها مؤسسات الدولة من وزارات ومجالس نيابية ومحلية ومحافظين، ولكن إذا لم تتجدد هذه المؤسسات فقد تجمد وتفقد حيويتها، ولب التجديد أن تكون هذه المؤسسات قادرة على صنع التواصل بين أجيالها دون انفصال، ويصبح التواصل شعارا بلا تطبيق إذا لم تكن الأجيال التالية على قدر المسئولية وإذا لم يكن الجيل الجديد لديه ما يضيفه.


وعلى هذا ابنى ( المصرى) أعرف أنك قد تحملت ما تنوء الجبال عن حمله ولعلك كنت مسرحا تركض فيه المصائب وميدانا تتسابق إليه النكبات ولكن من أجل تحقيق الحلم عليك أن تتحلى بالصبر فإنه من شيم العظماء.. اصبر صبرا واثق بالفرج.

قد يتأجل الحق لكنه أبدا لا يموت، وقد يتلبس الحزن النفوس ولكنه يذوب صاغرا أمام الأمل والعزيمة، ازرع فى نفوس إخوانك الشعور بالفخر وارويه بالانتماء ..

لا تعتبرها مجرد كلمات من فورة حماس فإن اليوم معركتك.. معركتك مع البطالة والفساد والكسل والإحباط والتفرق فلا تقبل إلا الانتصار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة