أعجب أشد العجب مما أطالعه يوميًا فى وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، من هجوم شرس على مصر قيادة وجيشًا حتى وصل الأمر إلى التطاول على الشعب ذاته من قبل مرتزقة يعملون فى قنوات مشبوهة، أو أناس سخروا أقلامهم وجهدهم للكتابة على الفيس بوك ذمًا وقدحًا، فى القيادة السياسية ويصدرون الأحكام والقرارات من مواقع المتفرجين، دون علم أو دراية بالحالة التى عليها البلاد، والأزمات التى تتعرض لها الدولة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، فيطلقون هؤلاء سهام التجريح والتخوين والتضخيم، كل أزمة على حدة وكأنها طريقة ممنهجة مدروسة لإسقاط نظام ارتضاه الشعب عبر انتخابات نزيهة بعيدًا عن أى سلبيات أخرى قد يراها البعض، ويجعلون من معارضتهم لنظام حاكم خنجرا يطعن فى وطنهم غير مبالين، بمستقبل دولة وشعب، كراهيتهم للنظام جعلتهم أعمياء، يقتلون الأمل لدى المصريين، ويشعلون الفوضى فى الميادين، ويقتلون الجنود على الحدود، تتلاقى الأهداف مع بعضها، أنا لا أحمل فصيل معين كل هذه الأحداث مجتمعة، ولكن كل فصيل سياسى، أو دينى أو مؤسسى داخل مصر يتحمل جزءا منها، فالمعارضة يجب أن تبنى لا تهدم، أن تعمر لا تخرب، أن تنير الطريق للجميع، لا أن تنشر الظلام، ولكنهم يريدون دفع الناس دفعًا للميادين، يستحضرون فى أذهانهم فوضى الثامن والعشرين من يناير، كى تسنح الفرصة لهم، أما مذبحة للمتظاهرين على أيدى الشرطة والجيش أوإسقاط الجيش والشرطة مرة أخرى، وتخلوا لهم الساحة، وتعود لجانهم الشعبية، وسيطرتهم على الخدمات المقدمة للشعب، ولكن هل الظروف مهيأة لثورة أخرى، أو لفوضى جديدة وإنفلات أمنى آخر، أعتقد أن ذلك غير ممكن الآن فى ظل قبضة أمنية قوية وتضحيات قدمها أفراد الجيش والشرطة على مدار ثلاث أعوام، وظهير شعبى كبير للقيادة السياسية لم يتأثر كثيرا بارتفاع الأسعار أو الموقف من حرب غزة، فالغالبية من الشعب ترى فى تحريك أسعار الوقود ضرورة وقرار جرئ، وتثق فى القيادة أنها تعمل لمصلحة الشعب لا لمصلحة شخصية، وأن المبادرة المصرية كفيلة بوضع حد لهجمات إسرائيل على شعب غزة الأعزل وإن كانت لا تحقق طموحات المقاومة إلا أنها السبيل لوقف نزيف الدماء التى تسال على أرض غزة، وهنا نجد حالتين، غريبتين على الشعب المصرى، إعلام خاص موجه على القنوات الخاصة يهاجم المقاومة وحماس، بدون وعى وكأنه يخدم القضية المصرية والقيادة الحالية وهوبدون قصد يضرها، فمهما يكن لن تفرط مصر بقيادتها فى غزة أوأهل غزة وهى خط الدفاع الأول لمصر، فبدلًا من مساندتهم المقاومة ورفع الروح المعنوية لهم نجدهم يمارسون نوعًا من التحبيط والاستهجان، وهم الضحية، وهناك فريق آخر يحاول ضرب النظام المصرى مستغلًا أحداث غزة ويحاولون جاهدين استدعاء الجيش لدخول حرب، ليس وقتها، للظروف التى تمر بها مصر اقتصاديًا وأمنيًا، وذلك ليس حبًا فى غزة وأهلها ولكن لجر النظام لحرب لن يستطيع معها النجاح داخليًا اقتصاديا أوسياسيًا أو أمنيًا، وبذلك يتحقق المراد لهم بسقوط من يكرهون دون النظر لشعب يأمل فى الاستقرار والأمن وبناء المؤسسات، وتنمية الاقتصاد المتدهور نسبيًا، ، فمتى يجتمع الجميع على حب مصر والعمل من أجلها فقط دون العمل من أجل الأفراد والجماعات، هذا أمل، أعتقد أنه من الصعب تحقيقه فى المستقبل القريب.
جمعة على عبد الحفيظ يكتب: متى يجتمع الجميع على حب مصر؟
الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 08:12 ص