"الفيل الأزرق" يعيد بريق السينما الجادة.. والطوابير أمام دور العرض تزيح سينما "الأغنية الشعبية والرقاصة والإفيه".. الفيلم حلقة فى سلسلة نجاح طويلة من أوقات فراغ إلى الساحر وملاكى إسكندرية ودكان شحاتة

الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 11:19 ص
"الفيل الأزرق" يعيد بريق السينما الجادة.. والطوابير أمام دور العرض تزيح سينما "الأغنية الشعبية والرقاصة والإفيه".. الفيلم حلقة فى سلسلة نجاح طويلة من أوقات فراغ إلى الساحر وملاكى إسكندرية ودكان شحاتة أفيش فيلم الفيل الأزرق
كتب - حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان هناك درسا واحدا مستفادا من الطوابير العريضة المتراصة أمام شبابيك عرض فيلم الفيل الأزرق فى جميع سينمات مصر على نطاقيها الشعبى والراقى، وفشل آلاف المعجبين فى دخول الفيلم حتى الآن بسبب هذه الطوابير، فهو أن الجمهور لا يرغب فى نوعية الأفلام التى تخاطب الغرائز، وأن هذا الجمهور فعلا "مش عايز كده".

كما يثبت ذلك أنه لو تمت صناعة فيلما راقيا بقصة مميزة، وإنتاج وإخراج وتمثيل على أعلى مستوى، سيتمكن من جمع إعجاب الجمهور والملايين والنقاد على حد سواء، وأن ما يقدمه المنتجون ليس دائما ما يطلبه المشاهدون، بل فى أغلب الوقت يكون ما يظنه عقل مريض لا يرى فى عالمنا سوى القبح، ومواهب ضئيلة تحاول النجاح من أقصر طريق وبأقل مجهود.

"الجمهور عايز كده".. هذه الحجة الجاهزة التى يرجع صناع السينما المصرية إليها فشلهم، صناع السينما الذين يقدمون فنا هابطا وتشكيلة محفوظة من راقصة وغنوة مهرجان وبعض "الإفيهات" المعلبة ويصنعون "تحبيشة" من حلويات سلخانة الفن تنتهى بصعوبة فى الهضم وتزيد العقل ثقلا بلا معنى، ثقلا يؤدى إلى مزيد من النوم وليس إلى مزيد من الأفكار، ولكنه فى النهاية يجمع الجمهور ويحصد ملايين الجنيهات.

وهناك من يقدم قصة هادفة ومضبوطة فى وجبة جامدة خالية الدسم ومنزوعة الطعم واللون والرائحة فيحصد إعجاب النخبة والنقاد بينما تقف شبابيك تذاكره خاوية، تعد ببطء الساعات القليلة التى ستبقى فيها قبل أن تغلق إلى الأبد ويدور الفيلم فى فلك القنوات الفضائية مثل غيره من الأفلام.

الفيل الأزرق هو مجرد علامة جديدة لعشرات الأفلام التى سبق وأثبتت أن الجمهور "مش عايز كده"، وأن الجمهور ينتظر فيلما جيدا ومتكاملا فقط حتى يملأ شبابيك تذاكره بالملايين، وحتى يملأ دور عرضه ويجلس فى انتباه ليستمتع برواية حقيقية، ويغادر بالتصفيق فى نهاية العرض كما كان يحدث فى زمن أطلقنا عليه "زمن الفن الجميل"، وكأنه لم يتبقَ لنا من الفن سوى القبح.

قبل الفيل الأزرق بسنوات قليلة كنا نشاهد فيلم "أوقات فراغ"، تحديدا فى 2006، ذلك الفيلم الذى لم يمتلك نجم واحد فى قائمته، ولا كاتب كبير، ولا راقصة، ولا غنوة شعبية، بورقة وقلم المنتجين لا تتوفر له أيا من العوامل التى يريدها الجمهور فى وقت كانت البطولة لأفلام الاسكتشات، وكوميديا التيك أواى، فقط عامل واحد توفر له أنه كان فيلما جيدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ناقش قضية جيل كامل تضيع حياته بين تهميش الأهل، وثقافة مستوردة، وحكومة لا تعرف عنه شيئا، وبائعى مخدرات وكيف يعرفون عنه أكثر مما يعرف عن نفسه، فحطم الإيرادات، وانتظر جميع النجوم بأفلامهم حتى لا يقعون فى اشتباك معه.

وكانت الكلمة الشهيرة للشباب فى الطوابير الممتدة حول السينمات التى يتواجد بها "شوفنا حياتنا فى الفيلم"، خرجوا منه لينظروا إلى الدنيا من عربة الملاهى التى تركهم المخرج معلقين فيها مع آلاف الأفكار والتساؤلات والأحلام قبل أن يكتب كلمة النهاية، فلم يبخلوا عليه بالتصفيق الحاد، وبثمن التذاكر، ولم يتمكن النقاد من مخالفة الجماهير فى رأيهم عليه.

بخلطات فنية مختلفة جاءت أفلام الساحر، والسلم والثعبان، وأحلى الأوقات، وحتى ملاكى إسكندرية، ودكان شحاتة، وغيرها لتعلن أن الجمهور تحديدا يريد الأفضل، وأن زمن الفن الجميل يكمن فقط فى السماح لأنفسنا بالإبداع، والأهم هو سماح المنتجين لأموالهم بالتوجه نحو الإبداع، وعدم تعالى المبعدين على جمهورهم فيقدمون له ما يريدونه هم فقط فى وجبة ناقصة المكونات لا تختلف كثيرا عن الوجبة الشهية الضارة، فالأولى تجرى الريق، وتحرك الحواس، وتضرب العقل، والثانية تفيد العقل ولا تهضمها الحواس، ولا ينجذب أحد لرائحتها الخافتة.



موضوعات متعلقة

نقاد:"الحرب العالمية" و"الفيل الأزرق" الأفضل.. طارق الشناوى:أحمد حلمى وياسمين عبدالعزيز قدما أسوأ أعمالهما..وخيرية البشلاوى: كوميديا "الثلاثى" نقية..وماجدة موريس:سعيدة لأن فيلم صافيناز حقق أقل إيرادات

مخدر "DMT" السر وراء فيلم "الفيل الأزرق".. يسبب الإدمان النفسى.. يطلق عليه المدمنون "رحلة الخيال العلمى".. معروف فى بريطانيا باسم "دمترى".. وأمريكا الجنوبية أشهر مصنعيه.. والإقلاع عنه يحتاج إرادة قوية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة