قال المستشار وائل البطريخى مسئول الإعلام بوزارة الخارجية الفلسطينية إن كل المحاولات الإقليمية والدولية فشلت فى التوصل إلى وقف إطلاق نار فى قطاع غزة، وقد عاد الحديث مرة أخرى الآن عن المبادرة المصرية فقط، مما يعنى أن الموقف المصرى والمبادرة المصرية فى إطارهما الصحيح.
وتساءل البطريخى - فى حوار خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله - " لماذا لم يقم من يتحدثون عن تقصير مصر تجاه فلسطين برفع أو وقف العدوان الاسرائيلى على الفلسطينيين .. ولديهم علاقات ثنائية مع إسرائيل ؟!!."،
وأضاف "لا نتدخل بأى شئون داخلية لأى دولة عربية أو أجنبية، هذه حقيقة واضحة لنا كسياسة خارجية فلسطينية، ولكن نأسف لتدخل بعض الجهات الإقليمية والدولية والعربية فى الشأن الفلسطينى، ليس من اجل توحيد الصف الفلسطينى أو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، ولكن بهدف إطالة الوقت وشرزمة الموقف الفلسطينى .. نحن فى حاجة إلى تكاتف الجهود الدولية والعربية والإقليمية لوقف العدوان."
وأوضح " لقد أكدنا من البداية أن المبادرة المصرية هى المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة .. وكان هناك اختلاف فى وجهات النظر من بعض الأطراف الفلسطينية الذين رأوا أنها بحاجة إلى تعديل وتطوير، وهذا ما عملت عليه القيادة الفلسطينية مع مصر"، مضيفا أن بعض الجهات الإقليمية والدولية حاولت التخريب وإفشال المبادرة المصرية بشتى الوسائل، ولكن الجميع أيضا فى جامعة الدول العربية والمجتمع الدولى والأوروبى وبعض الدول المؤثرة اجمعوا على المبادرة المصرية، وقال " إننا عملنا مع الأخوة المصريين على دعم هذه المبادرة".
وعن كيفية تجاوب حركة حماس مع مصر والتفاوض معها، أكد البطريخى أن من طلب تدخل مصر هو الرئيس محمود عباس وهو رئيس الشعب الفلسطينى ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى.. والقيادة المصرية تتعامل مع القيادة الفلسطينية بشكل رسمى.. وقد تقدمت مشكورة بالمبادرة".
وأشار فى ذات السياق إلى أن الحرب فى قطاع غزة ليست حربا على حماس بل هى حرب ضد الشعب الفلسطينى بأكمله، وهناك إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى بدأت بالضفة الغربية والقدس المحتلة ثم اختتمتها إسرائيل بمجازرها فى قطاع غزة، وأكد أن غزة ليست حماس فقط، بل أن حماس هى حركة وجزء من الشعب الفلسطينى، حيث أن هناك مليونا و٨٠٠ ألف نسمة يعيشون فى قطاع غزة، معربا عن أمله فى أن يركز الفلسطينيون على الجرائم الإسرائيلية فقط التى ترتقى إلى جرائم إبادة جماعية.
وتساءل المسئول الفلسطينى: "ماذا يعنى إذن موافقة حركتى حماس والجهاد الإسلامى على الذهاب إلى مصر تحت إطار وفد فلسطينى موحد ومطالب موحدة لوقف العدوان فورا عن غزة، وبحث المطالب الأخرى وهى: الإفراج عن الأسرى، وحرية الحركة الملاحية والصيد على مسافة ١٢ كيلو مترا، وإعادة إعمار قطاع غزة، وفتح مطار وميناء...!؟" .
وأكد على ضرورة تضافر الجهود والخروج من الخلافات ومن أى إشكالية لأن هناك شعبا فلسطينيا له الحق فى الدفاع عن نفسه وعن أرضه ووطنه ضد المحتل، مشيرا فى الوقت ذاته إلى وجود عملية وحدة حقيقية وتلاحم شعبى ورسمى على مختلف المستويات فى إطار الوضع الداخلى الفلسطينى .
وشدد مسئول الإعلام بالخارجية الفلسطينية على أن الجميع ضد وسائل الإعلام المروجة للتفرقة بين الشعبين.. فالشعب المصرى له معزة خاصة فى قلوب الشعب الفلسطينى وخاصة فى قلوب أهل قطاع غزة.. ووسائل الإعلام هذه ترويجية ومدفوعة الأجر من جهات خارجية بهدف شرزمة الموقف العربى والمصرى والتوقيع بين الشعبين .. ونحن نرفضها وندينها ..ويجب العمل على عدم ذكرها حتى لا تأخذ حيزا فى الإعلام، مؤكدا أن مصر لها الحق كدولة فى أن تدافع عن أمنها الإستراتيجى، قائلا "إن هناك مشاكل أمنية فى سيناء ونحن متفهمون تماماً هذا الوضع"، وأن هناك توافقا داخل الوفد الموحد حول موضوع معبر رفح، حيث إنه شأن مصرى فلسطينى وخارج عن إطار التفاوض، والاتفاق حوله سيكون بين الجانب الفلسطينى والمصرى فقط، مؤكدا "وما سيقرره الجانب الفلسطينى والمصرى للمصلحة العامة للشعبين والدولتين ولمستقبل نضال الشعب الفلسطينى هو ما سننفذه".
وأشار إلى أن المصريين والفلسطينيين شركاء بالدم، فضلا عن الشهداء الذين قدمتهم مصر ليس فقط للدفاع عن فلسطين بل عن الكرامة العربية، مشددا على موقف مصر الريادى فى الوطن العربى لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وقال إن مصر هى عنوان الأمة العربية وعليها مسئولية أكبر من أى دولة أخرى، حيث مازالت تتحمل مسئوليتها بسبب الجغرافيا ومواقفها المشرفة نظرا لتاريخها وعراقة شعبها.
وشدد مسئول الإعلام بالخارجية الفلسطينية على أنه لا حل للصراع العربى الإسرائيلى إلا بإنهاء الاحتلال جذريا وفورا.. لافتا إلى أن الوفد الفلسطينى قدم المطالب الموحدة لمصر، والتى سترفعها للإسرائيليين، مشيرا إلى أن الفلسطينيين فوجئوا - بعد تصاعد العدوان بشكل همجى على اهل قطاع غزة - بالصمت الدولى على هذه الجرائم البشعة، مما أدى إلى عملية حراك داخلى قامت به القيادة الفلسطينية، وتم إرسال وفد فلسطينى موحد وتوجه إلى القاهرة سواء حضر الإسرائيليون أو لم يحضروا .
وحول المفاوضات غير المباشرة الجارية فى القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، قال إن هناك حراكا على المستوى الدولى تبذله كافة الدول وعلى رأسهم مصر، لافتا فى الوقت ذاته إلى وجود وفد امريكى بالقاهرة يتدخل فى موضوع التهدئة، قائلا "لا يوجد أى دول تستطيع أن تضغط على إسرائيل بشكل فعال سوى الولايات المتحدة الأمريكية.. لأنها شريك إستراتيجى لدولة إسرائيل.. والإدارة الأمريكية أعلنت من قبل أنها حليف إستراتيجى لإسرائيل وهى تدافع عن إسرائيل فى المحافل الدولية وتستخدم الفيتو الأمريكى فى كافة المحافل ومجلس الأمن ضد أى شىء يصدر ليدين إسرائيل".
ورأى أن هناك بوادر للتوصل إلى حل نظرا لأن الإسرائيليين فى أزمة داخلية، وافتعلوا هذه الحرب الممنهجة بسبب هذه الأزمة وعدم التزاماتهم بالعملية السلمية وانتهاكاتهم وممارستهم العنصرية المستمرة ضد الأرض والشعب الفلسطينى بأكمله فى الضفة والقدس وقطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل حاولت الخروج من هذه الأزمة بالحرب على غزة وارتكاب هذه الجرائم.." فهذه حكومة يمين متطرف لا تسعى إلى السلام وزاد فشلهم بعد الحرب على قطاع غزة، وهذا ما صرح به بعض الوزراء وقيادات إسرائيل من أن هذه الحرب فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق ما يدعونه وما يطالبون به."
الخارجية الفلسطينية: الحديث عاد عن المبادرة المصرية فقط
الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 10:55 ص